رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

عادات وتقاليد أهل الكويت في رمضان

نشر
رمضان في الكويت
رمضان في الكويت

مع اقتراب شهر البركة والخير يستقبل أهل الكويت شهر رمضان بالفرحة والبهجة و يجتمع الأهل والأصدقاء فيما يعرف بـ جلسة القريش التي تعد فيها الأكلات التقليدية كاليريش والهريس والمرقوق وغيرها، وعند الإعلان عن رؤية الهلال يباركون لبعضهم ويبدأون شهرهم.

ويعتبر أهل الكويت رمضان فرصة لإحياء العادات والتقاليد الأصيلة واستعادة القيم التي تعزز التجانس بين أفراد المجتمع.

 إذ يتميز رمضان في الكويت بالديوانيات التي تجمع مجالس الكويتيين وتكون عامرة بالرواد وتقام فيها حفلات الإفطار الجماعي الذي يعمر بمناسف الأرز واللحم والسمك وهريس القمح والتشريب واللحم والمجبوس، وغيرها من الأكلات الكويتية. 

وفي الديوانيات يتسامر الحضور وتدور النقاشات حول القضايا التي تمس حياتهم اليومية، وتجرى بعض المسابقات الخفيفة بينهم فتضفي على الأجواء متعة ومرحاً.

تقاليد رمضانية في الكويت 

وتعتبر «الغبقة الرمضانية» إحدى العادات العريقة والتراثية لأهل الكويت، وترتبط فقط بشهر رمضان المبارك، وهي متوارثة من جيل إلى جيل، وتحظى باهتمام بالغ، خصوصاً أنها تعزز أواصر الترابط بين أبناء المجتمع، وتكون عبارة عن حفلات ضخمة تقام بعد صلاة التراويح في الفنادق والصالات الفخمة، حيث يحضرها حشد كبير من الرواد الذين تدور بينهم الأحاديث على أنواعها، إلى ساعات متقدمة من الليل، وتقدم أطباق خاصة تعرف بـ«الغبقة» وتختلف شكلا ونوعا عما يتم تقديمه في الوقت الحاضر من وجبات دسمة في ساعة متقدمة، أما في الماضي فكانت الغبقة تقدم قبل العاشرة ليلا، وهي تحتوي على أصناف شعبية خفيفة مثل الباجلا والنخي والمحلبية وخبز الرقاق، إضافة إلى تشكيلة منوعة من الحلويات الشعبية مثل الزلابية واللقيمات والغريبة.

ليالي القرقيعان 

من مباهج شهر رمضان الفضيل ليالي القرقيعان الثلاث (13، 14، 15)، يخرج الصبية ذكوراً وإناثاً للاحتفال بها، وتقوم ربّات البيوت عادة قبلها بخياطة أكياس القرقيعان للصبية الذكور والإناث، والغالب في كيس الذكور القماش الأبيض. أما الإناث، فيكون غيره من الألوان، والكيس يُصمم ليعلّق في رقبة الصبي أو الصبية.

القرقيعان يتكوّن من المكسرات والحلويات وأحياناً قطع نقدية، أما المكسرات فهي الحَب، والنقل، والبيذان (اللوز) والنخي (الحمص) والبندق، والجوز.

 وأما الحلويات، فهي «المِلبّس» وبداخله النخي (الحمص) وهو على نوعين: الأول ملبس كبير بحجم «البلية» به نتوء، والثاني بحجم الحمص ناعم الملمس. 

وبعض الشوكولاتة الملونة وخاصة «ميوه» وشوكولاتة على شكل هلال (جزء من برتقالة)، فضلاً عن التين المجفف، ويخرج الصبية ذكوراً معاً، وتخرج الإناث معاً، وكل يتنقل من بيت جيران إلى آخر. وعند وصولهم إلى البيت يرددون أولاً: «يسوق الحمار أو ما يسوق»، يقصدون عندكم قرقيعان لنبدأ في طلبه أو ليس عندكم منه، فننصرف عن بيتكم، فإذا قيل لهم «ما يسوق» سألوا عن أسماء المراد ذكر اسمهم من أهل البيت في أهزوجتهم والتمني له بالسلامة والسعادة، ثم يبدؤونها إن كانوا ذكوراً بقولهم: «سلم ولدهم يالله، خله لأمه، يالله، سلم فلان – باسمه – يالله خله لأمه..»، وقد تكون المطلوب ذكرها أنثى، فتغير الصيغة للتأنيث.

 

أعمال الخير

وقبيل شهر رمضان، وككل عام تنطلق الحملات الخيريّة في البلدان العربيّة والاسلاميّة لمساعدة المحتاجين، ومنها على صعيد الأحياء والبلدات وما هو أوسع لا سيما عالميًّا، التي تعمل على جمع مبالغ مالية لتوفير الدعم، كالمأوى والغذاء والمياه الصالحة للشرب، والمساعدة النقدية

وتقام مآدب عارمة (موائد الرحمن) في كثير من المساجد للفقراء والمحتاجين، وهي منتشرة بشكل كبير في أرجاء البلاد، وفيها يتم تقديم الطعام والشراب للصائمين بإشراف الوزارات والمؤسسات والشركات العامة والخاصة طوال الشهر الفضيل.

أبو طبيلة

لـ«أبو طبيلة» أو «المسحراتي» مكانة خاصة في هذا الشهر، وهو يسهر ليالي رمضان ويجوب الشوارع وهو يقول «لا إله إلا الله محمد رسول الله» بغرض إيقاظ النائمين وحضهم على تناول طعام السحور. ويقدم له أهل الكويت الطعام والشراب، وهكذا حتى أواخر ليالي رمضان، وفي النهاية يودع الشهر ويردد بصوت حزين «الوداع... الوداع يا رمضان وعليك السلام شهر الصيام».

ويستعد الكويتيون لإحياء ليلة السابع والعشرين بالمسجد الكبير بالعاصمة الكويت حيث يزيد عدد رواده من المصلين على 40 ألف مسلم.

وفي الأيام الأخيرة من رمضان تزدحم الأسواق بالناس الذين يشترون ملابس العيد ولوازمه، وبعد انقضاء الشهر الفضيل يذهب أهل الكويت إلى الأمير لتهنئة الأسرة الحاكمة بالعيد، ويتبادلون الزيارات.