رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

نائب رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد للتعايش السلمي لـ"الأمصار": مكافحة خطاب الكراهية أبرز أهدافنا

نشر
الأمصار

يسعى مركز الأمصار للدراسات السياسية والاقتصادية، لمتابعة كافة الأحداث العربية والدولية، وإعلام القراء في مختلف البلدان بكافة التطورات التي تحدث في العالم من حولنا.

أجرى الدكتور رائد العزاوي، مدير مركز الأمصار للدراسات السياسية والاقتصادية والأمنية وأستاذ العلاقات الدولية، حوار موسع مع السيد علي عبدالله العرادي نائب رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وذلك للحديث عن دور المركز في نشر ثقافة التعايش السلمي بين مختلف أطياف المجتمع.

ويشرق نجم مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، كمنارة تضيء دروب السلام والتفاهم بين الشعوب والحضارات، من أرض مملكة البحرين، حيث تأسس المركز عام 2018، ليجسّد في رؤيته ورسالته وأهدافه المبادئ الراسخة التي تُميّز تاريخ وحضارة البحرين العريقة.

وينهل المركز قيمه من مبادئ الانفتاح على جميع الحضارات والأديان والثقافات، معززا قيم التعايش والتسامح والسلام.

ويستقي المركز توجيهاته من إعلان مملكة البحرين، الصادر في 13 سبتمبر 2017، ليرسخ مكانة المملكة كمركز إقليمي ودوليّ لنشر ثقافة السلام والحوار.

ويعمل المركز على تحقيق أهدافه من خلال:

- نشر ثقافة التسامح والاحترامِ المتبادلِبين الأديان والثقافات.

- تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف فئات المجتمع.

- مكافحة خطاب الكراهية والتطرف.

- نشر الوعي بأهمية التعايشِ السلمي.

- دعم المبادرات التي تساهم في تحقيق السلام والأمن في العالم.

وإلى نص الحوار:

س1: ماهي جهود جلالة الملك في ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب

ج1: قاد حضرة الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز سمة التعايش السلمي من الإطار العرفي المتأصل في المجتمع البحريني والثابت في الموروث  البحريني إلى مبادئ ومواد وضعت في ميثاق العمل الوطني الذي اجمع عليه شعب اليحرين، ودستور وقوانين مملكة البحرين بشكل عصري، وذلك من خلال المشروع الإصلاحي الذي دشنه جلالته أبان تولي جلالته مقاليد الحكم ليطلق وفق ذلك روية عصرية لبحرين توثق تلك السمات وتعمل على تأطيرها في جملة البرامج والمبادرات والمشاريع الوطنية.

ويبدو ذلك جلياً كمثال حين أطلق جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه عام 2017م إعلان مملكة البحرين والذي يمثل ويبرز قيم التعايش السلمي، وما نتج عن ذلك من مبادرات، وايضاً في عام 2018 عند إنشاء جلالته لمركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي ليكون صرحًا وطنيًا ويدًا فاعلة يتم من خلالها تعزيز سمة التعايش السلمي والعمل بمقتضى رؤية جلالته.

كما رعا جلالة الملك المعظم حفظه الله أحد أهم مبادرات مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي ألا وهي تدشين "كرسيّ جلالة الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي" في جامعة سابيانزا الإيطالية بالعاصمة روما، والتي تعد أحد أقدم الجامعات الحكومية في أوروبا، هي مبادرة عبرت بجلاء عن اهتمام جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، بالتعليم والبحث العلمي وكذلك لنقل تجربة مملكة البحرين الرائدة في التعايش السلمي للمجتمع الدولي لتكون نموذجاً يحتذى به باعتبارها منج حياة ورسالة عالمية من مملكة البحرين الى العالم.

وانطلاقا من رؤية جلالة الملك الشاملة لمبادئ التعايش السلمي، يضطلع المركز بنشر وتعزيز مبادئ التعايش السلمي من خلال برامج ومبادرات مثل دبلوم التعايش السلمي المعتمد دولياً وخاصة في الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع جامعة السلام التابعة للأمم المتحدة.

