علي الطواب يكتب: هل يفعلها سيف القذافي.. سؤال شائك وسط طقس سياسي ليبي ملئ بالعوائق
كثيرة ومتشعبة هي حلقات الملف الليبي وهذا التشعب مختلف ومعقد لدرجة يصعب معها التنبؤ بحل هذه المعضلة بكل خواصها المركبة التي تشبه لحد كبيرة التفاعلات الكيميائية ومنها ما يصل الي بر الأمان بسلام وتنجح المعادلة.. ومنها من لا يصل تاركا انفجارا مدويا كما هو متوقع والانفجار هنا ربما يصل بنا الي بلد عربي مهلهل او قل مقسم الي دويلات مفككة شرقا وغربا وجنوبا.. لا قدر الله.
ها هو سيف الاسلام معمر القذافي يضرب بعرض الحائط كل التوقعات السياسية والإقليمية والدولية معلنا خوضه للسباق الانتخابي الرئاسي المرصود له وعود دولية وإقليمية ومناطق جوار بنجاحه ومعاقبة كل من يعرقله أو يعطله بعقوبات دولية جاهزة للتطبيق.. فمن ذا الذي يتصدى ويعرقل.. أظنه غير موجود ولن يجرؤ حتى ولو كان محميا من قطر أو تركيا.
أعلنها سيف وتقدم لمركز تابع لهيئة الانتخابات الرئاسية في منطقة سبها وأغلب الظن أنه تقدم معتمدا على عوامل عدة منها سجل اوراقه السليم جنائيا وسياسياً والمقبول تنظيميا وانتخابيا وواضعا في حسبانه القبيلة التي انحدر منها الزعيم القذافي… وها هو سيف يكمل مسيرة والده ومحتفظا للقبيلة بالشرف الرئاسي خاصة أنه لم يأت بعد والده من هو قادر علي ملئ المشهد السياسي.
ولكن بحسب ظني أن المال السياسي ومنه الدولاري سيكون المحرك الأول والأخير في المشهد الانتخابي الذي لا تزال فصوله بعيدة نوعا ما ليست زمنيا وانما سياسياً.
والأهم من ذلك كله حالة التوافق الشعبي والهدوء النسبي في بعض المناطق.. والسؤال الاصعب ماذا لو حدث رفض شعبي الإجابة فورا أن هناك من سيتحرك لسد الفراغ وغالبا ستكون شخصية عسكرية ذات ثقل شعبي ينظر إليها أنها المخلص في زمن الفتن السياسية.
ويبقي السؤال.. الغرب والمليشيات المسلحة ومناطق الأحزاب السياسية ستقف مع من ومن ذا الذي ستختاره..
ألغاز وأرقام وتخمينات كبيرة ومختلفة ربما تتوه فيها ملامح المشهد الليبي الذي يعاني ويلات المليشيات والمرتزقة، لاسيما تلك المليشيات والمرتزقة البعيدة عن الوطن.. مثلا أردوغان، الذي عشم نفسه بعقد اعمار لليبيا المقدر سلفا ب ١٠٠ مليار دولار توافق على جزء منها مع السراج يقدر بأربعين بالمائة وحصل كذلك علي الكاش قبل ان يدق مسمارا في طريق الاعمار وحينما اكتشف أمره احضر عربات مدرعة مصنعة في تركيا قدرت بحوالي ٨ مليارات دولار.
وبالتالي سيظل حاضرا في المشهد حتى لو طرد شر طردة من الداخل الليبي إلا أنه سيكابر حتي يظل موجودا.. كيفما فعل في مؤتمر ليبيا في باريس وكان بحضور غربي كبير.. تظاهر أنه متجاهل له وهو كاذب ويعلم أنه كاذب وافتضح أمره.
وعودة إلى سيف القذافي فالشاب هو وريث أبيه السياسي والمالي والقبلي ولك اخي القارئ أن تقول عنه إنه الوريث الافريقي فالقذافي _رحمه الله _كان يفيض علي دول الجوار الافريقي دولاريا تارة وغذائيا تارة وإخمادا للنزاعات الداخلية تارة ثالثة.. فهذه دول أفريقية مدينة لهذا الرجل ولأولاده من بعده وتستطيع أن تقول كل الجوار الافريقي من النيجر الي مالي ومنها الي موريتانيا.. الجميع تنعم في عباءة القذافي .
يا سادة المشهد في بلادنا العربية مختلف وفي ليبيا أكثر اختلافا، خاصة بعد الخريف والأعاصير التي شهدها بعض من عالمنا العربي منذ عشر سنوات مضت وكانت كفيلة بتعطيل العمل والمشروع، خاصة مع حالة الاستقطاب السياسي ومنها الليبي وهنا ماذا عن المليشيات والمرتزقة …هل من مشتر …او قل إن شئت هل من مستأجر…اظن ان المشهد سيكون متاحا سواء بالبيع أو الاستئجار ورغم حالات الرفض او قل التلويح بالعرض السلاحي أو الإجرامي
الا أن الفاتورة جاهزة حتى وإن كانت باهظة الثمن…ويبقي الشعار ما دام الناقل الرسمي موجود والضمانات كفيلة والحسابات جارية، فكل شئ متاح والصندوق يقول كلمته.
فهل سيفعلها سيف.. أم أن هناك من سيعرقله قهرًا أو عمدًا
أيام قليلة تحمل معها إجابات شافية وافية عن واقع ليبيا السياسي والانتخابي وان كانت علامات الاستفهام متعددة وكبيرة تماما كأعداد المصوتين في هذه الانتخابات الرئاسية الليبية المقبلة.. حمي الله ليبيا واهلها الطيبين فهم يستحقون الخير وكفاهم عشر سنوات مضت ملؤها الخراب والدمار والشتات.