رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

"لعنة العقد الثامن".. زمن انهيار إسرائيل

نشر
لعنة العقد الثامن
لعنة العقد الثامن على إسرائيل

"زمن انكسار إسرائيل والكيان قد بدأ ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم وليرجعوا إلى توراتهم وتلمودهم ليقرؤوا ذلك جيدا ولينتظروا أوان ذلتهم بفارغ الصبر".. هذا ما جاء في خطاب السبت الماضي لأبو عبيدة للناطق باسم كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، والذي يشير فيها إلى لعنة العقد الثامن.

 

ما قصة هذه النبوءة "لعنة العقد الثامن":

وهناك العديد من التساؤلات حول ما هو "العقد الثامن" وما هي لعنة هذا العقد، الذي تحدث عنها المتحدث باسم كتائب القسام، وهل العقد الثامن مرتبط بنهاية الاحتلال الإسرائيلي أم بشئ أخر؟، وتداول نشطاء على منصة "إكس" مقاطع مقتبسة من خطاب "أبو عبيدة" المتحدث باسم "القسام"، استخدم فيها عبارة "لعنة العقد الثامن"، والتي تساءلت تغريدات عن معناها.

 

العقد الثامن يعني أي بعد 80 عامًا، ومن المتداول أخيرًا أن هذه النبوءة تعني أن أي دولة لليهود لا تستمر أكثر من 80 عام، وهذا ما ظهر في عدد من الخطابات لمسئولين حاليين أو يهود قدماء، فما هذه اللعنة وهل هي حقيقة أما لا؟

 

"زمن انكسار الاحتلال الإسرائيلي بعد 80 عام"، ليس شيء من التاريخ أو الماضي لكنه مسيطر على عقول الحاضر، إذ أن حضر هذه اللعنة التي تم ذكرها سابقًا في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، وذلك خلال مقابلة له مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، والذي تم التطرق إليها إلى فكرة "الثامنين عام".

 

 

وجاء هذه المقابلة في عام 2022، والذي أعرب خلالها رئيس الوزراء الأسبق عن قلقه بشأن بقاء إسرائيل، وأن الكيان سوف يختفي من الوجود قبل الذكرى الثمانين لتأسيسه عام 1948، إذ أنه تحدث على أن اليهود لم يحكموا لأكثر من 80 عام على مر التاريخ، وهو متحدثًا عن سيناريو الهلاك لإسرائيل وهو ما بدى واضحًا في مقابلته مع الصحفية الناطقة بالعبرية.

 

من التاريخ ما هي حقيقية لعنة العقد الثالث الذي تحدث عنها أبو عبيدة الناطق باسم "القسام"، والذي شدد على أنه تمثل زوال إسرائيل، إذ أنه على مدار التاريخ الذي يحكم فيها اليهود أرض والتجربة الحالية باحتلال فلسطيني هي التجربة الثالثة، وفي التجربتين السابقتين في مملكتي داود وسلالة الحشمونائيم، والذي بدأ تفككهم في العقد الثامن، كما أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين يقترب الآن من العقد الثامن من عمر الكيان.

 

كما أن هناك دراسة تعكس هذه المخاوف، والتي كانت موجه للشباب الإسرائيليين والتي تطرقت إلى فكرة الهجرة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلا أن خرجت هذه الدراسة الاستقصائية، والتي نشرت في مياو 2022 وتضمن جزءًا من الآراء السائدة في الأراضي المحتلة.

ووجدت دراسة استقصائية للشباب الإسرائيليين، أن ما يقرب من نصف السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير متفائلين بشأن مستقبل إسرائيل، ويفكر 1\3 من سكان الأراضي المحتلة في الهجرة للحصول على وظائف وحياة أفضل بعيدًا عن دولة الاحتلال والكيان الصهيوني.

 

ما المقصود بلعنة العقد الثامن؟

وفقًا للتاريخ اليهودي، فقد كانت لليهود مملكة يعيشون فيها فترتين زمنيتين، وكلتاهما لم تستمر لأكثر من 80 عامًا، وانتهت كل منهما إلى زوال.

ممالك اليهود التي انتهت في العقد الثامن:

المملكة الأولى:

 

قامت على أيدي أول ملوكهم شاؤول، ومن بعده الملك داوود الذي ضم تحته كل القبائل (الأسباط)، ومن بعده ابنه النبي سليمان الذي انقسمت من بعده، في العقد الثامن، لمملكة شمالية (يسرائيل) وأخرى جنوبية (يهوذا)، وانتهت الشمالية في ما عرف بـ"السبي الآشوري" ويهوذا بـ"السبي البابلي".

المملكة الثانية أو الحقبة الثانية لحكم اليهود:

في عهد الحشمونيين (الحشمونائيم) وهي السلاسة التي حكمت مملكة يهوذا، والتي عانت من صراعات في هذا العقد وانتهت بغزو روماني، وهي الفترات الواردة في العهد القديم، واستمرت تقريبًا 8 عقود، وفي نفس الحقبة تقريبًا من عمر كل مملكة انتهت إلى زوال.