مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

قريبًا.. إصدار رسائل الشتات “سردية المنفي والوباء” للكاتبة بيسان عدوان

نشر
الأمصار

يصدر قريبًا عن دار الرقمية في فلسطين وبالتعاون مع دار ابن رشد في إسطنبول والقاهرة العمل الأدبي الأول “سردية المنفي” مجموعة من الرسائل الأدبية للكاتبة بيسان عدوان، وهو مجموعة من الرسائل التي كتبتها في منفاها بمدينة اسطنبول حكت بها رواياتها عن المنافي والشتات وعن المحنة التي لا تتوقف عن اللجوء وتاريخه معها ومع شعبها الفلسطيني.

 

كما تحدثت الكاتبة، عن حالة اللجوء والتهميش والحياة الطارئة التي يعيشها كل اللاجئين في العالم وأثر الجغرافية في تكوين الشخصية وما يتركه من ندوب في الروح وذلك متزامن مع ما يعيشه العالم في الوباء وكوفيد 19 الذي مر عليه عامين ولا يزال يلقي بثقله علي حياة ملايين من البشر وأثره الثقيل على الروح.

 

تقع الرسائل العشرين في 190 صفحة من القطع المتوسط، ويقدم العمل الناقد والأديب أحمد زكارنة الذي كتب: “حين يكون الحديث عن ندوب الأرواح، فنحن على الأغلب نتحدّث عن روح فلسطينيّة الهويّة، جرحها الأعمق سببه الرئيس يكمن في الانكسار، وآلامه المتكرّرة من توالي الخيبات، واشكالها المستنسِخة للهزائم”.

رسائل الشتات “سردية المنفي والوباء” للكاتبة بيسان عدوان

وتابع: أما الأفكار ووساوسها، فهي لا تخصّ حصراً سوى اللاجئ، أي لاجئ أو منفيّ، وهو يطلّ من نافذة حلمه على بلاد لا يفصله عنها إلا قليل من اليقظة والوعي، وكثير من الزمن.

رسائل الشتات
رسائل الشتات

ويسرد زكارنة بالقول: “إذا ما يمكن أن يداهم قارئ هذا الكتاب بصيغة ما، وهو يتجوّل متجلّياً بين ردهات رسائل بيسان عدوان إلى مجهول بصيغة الكتابة الظاهرة، معلوم بتأويلات المعاني المضمرة، وهي ترشده إلى ملامح الطريق قائلة: “حتى لو تجنبتَ المعارك، لن تنجو من الهزائم”، وهزائم بيسان عدوان في باكورة أعمالها الأدبيّة الماثلة بين أيدينا اليوم بعنوان “رسائل إسطنبول – سردية المنفى والوباء” لا تتوقّف عند الخلل القائم في مواعيد الولادة والموت لأجيال متعاقبة من الفلسطينيّين، ولا فيما بين فعل الولادة ومفعول الموت من انعدام للفروق، وإنّما في مقدار الخيانة وطقوسها الموحشة في بعديها الذاتيّ والموضوعيّ، حيث ملامحنا في المرايا وهي تعكس تشوّهاتها مرّة، ومسوحها الجغرافيّة في الحاضنة العربيّة وصدى صوتها في أخرى. فهي خيانة الذات للذّات في الأولى، وخيانة الأخ والصديق لخارطة وتاريخ البلاد في الثانية.

 

ويسهب الناقد الفلسطيني زكارنة بالقول: “إن عدوان في نصها المفتوح على تأويل العلاقة الصفريّة ما بين المرسل والمتلقّي على الرّغم من المتغيّرات البينيّة هنا أو هناك، إنّما تدشّن مشروعها الأدبيّ بمقترح ثوريّ لا يشير إلى السلاح وحده في منازلة الآخر النقيض المستعمر، ولكن إلى ضرورة الانحياز للغة الخطاب ومرويّاته التاريخيّة. دون أي ادعاء بالفرادة أو منازعة على الاسبقيّة.

 

وتابع: ويشكّل تَعالُق لغة الخطاب بالمرويّات التاريخيّة في نص بيسان، نسقاً من أنساق المحاكاة مرّة، والمحاكمة في أخرى، وإعادة التموضع في ثالثة، بما يحدّد علاقة الزمن المستحضر بالمكان المختطف، فنجدها تقول: “أتعرفُ أنّ حاسّة الشّم لدي معطّلة منذ وطِئْتُ بلاد الأتراك، تركتها في مكان ما، احتّل روحي؛ كأنّي أحتفظ بي هناك، هنا، هناك، وهناك أماكن لم أخترها، إنّما كانت تختارني: فلسطين مصر وتركيّا، التاريخ يأبى مفارقتي ويعيد الشريط في المشهد”.