السودان.. ثلاثة عقبات أمام تشكيل الحكومة الجديدة (تفاصيل)
في ظل احتقان الشارع السوداني ومقاومته المستمرة لقرارات ٢٥ أكتوبر والاتفاق الموقع بين البرهان وحمدوك والذي بموجبه عاد حمدوك لرئاسة مجلس الوزراء، وتبرز ثلاثة عقبات رئيسية تعيق جهود رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، لتشكيل حكومة جديدة بدلا عن حكومته السابقة، التي تم حلها بعد الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر.
حالة السودان
وفي إشارة إلى حالة الجمود السياسي التي يعيشها السودان حاليا، طالب سفراء الاتحاد الأوروبي في الخرطوم خلال اجتماعهم بحمدوك، بالعودة الفورية إلى النظام الدستوري المنصوص عليه في الوثيقة الدستورية الموقعة في أغسطس 2019 بين المدنيين والعسكريين في السودان.
لكن هناك معضلات مثل غياب الحاضنة السياسية وتمسك بعض الكيانات الموقعة على اتفاق السلام، بحقائبها الوزارية، إضافة إلى عدم وضوح الرؤية حول بعض الوزارات كالدفاع والداخلية، جميعها عوامل تشكل عائقا كبيرا أمام توجهات حمدوك الرامية لتشكيل حكومة تكنوقراط.
كما إن الأوضاع التي سادت عقب الخامس والعشرين من أكتوبر تثير الشكوك حول قانونية أو دستورية اي خطوة قد يتخذها حمدوك أو غيره.
وفي ظل الجدل الدائر حول الوضع الدستوري الحالي في البلاد، أشار سفراء الاتحاد الأوروبي في بيان إلى أن التدخل العسكري في 25 أكتوبر أدى بشكل فعال إلى إخراج تحالف المدنيين والجيش عن مساره.
وأطلع حمدوك السفراء الاوربيين على التطورات منذ 21 نوفمبر، فيما يتعلق ببناء تحالف شامل يؤدى إلى “إعلان سياسي” لإعادة البلاد إلى مسار الانتقال.
وشدد بيان سفراء الاتحاد الأوروبي على إن استئناف التطور نحو نظام ديمقراطي في البلاد يتطلب إجماعا وطنيا.
وتشمل تدابير بناء الثقة هذه إنشاء عملية وضع دستور وطني شامل وتنفيذ وتوسيع اتفاق السلام لعام 2020 والتحضير لانتخابات ذات مصداقية ومواصلة أجندة الإصلاح الاقتصادي.
كما اعتبر البيان أن العدالة الانتقالية والاحترام الفعال لحقوق الإنسان عنصران لا غنى عنهما في عملية انتقال وطني قابلة للاستمرار.
من جانب آخر جدد رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، حرصه على إنجاح الفترة الانتقالية في البلاد، مؤكدا “الدعم المطلق” لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك.
وأكد البرهان في تصريحات، دعمه الكامل لحمدوك في تشكيل الحكومة السودانية بحرية مطلقة، بهدف إنجاح الفترة الانتقالية في البلاد.
ومن جهته أشاد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة في البلاد، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بمستوى التعاون الكبير بين السودان والأمم المتحدة لترتيب المرحلة الانتقالية المقبلة.
وفي بيان رسمي، خص حميدتي بالإشادة فولكر بيرتيس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان “يونيتامس”.
وأكد حميدتي خلال لقائه فولكر بيرتس، عزمهم للمضي قدما في مسار التحول الديمقراطي الحقيقي الذي يفضي الى قيام انتخابات حرة ونزيهة.
من جانبه أشار حميدتي إلى أن الشرطة السودانية تعرضت لضغط كبير في الفترة الماضية مؤكدا أن الأوضاع تمضي في الاتجاه الصحيح من خلال الالتزام بتنفيذ الإعلان السياسي، مؤكدا استعدادهم التام لتقديم كل ما من شأنه مساعدة رئيس الوزراء لأداء مهامه.
وتطرق اللقاء إلى تطورات الأوضاع في دارفور وشرق البلاد، لافتا إلى أن الجهود المستمرة لمعالجة الازمة في دارفور أسفرت عن تكوين قوة خاصة مشتركة مت الجيش والدعم السريع والمخابرات والشرطة وحركات الكفاح المسلح وان هذه القوة ذات مهام محددة ومقرها سيكون في مدينة الفاشر ، الى جانب مواصلة المشاورات مع الأطراف لإيجاد حل لأزمة شرق السودان.
من جانب آخر توجه فولكر بيرتس اليوم الأربعاء إلى نيويورك لتقديم تقرير لمجلس الأمن الدولي عن الأوضاع في السودان، مشيرا إلى أنه استمع إلى جميع الأطراف بما في ذلك الشباب، داعيا إلى أهمية وضع أسس الانتقال السياسي.
وكان حميدتي قد أشار في وقت سابق إلى أن الاتفاق السياسي الذي وقع مؤخرا، سيسهم في استكمال المسار الديمقراطي وصولا إلى الانتخابات بنهاية المرحلة الانتقالية في السودان.
وأكد حميدتي دعم ومساندة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، العائد لمنصبه بموجب الاتفاق، لإنجاح الفترة الانتقالية.