مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

علي الزبيدي يكتب: في الصميم.. أسباب الفشل كثيرة !!

نشر
الأمصار

يحار المرء عن أي من الموضوعات يكتب ليس لقلتها وإنما العكس فأنى تلتفت تجد عشرات الموضوعات التي تخص حياة الناس وتستحق ان يكتب فيها وعنها ولهذا فإن الصعوبة ليست في قلة القضايا وإنما في كثرتها التي باتت على لسان اي مواطن، واليوم نتحدث عن الفشل الذي أصبح سمة عامة في الحياة العامة والمجتمع وهو انعكاس لفشل اكبر وصفة اخذتها بجدارة كل الحكومات التي تعاقبت بعد العام ٢٠٠٣ وإذا ما أخذنا التعليم فإننا سنكون وجهًا لوجه مع أمور هي أهم أسباب فشل التعليم الابتدائي والثانوي في العراق .

فالمفروض أن العملية التعليمية والتربوية لها أسس أساسية وهي العلم والمتعلم والوسيلة التعليمة يعني الكتاب ووسائل الايضاح وغيرها والمؤسسة التعليمية وهنا تكمن اسباب الفشل الحقيقي فمع قلة عدد البنايات المدرسية وبدلًا من السعي لإيجاد البدائل التي تخفف عن إزدحام الصفوف في المدرسة الواحدة والدوام المزدوج والثلاثي في بعض المدارس نرى ان المحاصصة لعبت دورا تخريبا في تراجع التعليم الابتدائي والثانوي فالمحاصصة فرضت إيجاد مواقع وعناوين وظيفية ( للترضية ) فتم شطر المديرية العامة للتربية إلى اثنتين او ثلاث مديريات عامة لتوفير ملاك لمدراء عامين ومعاونين لهم وهكذا بقية تفاصل ملاك مديرية عامة وبدلا من السعي والبحث الجدي لإسكان هذه المديريات الجديدة تم اختطاف بنايات مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية لتكون مقرات لهذه المديريات وأضرب مثلًا واحدًا لا غير وهو أن المديرية العامة للتربية بغداد الكرخ انشطرت إلى ثلاث مديريات عامة وانا سأتحدث عن مديرية واحدة منهن وهي الكرخ الثالثة فهذه المديرية تشغل اليوم ومن خلال معرفتي المتواضعة أربع بنايات لمدارس واحدة بناية ثانوية الشعب وهو مقر المديرية في الكاظمية شارع المحيط القديم ومتوسطتين ومدرسة ابتدائية فبناية ثانوية الشعب كانت ثانوية نموذجية من حيث سعة البناية فهي تتكون من ثلاثة طوابق في الأرضي الإدارة والمرسم والمكتبة والمختبرات وحديقة أمامية كبيرة وساحة لكرة القدم وآخرى للطائرة والسلة وأنا كنت أحد طلابها من الأول متوسط إلى الرابع العام أما الطابق الأول والثاني ففي كل طابق ٩ صفوف يعني مجموع قاعات الدرس ١٨ هذه فقط لمقر المديرة العامة

ثم مدرسة متوسطة بجنب إعدادية الكاظمية للبنين استغلت لحسابات المديرية العامة ومدرسة اخرى متوسطة قرب ساحة عبد المحسن الكاظمي استغلت للنشاط الرياضي والمدرسي للمديرية العامة ومدرسة ابتدائية في الهبنة الضباط استغلت للوسائل التعليمية والله أعلم قد تكون هناك مدارس أخرى في الحرية أو الشعلة استغلت لأغراض ادارية أيضًا.

فيا أيها السادة المسؤولين فكم كانت هذه المدارس مجتمعة ان تحتضن من الطلبة ولماذا التفريط بالبنايات المدرسية واستخدامها لغير الأغراض التي بنتيت من أجلها وكيف تريدون أن يستقيم أمر التعليم وفي الصف الواحد بحدود خمسين طالبًا أو طالبة وهي تكفي الطالب حصة دراسية يوميًا ساعتين فقط ؟

أم إن البذخ وراحة السيد المدير العام أهم من مستقبل التعليم والطلبة ؟

هذا نموذج واحد لمديرية عامة من ثلاث مديريات في جانب الكرخ فقط ولا أدري كيف هو الحال في بقية المديريات في بغداد وباقي المحافظات؟

دعوة إلى رئاسة مجلس الوزراء ووزارة التربية للبحث في هذا الموضوع وتقليص مقرات المديريات التابعة للمديرية العامة وأنا على ثقة أن في كل مديرية عامة ستجدون العديد من المدارس التي تستغل للامور الادارية وليس للتعليم. فهل ستجد هذه الدعوة إذنا صاغية أم ستكثر التبريرات من قبل السادة المدراء العامين

رفقًا بطلبتنا أيها السادة فالعام الدراسي في بدايته وأولادنا يستحقون الرعاية بإعادة هذه المدارس إلى وظيفتها الأصلية

ألم أقل إن أسباب الفشل كثيرة؟؟؟