ليبيا.. هل أصاب هجوم ثوار طرابلس أحد في مقر الخارجية؟
أفادت وسائل إعلام ليبية بأن أفرادا من مليشيا ما يعرف بـ «ثوار طرابلس»، اقتحمت قبل قليل، مقر وزارة الخارجية في ليبيا، وطردوا الحراسات، وطوقوا المبنى بالأسلحة الثقيلة «مصفحات ومضادات طيران من عيار 23»، دون أنباء عن وقوع إصابات.
وأكدت مصادر ليبية أن ميليشيا «ثوار طرابلس»، انسحبت هي الأخرى من مقر الخارجية بعد وصول قوات ما يعرف بجهاز الدعم والاستقرار، التي تعمل على تأمين المقر مؤقتا، وهي مليشيا أيضاً لكنها موالية لنظيرتها المهاجمة، كما تستعد مليشيا الردع للمشاركة في حرب السيطرة على الوزارة وأعلنت النفير.
وأشارت المصادر إلى أن غضب المليشيات من قرار الرئاسي بتعيين حسين العائب رئيسا للمخابرات وراء الهجوم، حيث تقوم قوات جهاز المخابرات المكلفين بتأمين الوزارة مع جهاز الأمن الدبلوماسي ومليشيا 166 التي يقودها محمد الحصان -من مدينة مصراتة، والتي هي على عداء مع المليشيا التي هاجمت المقر.
وتؤكد المصادر أن وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش ما تزال خارج البلاد، ولم يتعرض أي من العاملين بالوزارة لأذى.
وترى المصادر أن ما قامت به المليشيات هي مسرحية لطرد مليشيا الحصان من تأمين وزارة الخارجية، ليتسلمها جهاز دعم الاستقرار الموالي لهم بهدف تشكيل ضغط على الوزيرة.
والحصان هو قيادي مليشياوي من مدينة مصراتة يقود المعروفة بـ مليشيا “166” للحراسات الخاصة والتي يفترض أن تتبع وزارة الدفاع إلا أنه مقرب من وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، وقاد هذه المليشيا للتصدي لقوات الجيش الوطني الليبي في معاركه لتطهير البلاد من المليشيات المسلحة 2019.
ولا تزال معضلة المليشيات تواجه ليبيا خاصة مع تلقي الأولى لدعم من بعض الدول الإقليمية والدولية رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاق السياسي القاضي بحل المليشيات ونزع سلاحها.
ولم يسلم من تهديد المليشيات وسطوتها في غرب ليبيا أحد، فقد سبق واقتحمت مقر المجلس الرئاسي للضغط على رئيسه محمد المنفي لإلغاء قرارات اتخذها، كما سبق وفعلت الشيء نفسه مع سلفه فايز السراج الذي استجاب لهم وعين بعض قياداتهم في مناصب عليا والبعثات الدبلوماسية بالخارج.
وطالبت المليشيات بإقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، واللواء حسين العائب، من رئاسة جهاز المخابرات العامة، بعد أقل من يوم من تعيين الرئاسي للأخير.
وكانت وزيرة الخارجية في ليبيا نجلاء المنقوش في حديثها مع خريجي المعهد الدبلوماسي الإثنين، قد أكدت في وقت سابق أنها تواجه عراقيل في القيام بمهام عملها وتتعرض للعديد من الحروب الفيسبوكية وأخرى على أساس إيديولوجي.
وتؤكد «المنقوش»، دائما رفضها وجود أي قواعد أو قوات أو مرتزق أجانب تابعين لأي دولة داخل البلاد، ما جعلها غير مرغوبة من كثير من مليشيات الغرب الليبي.
وفي وقت سابق أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش أن هناك إجماع ليبي على ضرورة إخراج المرتزقة من البلاد.
وأكد أن هذا البلد “ليبيا” مازال ملئ بالوجود الخارجي غير المرغوب ولكن الجميع متفقون على ضرورة إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية في أقرب وقت ممكن.
وتتفق تصريحات كوبيش مع ما شددت عليه وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، خلال مؤتمر صحفي مع نظرائها في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا،25 مارس الماضي أن حكومتها ستعمل على إخراج المرتزقة الأجانب من البلاد وأن بقاؤهم غير مقبول.