عمان تدعم كافة الجهود الساعية لتحسين العلاقات العربية
رحبت سلطنة عمان، اليوم الأحد، بالبيان الصادر من السعودية حول اتصال هاتفي بين ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي ورئيس وزراء لبنان.
وأجرى ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اتصالا هاتفيا السبت للتهدئة.
وأعربت وزارة الخارجية العمانية عن دعم السلطنة لكافة الجهود والمساعي الرامية إلى تحسين وتطوير العلاقات العربية- العربية والتعاون الإيجابي بين جميع الدول الشقيقة.
كان ميقاتي قد وصف الاتصال الثلاثي بأنه “خطوة مهمة” لإعادة العلاقات التاريخية بين السعودية ولبنان.
وكان قد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، عن مبادرة لمعالجة الأزمة بين السعودية ولبنان، والتي جاءت على خلفية تصريحات لوزير الإعلام جورج قرداحي بشأن اليمن، اعتبرتها المملكة “مسيئة”.
وقال الرئيس الفرنسي قبيل مغادرته السعودية في ختام جولة خليجية قصيرة، إنّ “السعودية ولبنان يريدان الانخراط بشكل كامل” من أجل “إعادة تواصل العلاقة” بين البلدين في أعقاب الخلاف الدبلوماسي الأخير.
من جانبه قال رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، إن “الاتصال الذي أجريته مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وولي العهد السعودي، خطوة مهمة نحو استئناف العلاقات التاريخية مع السعودية”.
فيما أعلن وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، الجمعة، تقدمه باستقالته من منصبه من أجل “حلحلة الأزمة” بين بلاده والسعودية.
وقال قرداحي، خلال مؤتمر صحفي: “لم أقصد بكلامي عن حرب اليمن الإساءة لأي أحد، الحملات ضدي أزعجتني لأنها تسببت في تحميل شعب بكامله مسؤولية كلام قلته بمحبة”.
وقد وقّع الرئيس اللبناني ميشال عون مرسوم قبول استقالة قرداحي، بعد إجراء مماثل من رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، وتمنى أن “تضع استقالة قرداحي حدا للخلل الذي أصاب العلاقات اللبنانية-الخليجية”.
وفي سياق منفصل شددت السلطات السعودية والفرنسية، في بيان مشترك، بعد لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في جدة السعودية، على “ضرورة قيام الحكومة اللبنانية، بإجراء إصلاحات شاملة لا سيما الالتزام باتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان، ونؤكد على ضرورة حصر السلاح على مؤسسات الدولة اللبنانية الشرعية وألا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية تزعزع أمن واستقرار المنطقة ومصدراً لتجارة المخدرات”.
وأكدا على “أننا نشيد بما تحقق من نتائج إيجابية ومثمرة، أسهمت في توسيع نطاق التعاون بين البلدين في شتى المجالات”، ولفتا إلى “أننا اتفقنا على أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، وتبادل الخبرات وتطوير القدرات البشرية واستغلال الفرص النابعة، من رؤية السعودية 2030، والخطة الاقتصادية لفرنسا 2030″، مع الاشارة إلى “أننا نؤكد أهمية الالتزام بمبادئ الاتفاقية الاطارية للتغير المناخي، واتفاقية باريس، وضرورة تطوير وتنفيذ الاتفاقيات المناخية بالتركيز على الانبعاثات دون المصادر”.
اتفاقيات السعودية وفرنسا
وأوضحا في البيان، أته تم “الاتفاق على ضرورة التصدي لأنشطة إيران المزعزعة للأمن في المنطقة بما فيها استعمال ونقل الطائرات المسيرة و الصواريخ البالستية، التي أدت إلى اعتداءات على السعودية، ونعبر عن قلقنا الشديد أمام تطوير البرنامج النووي الإيراني، وعدم التعاون والشفافية تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتصميمنا على ألا تتمكن إيران من تطوير أو الاستحواذ على سلاح نووي”.
وذكرا أنه تم “الاتفاق على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتعزيز الحوار لتعميق التقارب الاستراتيجي بين البلدين، والتقييم المستمر للتهديدات المشتركة لمصالح البلدين واستقرار المنطقة”، مع الإشارة إلى أنه “أكد الجانبان التزامهما بالحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي، وعبر الرئيس الفرنسي عن تثمينه وتقديره لمبادرات السعودية، وجهودها في مجال البيئة والتغير المناخي”.