مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بعد انفجار البصرة.. إجراءات للحكومة العراقية لمواجهة التنظيمات الإرهابية

نشر
الأمصار

يشهد العراق عدد من الاستهدافات الداخلية، لمحاولت إرباك الحكومة، التي استطاعت خلال الأشهر القليلة الماضية تحقيق ما لم تستطع حكومتين متعاقبتين تحقيقه، وهو ما ترفضه إيران وداعش والمليشيات الإرهابية.

بعد التفجير الذي وقع بالأمس في مدينة البصرة قام رئيس الحكومة العراقي، مصطفى الكاظمي، بزيارة تاريخية للمدينة تعبر عن جهوده وجهود حكومته في محو كل التنظيمات الإرهابية الممنهجة ضد دولة العراق.

أسرع القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، اليوم الاربعاء، بزيارة إلى مخمور في الشمال، ثم البصرة في الجنوب.

عقد الكاظمي، خلال زيارته، اجتماعاً موسعاً مع القيادات الأمنية من الجيش والشرطة والبيشمركة في مقر المحور السادس بقضاء مخمور.

 

وقال الكاظمي بحسب بيان لمكتبه الإعلامي: “نتواجد اليوم في قضاء مخمور للاطلاع على أحواله، والوقوف على الخطط الأمنية الموضوعة لمواجهة التهديدات الإرهابية، والحيلولة دون تكرار الخرق الأمني الذي تعرض له من قِبل فلول عصابات داعش الإرهابية”.

وأضاف: “من هنا ومن أرض المعركة، أقول للتنظيمات الإرهابية: لا تتوهموا، نحن لكم بالمرصاد نلاحقكم واحداً واحداً”.

وتابع: “قياداتكم نصيدها واحداً تلو الآخر، ونلحق القصاص العادل بهم، والزمر المتشرذمة منكم هي تحت رصد أبطالنا في القوات الجوية وعلى الأرض، قواتنا بمختلف صنوفها تقف أمامكم بقوة وشجاعة”.

 

الكاظمي يزور مخمور

وشدد رئيس الوزراء على إن “العراق عظيم بشعبه ومؤسساته، وبأبطاله من مختلف صنوف القوات الأمنية، ولا مجال لعودة داعش مهما حاولت فلوله المهزومة”.

وقد لقى 12 شخصا على الأقل حتفهم في هجوم شنه تنظيم داعش الإرهابي، مساء الخميس الماضي، ضد المدنيين والعسكريين الأكراد في قضاء مخمور جنوب أربيل.

وقالت التقارير إن عناصر داعش هاجمت قرية خضرجيجة قضاء مخمور، مما أدى إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة آخرين، بينهم مدنيون وعسكريون من البشمركة.

وخلال المواجهات، نصب التنظيم الإرهابي كمينا لقوات البشمركة الكردية تمثل بزرع عبوة ناسفة، مما أدى إلى مقتل 7 من عناصر هذه القوات، ثم ارتفع العدد الإجمالي للقتلى مع سقوط قتيلين آخرين.

 

من البصرة.. الكاظمي يتوعد بالقبض على إرهابيي داعش وفرق الموت

وتوجه رئيس الوزراء العراقي، بعد ذلك إلى محافظة البصرة لإجراء زيارة ميدانية وإشراف على عمليات التحقيق في العمل الإرهابي الجبان، والذي حصل من قبل جماعات الإرهابية

التنظيمات

توعد القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، بالقبض على إرهابيي داعش وفرق الموت، مؤكداً “سنأتي بالمجرمين واحدً تلو الآخر”.

وقال الكاظمي خلال اجتماعه بالقيادات الأمنية، في قيادة عمليات البصرة، بحسب بيان لمكتبه، “صباحاً كنا في مخمور، ووجهنا رسالة واضحة للزمر الإرهابية بأنها عاجزة عن اللعب بأمن العراق”، مضيفاً “مثلما أسقطنا قيادات الإرهاب الواحد تلو الآخر، وضربنا خلاياه في أقصى الصحاري والجبال، سنكون لهم بالمرصاد في أي نقطة من عراقنا الحبيب”.

