محرك البحث جوجل يحتفي بالشاعر السوداني “محمد الفيتوري”
احتفى محرك البحث جوجل، بذكرى ميلاد الشاعر السوداني الراحل محمد الفيتوري (1936 – 2015).
ووضع محرك البحث رسماً للشاعر وهو منكب على أوراقه وفي الخلفية سوق شعبية، نفذته الفنانة المصرية نورا زايد.
الشاعر المثير للجدل بسبب مناهضته للاستعمار والعبودية من جهة، والأبيات التي نظمها في مديح بعض الحكام العرب من جهة أخرى، يعتبر من رواد الأدب العربي الحديث، وقد تأثر شعره بالتجربة السودانية الصوفية وتميز ببراعة أسلوبه وعمقه الروحي.
من هو محمد الفيتوري
ولد الفيتوري في بلدة الجنينة غربي السودان، عام 1936 لأب ليبي وأم سودانية. تنقل بين دول عربية عدة وعاش طفولته في مدينة الاسكندرية في مصر حيث ترعرع وحفظ القرآن، قبل أن يدرس العلوم في جامعة الأزهر في القاهرة.
الفيتوري الملقب بـــ “شاعر أفريقيا والعروبة”، عمل محرراً في الصحف المصرية والسودانية، وعايش حروب التحرر في القارة السمراء، وعُرف بمواققه المناهضة للاستعمار وبعروبته.
منذ ديوانه الأول “أغاني أفريقيا” الذي نشره عام 1955، عبّر الفيتوري عن رفضه للإستعمار وشجبه للعبودية، ثم استكمل هذه المسيرة من خلال المجموعات الشعرية التي تلتها منها: “اذكريني يا أفريقيا” عام 1965، و”أحزان أفريقيا (سولارا)| عام 1969، و”معزوفة لدرويش متجول” في العام نفسه أيضاً.
ويقول الفيتوري في قصيدة له: “قلها لا تجبن.. لا تجبن!، قلها في وجه البشرية.. أنا زنجي.. وأبي زنجي الجد، وأمي زنجية.. أنا أسود.. أسود لكني حرّ أمتلك الحرية، أرضي أفريقية”.
ولم تغب القضية الفلسطينية ولا الانتماء العربي عن وجدان الفيتوري، الذي نشر إلى جانب الشعر العديد من الكتب والمسرحيات، علماً أنه أصدر آخر كتابين له في العام 2005.
منحه معمر القذافي الجنسية الليبية بعدما سحب منه نظام جعفر نميري في السودان جنسيته في سبعينيات القرن الماضي بسبب معارضته له. ثم عادت وسحبت منه الجنسية الليبية بعد انهيار نظام القذافي.
في العام 2014 منحه السودان جواز سفر دبلوماسي قبل وفاته بعام. وقد أثارت علاقته الوثيقة بالقذافي جدلاً واسعاً، حيث اعتبر الكثيرون أن ذلك يمثل “سقطة” لشاعر كتب عن حرية الإنسان ومناهضة الظلم.
يعتبر الفيتوري جزءًا من الحركة الأدبية العربية المعاصرة، وهو من رواد الشعر الحر الحديث، ففي قصيدة «تحت الأمطار» نجده يتحرر من الأغراض القديمة للشعر كالوصف والغزل، ويهجر الأوزان والقافية، ليعبر عن وجدان وتجربة ذاتية يشعر بها وغالبًا ما يركّز شعره على الجوانب التأملية، ليعكس رؤيته الخاصة المجردة تجاه الأشياء من حوله مستخدماً أدوات البلاغة والفصاحة التقليدية والإبداعية.
تعد أفريقيا مسرحا أساسياً في نص الفيتوري الشعري، شكلت فيه محنة الإنسان الأفريقي وصراعه ضد الرّق و الإستعمار، ونضاله التحرري أهم الموضوعات التي تناولتها قصائده، وألف عدة دواوين في هذا المضمار منها ديوان «أغاني أفريقيا» الصادر في عام 1955، و «عاشق من أفريقيا» وصدر في عام 1964م، و«اذكريني يا أفريقيا» ونشر في عام 1965 ، وديوان «أحزان أفريقيا» والصادر في عام 1966، حتى أصبح الفيتوري صوت أفريقيا وشاعرها.
وللهّم العربي أيضاً مكانة في أعمال الفيتوري من خلال تناوله للقضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية. فقد تنقل الفيتوري بين العديد من بلدان الوطن العربي ومدنه من الإسكندرية وحتى الخرطوم ومن بيروت و دمشق حتى بنغازي و طرابلس، وكتب العديد من القصائد المهمة التي جعلته واحدًا من كبار الشعراء العرب المعاصرين.
كتب الفيتوري عن الحرية والانعتاق ومناهضة القيود والاستبداد، والاعتزاز بالوطن منذ بداياته الشعرية، ففي قصيدة «أصبح الصبح» والتي تغنى بها المغني السوداني محمد وردي .
إلى جانب نظمه للشعر نشر الفيتوري العديد من الأعمال النثرية والنقدية، وبعض الدراسات في الصحف والمجلات العربية وتمت ترجمة بعض أعماله إلى لغات أجنبية ومن بين تلك الأعمال المترجمة.
توفي الشاعر القدير عام 2015، في المغرب مع زوجته المغربية، بعد معاناة كبيرة مع المرض.