رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

عودة الرهائن والصدام مع مصر.. سيناريوهات العملية البرية بمدينة رفح الفلسطينية

نشر
الأمصار

علقت صحيفة “ألبوبليكو” الإسبانية، على الأوضاع الأخيرة في مدينة رفح الفلسطينية، والتي وصفتها بأنها المعقل الأخير الذي تقاوم فيه حركة حماس الفلسطينية في غزة، وإسرائيل عازمة على الاستيلاء عليها بهجوم بري وشيك، تسبقه الموجة الحالية من التفجيرات. 

وأكدت الصحيفة أن مدينة رفح الفلسطينية تلك المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة تضم العديد من مخيمات الخيام، وهناك أكثر من 1.4 مليون مدني محشورون في فخ الموت.

حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فولكر تورك، من أن دخول القوات الإسرائيلية إلى مدينة رفح الفلسطينية "سيكون مرعبا" وسيؤدي إلى عدد "مرتفع للغاية" من الضحايا المدنيين، وذلك في ضوء ارتكاب “اعتداءات فظيعة” والجرائم" التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي.

وأشار رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيب بوريل، من جانبه إلى المخاطر الكبيرة المتمثلة في أن يؤدي مثل هذا الهجوم على   مدينة رفح الفلسطينية إلى إثارة التوتر بين إسرائيل ومصر، حيث يمكن دفع مئات الآلاف من الفلسطينيين.

تبدأ إسرائيل هجماتها واسعة النطاق على رفح، الملجأ الأخير لنحو 1.4 مليون نازح في غزة وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أمر بإخلاء رفح، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي خطوات في هذا الصدد، وليس من الواضح على الإطلاق إلى أين يريد نقل السكان المحاصرين هناك، حيث أن بقية قطاع غزة قد تم قصفه. وقد تم تدميرها عملياً خلال الهجوم الذي شنته إسرائيل في 7 أكتوبر.

مائة ضحية لتحرير رهينتين وأدى القصف والاجتياح الإسرائيلي لغزة إلى مقتل أكثر من 28 ألف فلسطيني وإصابة 68 ألف آخرين. 

وسقط مائة من القتلى ليلة الاثنين نتيجة التفجيرات التي شنتها إسرائيل عندما أطلقت سراح اثنين من الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى ميليشيات حماس،  فخلال أربعة أشهر من الحرب، لم تتمكن إسرائيل من إطلاق سراح جندي مخطوف إلا دون مفاوضات. 

وفي عملية كارثية أخرى، قتل الجيش الإسرائيلي أربعة من هؤلاء الرهائن عن طريق الخطأ، على الرغم من أن ثلاثة منهم كانوا يحملون أعلاماً بيضاء.

إن الدقة في تجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين واضحة في غيابها عن هذه الحرب، كما يتبين من العشرات من الضحايا الجانبيين لهذه المهمة الأخيرة لتحرير هذين الشخصين المختطفين، اللذين يحملان الجنسيتين الإسرائيلية والأرجنتينية.

 ووصف نتنياهو نفسه هذا العمل العسكري بأنه “أحد أنجح عمليات الإنقاذ في تاريخ إسرائيل”، كل هذا على الرغم من أن ثلاثة رهائن إسرائيليين آخرين ربما لقوا حتفهم في هذه العملية.

يعود تاريخ تأسيس رفح  إلى 5 آلاف عام، محور اهتمام عالمي، بعد إصرار إسرائيل على اجتياحها عسكريا وسط تحذيرات دولية من مغبة وقوع مجازر بصفوف المدنيين البالغ عددهم 1.4 مليون فلسطيني، نزح غالبيتهم من شمال ووسط قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية التي دخلت شهرها الخامس.

وتكتسب المدينة شهرتها العالمية أيضا من معبر رفح الحدودي مع مصر، وهو الرئة والمنفذ الوحيد لفلسطينيي القطاع نحو العالم الخارجي، بعد رفض إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية رغم دعوات المنظمات الدولية لتجنب كوارث الجوع وانتشار الأمراض.

تقع مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة على الشريط الحدودي مع شبه جزيرة سيناء المصرية، وتعتبر أكبر مدن القطاع على الحدود المصرية، وبها معبر رفح الوحيد الذي يعول عليه بشكل رئيسي طوال عقود في إدخال المساعدات للقطاع وإخراج المصابين لتلقي العلاج والسفر،