رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الخلافات تشتعل بين «أحزاب الحريديم ونتنياهو» وسط دعوات لتغيير قانون التجنيد

نشر
نتنياهو والحريديم
نتنياهو والحريديم

لا تزال أزمة تجنيد «الحريديم» تُؤرق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، فبينما يُطالب بعض الحريديم بتنفيذ قرار التجنيد على أساس أنهم أبناء الشعب اليهودي ويجب أن يخدموا في الجيش مثل باقي الإسرائيليين، ويرفض آخرون القرار بل ويُثيرون الشغب، مما يجعل من الصعب التوصل إلى حل يُرضي جميع الأطراف.

وتُواجه حكومة الاحتلال برئاسة «نتنياهو» أزمة حول كيفية تعويض الانخفاض الواضح في قوام الجيش الإسرائيلي نتيجة الحرب التي استمرت ستة أشهر، ويدعو العديد من المسؤولين إلى تجنيد اليهود الحريديم بموجب قانون التجنيد الجديد.

قانون التجنيد

وفي هذا الصدد، انتقدت الأحزاب الدينية المُتشددة «الحريديم» سلوك رئيس وزراء إسرائيل «بنيامين نتنياهو» بخصوص قانون التجنيد، مُشددة على أنه يتلاعب بالقانون لتأجيل الانتخابات حتى يعود «ترامب» للبيت الأبيض.

وقالت الأحزاب إن نتنياهو يتلاعب لكسب الوقت حتى يتمكن من الخروج إلى الانتخابات بوجود ترامب في البيت الأبيض.

وأضافوا: "يعتمد علينا ويطلق الألاعيب ويستغلنا.. عندما يكون كل هدفه عدم التعرض للإذلال في التصويت في الحكومة من قبل وزراء الليكود.. إنه لا يُفكر أبدًا في التشريع في الكنيست".

وصرح رئيس حزب مُتدين لـ"i24NEWS" قائلًا: "يجب ألا يتأثر أولئك الذين يدرسون التوراة، لن نُوافق على الأهداف في القانون والعقوبات التي ستضر بطلاب التوراة".

الانتخابات في إسرائيل وأمريكا

ويقولون أيضًا إن نتنياهو يقوم "بتضييع الوقت" فيما يتعلق بقانون التجنيد، وذلك بهدف التأكد من أن الانتخابات في إسرائيل ستجرى بعد الخامس من نوفمبر 2024 تاريخ الانتخابات في الولايات المتحدة.

وبحسب ما قاله المصدر لـ"i24NEWS" يعتقد نتنياهو أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المُقرب منه، قد يفوز في السباق الانتخابي.

من جهته، قال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" النائب أفيغدور ليبرمان، في حسابه على "X": "أتوقع من المحكمة العليا ألا تستسلم لكل المُحاولات والمكائد التي يقوم بها نتنياهو، التي تهدف فقط إلى التهرب من الاستحقاق القانوني".

Netanyahu's Haredi allies turn up heat, reiterate demand for military  exemption law | The Times of Israel
نتنياهو والحريديم 

وأضاف "ليس لنتنياهو أي نية حقيقية لتشريع قانون التجنيد المتكافئ، ولذلك أتوقع من المحكمة العليا أن تُصدر حُكمًا يأمر كل شاب عند بلوغه الثامنة عشر بالوقوف للخدمة العسكرية أو المدنية، بدون سيلين، بدون حيل، وبدون مكائد.. إسرائيل لا تحتاج إلى الاستمرار في تمويل أولئك الذين يختارون عدم تحمل العبء.. انتهى عصر الأشخاص الذين يتهربون من الواجبات".

وذكر موقع "i24NEWS" أن المستشارة القانونية للحكومة جالي بهارا، طالبت بإجراء تغييرات في القانون الذي يتضمن أهدافًا رقمية لتجنيد آلاف الحريدييم ووفقا لهذه الأهداف سيتم زيادة العدد وتشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة عليهم إذا لم يتمكنوا من تحقيق الهدف.

عقوبات عامة على المدارس الدينية

ودعت إلى تغيير القانون وفرض عقوبات شخصية بدلًا من عقوبات عامة على المدارس الدينية، ومع ذلك كما هو معروف، فأحزاب الحريديم لا تُوافق على ذلك وتُهدد حتى بتفكيك الحكومة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الأطراف.

وفي أعقاب الرسالة التحذيرية التي أرسلت في وقت مبكر من هذا الأسبوع من قبل النائب العام إلى أمين الحكومة، عمل الائتلاف على تطوير خطة جديدة تم نشر مسودتها يوم الثلاثاء.

ووفقًا للمسودة لن يزيد سن التجنيد عن 35 عامًا، وتعليقًا على ذلك أكد «بيني جانتس» تأكيد موقفه وقال إنه يُعارض خطة التجنيد المُعدلة.

وقد أثار القانون الجديد غضب العديد من وزراء «نتنياهو»، حيث يُطالبون جميعهم بتحمل المسؤولية عن الأزمة الحالية، بل ويُهددون بالاستقالة إذا لم ينضموا إلى حكومة تمرر هذا القانون، مثل حكومة بيني غانتس العسكرية في إسرائيل.

مُتظاهرون إسرائيليون يُحاصرون موكب «نتنياهو» ويُطالبون برحيله وسط اتهامات بسوء إدارة الحرب

تنقسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي، حول مسار الحرب على غزة، ففي حين أصر رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» مرارًا وتكرارًا على أن الحرب لن تنتهي قبل القضاء على «حماس»، إلا أنه لم يضع أي خطط لمرحلة ما بعد الحرب، وليست الانقسامات الداخلية والضغوط الشعبية وحدها التي يُواجهها نتنياهو، بل إن تل أبيب بدأت تفقد الدعم الغربي المُطلق، وهو ما ترجم إلى انتقادات لقسوتها من مُدن غربية كبرى مثل باريس، ودعم أمريكي غير مُحدود بسبب الخلافات بين رؤى واشنطن وتل أبيب لمسار الحرب، كما كانت الولايات المتحدة لاعبًا أساسيًا في الحرب.