الإمارات تطلق البرنامج الوطني للسكك الحديدية بـ 50 مليار درهم
أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الأحد، البرنامج الوطني للسكك الحديدية باستثمارات قيمتها 50 مليار درهم ليشكل منظومة متكاملة لنقل البضائع والركاب على مستوى إمارات الدولة السبع.
ويتضمن البرنامج إطلاق مشاريع سكك حديدية لنقل الركاب مباشرة بين إمارات ومدن الدولة، من بينها قطار الاتحاد، الأول من نوعه الذي يربط بين مختلف مدن ومناطق الإمارات، والذي انطلقت المرحلة الأولى من عملياته التشغيلية في العام 2016، مع فرص التوسع إلى خارج حدود الإمارات.
ويعتبر البرنامج الوطني للسكك الحديدية مندرجا تحت مظلة مشاريع الخمسين، أضخم حزمة من المشاريع الاستراتيجية الوطنية الساعية إلى التأسيس لمرحلة جديدة من النمو الداخلي والخارجي للدولة للخمسين عامًا المقبلة، بما يعزز مكانتها إقليميًا ودوليًا كمركز عالمي للريادة والتميز، والارتقاء بتنافسيتها في مختلف المجالات، وصولًا إلى تبوؤ أفضل المراتب عالميًا، وفقا لما نقلته وكالة أنباء الإمارات “وام”.
جاء ذلك خلال فعالية خاصة في “إكسبو 2020 دبي” لمشاريع الخمسين، حيث شهدت الفعالية استعراض أهداف البرنامج الوطني للسكك الحديدية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على “قطار الاتحاد”، الذي يمتد من الغويفات على الحدود مع السعودية حتى ميناء الفجيرة على الساحل الشرقي، واستعراض مراحل الإنجاز والتشغيل ضمن الجدول الزمني المحدد.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي: “قطار الاتحاد أكبر مشروع لترسيخ قوة الاتحاد للخمسين عامًا القادمة، وسيربط 11 مدينة ومنطقة من أقصى الإمارات لأقصاها”.
وأضاف حاكم دبي: “البنية التحتية لدولة الإمارات من بين الأفضل عالميًا.. وقطار الإمارات سيرسخ تفوق الإمارات العالمي في المجال اللوجستي”.
وأشار إلى أن قطار الاتحاد يتوافق مع السياسة البيئية لدولة الإمارات وسيقلل انبعاثات الكربون بنسبة 70 – 80%، وسيدعم جهود الدولة في تحقيق الحياد المناخي.
من جانبه، قال ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن البرنامج الوطني للسكك الحديدية يجسد مفهوم التكامل في منظومتنا الاقتصادية من خلال أكبر شراكة بين مؤسسات الدولة على المستويين الاتحادي والمحلي ضمن رؤية تهدف إلى ربط مراكز الصناعة والإنتاج وفتح ممرات تجارية جديدة.
وتتمثل أبرز ملامح البرنامج الوطني للسكك الحديدية في ثلاثة مشاريع استراتيجية؛ الأول هو خدمات السكك الحديدية للبضائع، الذي يشمل تطوير شبكة “قطار الاتحاد”. ومن أهم ملامح هذا المشروع أنه سوف يربط 4 موانئ رئيسية، كما سيتضمن بناء 7 مراكز لوجستية في الدولة تخدم مختلف القطارات والأعمال. وسوف يبلغ حجم النقل 85 مليون طن من البضائع بحلول العام 2040. كما سيقلل تكاليف النقل بما يصل إلى 30%.
ويشمل المشروع الثاني إطلاق خدمات السكك الحديدية للركاب، حيث سيعمل قطار الركاب على تعزيز روح التواصل بين سكان الدولة من خلال الربط بين 11 مدينة في الدولة من السلع للفجيرة، منطلقًا بسرعة 200 كم/ الساعة.
وبحلول العام 2030، سوف يتيح القطار لأكثر من 36.5 مليون راكب سنويًا فرصة التنقل بين أطراف الدولة، من أقصاها إلى أقصاها.
أما المشروع الثالث فهو خدمة النقل المتكامل، والذي سيتضمن إنشاء مركز الابتكار في قطاع النقل والذي سيعمل على ربط القطارات بشبكات من القطارات الخفيفة وحلول النقل الذكية داخل المدن لتكون بديلا متكاملا يخدم جميع سكان الدولة وزوّارها، وإنشاء تطبيقات وحلول ذكية لتخطيط وحجز الرحلات، وتحقيق التكامل بين العمليات اللوجستية وخدمات الموانئ والجمارك، وتقديم حلول لوجستية متكاملة للميل الأول والأخير.
ومن خلال البرنامج الوطني للسكك الحديدية، سوف يتم تطوير منظومة نقل شاملة ومتكاملة تفتح آفاقا تنموية وفرصا اقتصادية ثمينة تصل قيمتها إلى 200 مليار درهم؛ حيث سيبلغ مجموع الفوائد المقدرة لتخفيض الانبعاثات الكربونية 21 مليار درهم، كما سيتم توفير 8 مليارات درهم من كلفة صيانة الطرق، بالإضافة إلى تحقيق فوائد سياحية تقدر قيمتها بنحو 23 مليار درهم خلال الـ50 عامًا المقبلة، كما ستبلغ قيمة الفوائد العامة على اقتصاد الدولة 23 مليار درهم.