رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

منى صفوان تكتب: حان وقت الكتابة عن عمران خان

نشر
الأمصار

أمامنا على الشاشة، الرياضي الباكستاني الدولي، ذو اللياقة البدنية العالية، فارع الطول، حاد الملامح، رشيق الحركة، جهور الصوت، الذي احرز الفوز لبلده لاول مرة في كاس العالم للكريكيت، الذي مازال حتى اللحظة هو الفوز الذهبي الوحيد في تاريخ بلاده في تسعينات القرن الماضي.

في 10 ابريل 2022 تتم الاطاحة به من رئاسة باكستان في حدث سياسي مازالت تموجات رد فعله تتفاعل.


السؤال المباشر هل الاطاحة بخان مؤامرة امريكية ام فشل اقتصادي داخلي واصطدام مع الجيش!

ان المعركة التي يخوضها " خان" حاليًا ، بعد حجب الثقة البرلمانية عن حكومته ، ليست فقط مجرد  صراع سياسي داخلي، في بلد نامي وفقير اقتصادياً، ومسلح تسليح  نووي عسكريًا ، بل هو اعمق من ذلك
ونحن نريد ان نرى ابعد مما هو ظاهر لهذا .. فهو باختصار صراع المعسكرات المعتاد، الذي يوظف الصراع الداخلي لصالحه، تمامًا كما يحدث وحدث وسيحدث في معظم دول العالم، من امريكا اللاتينية، الى اوروبا الشرقية ، مرورًا بالشرق الاوسط - ذلته الصراع منذ خمسة عقود بينزالمعسكر الشرقي، والغربي.

الخريطة تخبرنا ان موقع باكستان وعمقها وامنها  القومي ، يعني علاقات متينة مع المعسكر الشرقي " روسيا- الصين" لكن المعسكر الغربي لا يرى ذلك، وتلك الزيارة لعمران خان لموسكو بعد اندلاع الحرب الاوكرانية ترجمها البيت الابيض بانه تحدي.

الامر ليس سوء ترجمة، او اختلاف بوجهات النظر، وانما رغبة امريكا بالسيطرة على الجميع، السعودية وخلفها الخليج ونفطه والجزائر ونفطها، والاتحاد الاوروبي وتركيا، وموقف الدول العربية، فلن يسمح ان يظهر لبوتين اصدقاء الان

لذا حان الوقت لكشف نقاط ضعف الرئيس القوي، صاحب العبارة الايقونية " لسنا عبيدًا لديكم" ردًا على الطلب الامريكي بان يقطع علاقته بروسيا

وان كانت امريكا تفكر بالاطاحة ببوتين نفسه كما يقول محللون، فلما لا تفعل ذلك في بلد اقل قدرة على التماسك كباكستان، حيث لن يقف الجيش على الحياد وهو يرى البلد يذهب للتمزيق، وهو يعلم مالذي يعينه غضب امريكا من الناحية العسكرية "

اقلها ان تعود باكستان لاصلها الهندي في شبه القارة الهندية، وما فعلته بريطانيا باعلانها دولة منفصلة، ستكتب امريكا نهايته، بالسماح للهند بضم باكستان لها واخضاعها ، تماما كما يفعل بوتين في اوكرانيا ، وهو ما ترفضه امريكا ، وهذا طبيعي ان تقبل إمريكا ذلك في شبه القارة الهندية، وترفضه في اوروبا الشرقية.

السؤال وما علاقة امريكا تقبل او ترفض!؟ هنا مربط الفرس ، انها شرطي العالم، سيدة القطب الواحد دون منافس ، وهي تدرك ان هذه المكانه تهتز، لذلك ستظهر قوتها وتاثيرها في بلد كباكستان لتقول لروسيا، اروني كيف يمكنكم اعادة صديقكم للحكم.

الرياضيون وحدهم يدركون ان الاستسلام ليس واردًا ، لذلك فما يحدث في باكستان ليس معركة بوتين، بل هي معركة عمران خان الذي سيواصل اللعب لنيل الفوز، وقد تكون هذه هي الذهبية الثانية الذي سيمنحها الاعب المحترف  لباكستان.