إنجازات وتطوير.. 50 عامًا من الحصاد في ذكرى الاحتفال بالاتحاد الإماراتي
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الخميس، بمناسبة مرور 50 عامًا على ذكرى إنشاء الاتحاد بالبلاد، والذي يحل في الثاني من ديسمبر من كل عام ويعرف بأسم اليوم الوطني للإمارات.
تمضي الإمارات إلى الأمام، مستندة على تاريخ خالد ومعتزة بحاضر مشرق وتنتظر مستقبلها واعد في ظل إنجازات غير مسبوقة شهدتها بلادهم في مختلف المجالات على مدار نصف قرن مضى، وإنجازات مرتقبة أخرى وضعت خارطة طريق لتحقيقها على مدار خمسين عامًا قادمة عبر “مبادئ الخمسين”.
ذكرى الخمسين
في ذكرى اليوم الوطني للإمارات، يحتفل الإماراتيون وهم يستذكرون هذا التاريخ العريق، وقلوبهم تفيض بمشاعر الولاء والوفاء والامتنان والتقدير، للآباء المؤسسين الذين أرسوا قواعد قوية لدولة أبهرت العالم، بتاريخها الخالد وحاضرها المشرق ومستقبلها الواعد في ظل إنجازات غير مسبوقة تشهدها بلادهم في مختلف المجالات.
مظاهر الاحتفال بـ اليوم الوطني الإماراتي
من أبرز مظاهر الاحتفال بـ اليوم الوطني الإماراتي، أن يرتدي الإمارتيون ألوان العلم الإماراتي كرمز للمناسبة، وتزيين منازلهم وأماكن عملهم، وسياراتهم، وشوارعهم، وتزيين أشجار النخيل بأضواء ألوان العلم، وتقام العروض العسكرية والجوية.
احتفال برج خليفة بذكرى الـ50
لا يمكن أن يمر يوم 2 ديسمبر الموافق الذكرى الـ50 لعيد الاتحاد بدولة الإمارات العربية، دون أن يضع برج خليفة بصمته احتفالًا بتلك المناسبة التي لقبت باليوبيل الذهبي.
أعلن برج خليفة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، عن احتفاله بهذا اليوم من خلال أجواء مختلفة وسط وجود عروض خاصة بالبرج، بجانب نافورة دبي التي تبهر دائمًا الحضور بعروضها الراقصة الممتعة.
اليوبيل الذهبي
وتزامنًا مع إحياء اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، نشرت وزارة الثقافة والشباب الإماراتية فيديو بعنوان “هتف الشعب”، وهو النشيد الوطني للبلاد المكتوب من قبل الدكتور نايف عبيد عام 1990 خلال الغزو العراقي للكويت.
تسمية عام 2021 بـ “عام الخمسين”
وفي وقت سابق، أعلن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تسمية عام 2021 بـ “عام الخمسين” وذلك احتفالًا بالذكرى الــ 50 على تأسيس الدولة.
وينطلق عام الخمسين رسميًا في 6 أبريل 2021 ويستمر حتّى 31 مارس 2022، ليتزامن بذلك مع استضافة دولة الإمارات لمعرض إكسبو 2020.
واحتفالًا باليوبيل الذهبي للبلاد، وفي ظل ذكرى الخمسين، قدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، رسالة، بمناسبة ما سماه بـ يوم الوحدة التاريخي، قائلًا: “تشهد بلادنا مرحلة تاريخية فارقة، تكمل خلالها عقدها الخامس من مسيرتها الحضارية الناجحة، وتستعد لدخول الخمسين عامًا المقبلة، بروح يملؤها الفخر والثقة بالنفس، تشق طريقها بثبات نحو المستقبل، وتطلق عنان طموحاتها بلا حدود.
وثيقة مبادئ الخمسين
واستبقت الإمارات الذكرى الخمسين للاتحاد بإصدار وثيقة أطلقت عليها وثيقة مبادئ الخمسين، وهي خارطة طريق استراتيجية لتحقيق الريادة الإماراتية، حددت توجهات الإمارات للخمسين سنة المقبلة، وتضمنت 10 مبادئ أساسية ترسم مسارها الاقتصادي والسياسي والتنموي، وصولًا لتحقيق هدفها في “مئوية الإمارات 2071.
وتدخل الإمارات الخمسين الثانية بخطوات نحو المستقبل، فبينما يستمر نجاح تنظيم إكسبو دبي 2020، حسمت الإمارات مقعدًا في مجلس حقوق الإنسان، وتنتظر شغل مقعدها في مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة دورة 2022-2023.
الامارات تفوز بتنظيم مؤتمر المناخ لإنقاذ العالم COP28 لعام 2023
كما فازت بتنظيم مؤتمر المناخ لإنقاذ العالم COP28 لعام 2023، بعد أن أثبتت قدرات كبيرة في دعم تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، ضمن خطة استراتيجية وطنية، تجعل الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي.
مسبار الأمل
وبناء على إنجاز مهمة مسبار الأمل في الوصول للمريخ عام 2021، أطلقت الإمارات مهمة فضائية جديدة بإرسال مركبة فضائية وطنية لاستكشاف كوكب الزهرة والكويكبات المجاورة عام 2028، وتستمر 5 سنوات.
وبعد التعرف على إنجازات الامارات الحديثة في ذكراها الخمسين، نرصد لكم بدايات تأسيسي دولة الإمارات:-
تأسيس دولة الإمارات
لا يعد تأسيس دولة الإمارات في 2 ديسمبر عام 1971 مجرد ذكرى تاريخية مهمة فحسب، بل إنها قصة ملهمة للعالم كله بما تحويه من دورس وعبر، عن قيمة وأهمية الاتحاد، عن الإيمان بالأهداف، عن العطاء، عن الإصرار والتحدي، عن الإخلاص والنجاح.