س2: برامج المركز في مواجهة التطرف والعنف

ج2: أحد أهم برامج المركز هو العمل على مكافحة خطاب الكراهية الذي يعد الإدارة الرئيسية التي يستخدمها مروجي الفكر المتطرف والداعين للعنف، وقد دشن المركز وبعد الدعوة السامية التي وجهها جلالة الملك المعظم لدي افتتاح أعمال اجتماع الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي لدورته 146 والتي عقدت في مملكة البحرين تحت شعار "تعزيز التعايش السلمي والمجتمعات الشاملة ومكافحة التعصب"، حيث اتي ذلك الشعار متناغما مع المبادئ الراسخة التي تتبناها مملكة البحرين، ومع وتاريخها الحضاري العريق في التسامح والتعايش والحوار بين الثقافات، وتقديرا لما تقوم به من جهود في ظل الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبدعم ومساندة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله لنشر وترسيخ هذه القيم الإنسانية النبيلة، وجعلها منطلقا لمنظومة العمل الجماعي الدولي من أجل تقدم البشرية ونمائها.

كما يقوم مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي بالعديد من الفعاليات والمبادرات على مدار السنة وعلى كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية، حيث تصب فعاليات المركز ومشاركاته في دعم الجهود الأممية والوطنية الرامية إلى محاربة التطرف والعنف، ولمن اطلع على إعلان مملكة البحرين فإنه ينص على: "ونعلن أنه عندما يدعو رجال الدين المتطرفون إلى الكراهية والعنف ويسعون إلى زرع بذور الفتنة، فإنهم يحرضون على تدنيس اسم الله"، ولذلك فإن محاربة التطرف والعنف هو من أهم الأولويات لتحقيق مصداق سمة التعايش السلمي.

س3: أبرز التحديات التي تواجه جهودكم في ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي.

مما لا شك فيه ان ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي هي غاية كل مجتمع يطمع الى اعلاء رسالة الإنسانية وحق الجميع في العيش المشترك، ولكن ادراك ذلك لا يتم الى من خلال العمل الدؤوب وموجهة التحديات، ومن تلك التحديات التي تواجه المركز وتواجه جميع المراكز المماثلة في الأهداف حول العالم هي انتشار خطاب الكراهية من قبل بعض الجماعات المتطرفة، إضافة إلى وجود النزاعات حول العالم والتي قد تعيق او تأخر أعمال المراكز الذي يعنى بنشر سمة التعايش السلمي، ومن التحديات التي وضعها المركز على عاتقه هو مكافحة الجهل الذي هو من أسباب التطرف ونشر الكراهية.

س4: ما هي جهود المملكة في بناء مجتمعات عربية تقبل السلام والتسامح.

ج4: يولي مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي أهمية بالغة في نشر مبادئ التعايش السلمي على المستوى العربي ويمثل ذلك كون أغلبية مجلس أمناء المركز من العرب بمختلف دياناتهم وطوائفهم. وهذا يمثل رغبة جلالة الملك المعظم في الاستفادة من الخبرات الإقليمية مصلحة الإقليم العربي والعالم.

كما يقوم المركز بالتعاون مع عدد من المراكز العربية لصياغة نموذج عربي للتعايش السلمي من خلال التعليم والحفاظ على البيئة وغيرها من المبادئ الأساسية 

وانطلاقا من كون البحرين نموذجا مميزا للتعايش السلمي استمر على مدى آلاف السنين وتم تأطيره بصيغة عصرية من قبل جلالة الملك المعظم، حفضه الله ورعاه، بدعم من صاحب السمو الملك الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين، فإن البحرين أصبحت تربة خصبة لزرع بذور التعايش السلمي التي ستحصد ثمارها من على الصعيد العربي. وهذا الطموح يأتي من استلهاما من القيادة الحكيمة الممثلة بجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه الذي دعم كل هذه الجهود بقوة وبلا حدود، وها هي مملكة البحرين اليوم تجمع الإخوة العرب في إطار جامعة الدول العربية على مستوى القمة والتي سيعكس للأخوة العرب جدية وتأثير رغبة مملكة البحرين في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي، وتأكيد المملكة في شتى المحافل على قوة الروابط العربية التي تربط جميع الأقطار العربية من أجل النهوض بالعمل العربي المشترك.