بل هي قصة 7 حكام جمعهم حلم الوحدة، والسعي لتطوير إماراتهم والنهوض بها وتعزيز استقلالها وتحقيق رفاهية شعوبهم، فاتفقوا على تأسيس كيان قوي، يجمعهم في دولة واحدة، تحت علم واحد.
ومهدت نوايا القائد المخلصة لتحقيق الحلم حتى أصبح واقعًا، وكللت مساعيهم بالنجاح بإعلان الاتحاد بينهم في الثاني من ديسمبر عام 1971، معلنين للعالم قيام وتأسيس أول دولة اتحادية في العالم العربي.
وشكل الاتحاد انطلاقة النهضة الحقيقية لدولة الإمارات في مختلف المجالات نتيجة لجهود الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات.
ويكمل تلك المسيرة حاليا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات.
بدأت فكرة الاتحاد، عقب تولي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، سدّة الحكم في السادس من أغسطس عام 1966م حاكمًا لإمارة أبو ظبي، إذ أكد فور توليه الحكم على أهمية الاتحاد.
وتبلورت فكرة الاتحاد بشكل أكبر، بعد إعلان البريطانيين عام 1968 عن نيتهم بالانسحاب من منطقة الإمارات المتصالحة، وفق التسمية المتعارف عليها آنذاك.
وفي 18 من فبراير 1968، اجتمع الشيخ زايد والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي “رحمهما الله” في منطقة “السديرة”، واتفقا في ذلك اللقاء التاريخي على دمج إمارتَيهما في اتحاد واحد، والمشاركة معًا في أداء الشؤون الخارجية والدفاع، والأمن والخدمات الاجتماعية، وتبنّي سياسة مشتركة لشؤون الهجرة.
وأعلنا عن إبقاء الباب مفتوحًا لجميع الإمارات الأخرى للانضمام إلى الاتحاد، وعُرفت تلك الاتفاقية المهمة بـ”اتفاقية الاتحاد”، وكانت بمثابة الخطوة الأولى نحو تشكيل الاتحاد.
وفي الفترة من 25 إلى 27 فبراير 1968م، عقد حكّام الإمارات مؤتمرًا دستوريًا في دبي.
ووقع المجتمعون اتفاقية مكوّنة من 11 نقطةً، والتي أصبحت قاعدةً للجهود المكثّفة لتشكيل الهيكل الدستوري والشرعي لـ”اتحاد الإمارات العربية”.
الشيخ زايد يترأس الجلسة الافتتاحية للمجلس الأعلى لاتحاد إمارات
وفي 6 يوليو 1968، ترأس الشيخ زايد الجلسة الافتتاحية للمجلس الأعلى لاتحاد إمارات الخليج العربي التي عقدت في أبوظبي لمناقشة قيام الاتحاد.
تمّ في تلك الفترة عقد اجتماعات عدّة على مستويات مختلفة من السلطة، للمضي قدما في تأسيس الاتحاد، تخللها عدة عراقيل وتحديات، وبإصرار المؤسس وقوة إرادته وبجهود وإخلاص إخوانه من حكام الإمارات كان يتم تجاوز تلك التحديات والعراقيل.
وفي 18 يوليو 1971م، قرّر حكّام 6 إمارات، هي: أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين الإمارات العربية المتحدة.
يوم تاريخي في دولة الإمارات
أقر دستور الإمارات الاتحادي مساء الأول من ديسمبر 1971 وفي اليوم التالي أشرقت شمس الدولة الاتحادية بالإعلان الرسمي.
في الثاني من ديسمبر عام 1971م، أعلن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بعد اجتماع تاريخي جمع حكام الإمارات في قصر الضيافة بدبي.
رفع علم الامارات لأول مرة على سارية قصر الاتحاد.
ورفع في هذا اليوم التاريخي علم دولة الإمارات العربية المتحدة للمرة الأولى على سارية قصر الاتحاد بمنطقة الجميرا في دبي، ليعلن للعالم أجمع رسميا قيام الدولة الاتحادية التي جاءت ثمرة مبادرات امتدت على مدى أربع سنوات مضت قادها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.
وصدر عن هذا الاجتماع البيان التاريخي الذي جاء فيه: “يزف المجلس الأعلى هذه البشرى السعيدة إلى شعب الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، والعالم أجمع، معلنًا قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، وجزءًا من الوطن العربي الكبير.”
وانتخب حاكم أبو ظبي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من قبل الحكام ليكون أوّل رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتم انتخاب المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائبًا للرئيس.
وفي 10 فبراير 1972 انضمت رأس الخيمة للاتحاد، وبذلك اكتمل كيان الاتحاد، والذي أصبح يعرف رسميًا بدولة الإمارات العربية المتحدة.
دولة الإمارات تنضم إلى عضوية الجامعة العربية
عقب الإعلان عن تأسيسها، انضمت دولة الإمارات في اليوم نفسه إلى عضوية الجامعة العربية في 2 ديسمبر 1971، وأصبحت بذلك العضو الثامن عشر بالجامعة.
وبعدها بأسبوع، وتحديدًا في 9 ديسمبر 1971، وافق مجلس الأمن الدولي على انضمامها إلى عضوية الأمم المتحدة.
حصلت على عضوية منظمة التعاون الإسلامي عام 1972، أسهمت بإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981، والذي يضم كلًا من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، ومملكة البحرين، وسلطنة عمان وقطر.