 

محافظة البصرة

وتابع، أن “الدم العراقي واحد، والإرهاب واحد وإن تعددت أسماؤه وأقنعته”، مشدداً على أن “الدم العراقي غالٍ علينا، ولا فرق فيه مهما كان انتماؤه القومي او الديني”، مؤكداً بالقول “سنقف بكل قوة أمام من يهدد أمن العراق ويجرأ على ترهيب العراقيين، ويتستر تحت أي غطاء كان”.

وأضاف: “هناك داعش يسعى لإرهاب المواطن، وهنا من يسعى لإرهاب الدولة، وكلاهما عدو واحد”، مبيناً أن “الإرهاب يريد أن يثني الدولة عن واجباتها، ويشغلها بالأحداث الفوضوية؛ من أجل حصاد المصالح الرخيصة”.

 

محافظة البصرة

وأشار الكاظمي إلى أن “جريمة قتل ضباطنا في الأجهزة الأمنية غدراً وخيانة، وجريمة قتل خيرة شبابنا بدم بارد هي سلسلة جرائم واحدة ومعروفة للجميع”، مؤكداً “لن ننجر للمواجهة، ولكن سوف نجرهم للعدالة بالقانون، وينتظرهم القصاص العادل”.

وأتم، “مثلما اعتقلنا قتلة هشام، وأحمد، وصفاء، سنأتي بالمجرمين واحدً تلو الآخر، وسيقفون أمام القضاء العادل، وأمام الشعب لتُفضح جرائمهم”، مردفاً “واهم جداً من يظنّ في نفسه أنه فوق الدولة والقانون، ومنطق القوة سيرتد على أصحابه بالتأكيد”.

 

وخاطب القائد العام للقوات المسلحة، مجرمي الإرهابوالفوضى بالقول “اعلموا جيداً أنه لا يوجد غطاء محلي، أو إقليمي، أو شرعي، أو ديني لكم أيها المجرمون”.

 

واختتم الكاظمي حديثه، بالقول: “مستمرون وماضون في القبض على إرهابيي داعش وكذلك إرهابيي فرق الموت، ثأراً لدماء شهدائنا”.

 

وكانت قد أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقي، أمس الثلاثاء، استشهاد 4 مواطنين وجرح 4 آخرين جراء انفجار دراجة نارية في تقاطع الصمود في محافظة البصرة.

 

وقالت الخلية في بيان، “في معلومة أولية تبين وقوع حادث تفجير دراجة نارية في تقاطع الصمود في محافظة البصرة”، مبينة أن “الحادث تسبب وحسب الإحصائية الأولية ل‍مديرية صحة البصرة” إلى استشهاد أربعة مواطنين وجرح أربعة آخرين من جراء احتراق عجلتين كانتا بالقرب من الدراجة النارية”،مضيفا “ولا زال خبراء الأدلة الجنائية والفرق الفنية المختصة يتواجدون في مكان الحادث لتحديد ماهيته وإعطاء تفاصيل أكثر عن طبيعة الحادث”.

وذكرت مصادر أن “الدراجة النارية المفخخة كانت تستهدف أحد المسؤولين الاستخباراتيين في المحافظة، والمسؤول عن ملف التحقيق مع جماعات متهمة بتنفيذ عمليات الاغتيال”، مضيفة أن “الانفجار لم يصل المستهدف، وإنما سيارة مشابهة لسيارته”، لافتا إلى أن هجوم البصرة الذي استهدف سيارة بالقرب من مستشفى، نفذ بعبوة إيرانية الصنع.

وأشارت المصادر إلى أن “النتائج الأولية للتحقيق، أظهرت أن العبوات الناسفة التي انفجرت، ذاتها التي تستخدم في ضرب القوات الأمريكية”.

وعلى أثر ذلك طلع الرئيس العراقي برهم صالح، على الشعب بكلمة قائلا: “إن الحادث الإرهابي الذي استهدف محافظة البصرة يعد محاولة يائسة لزعزعة استقرار البلاد”.

وأضاف صالح: “علينا توحيد الصف ودعم الدولة وأجهزتها الأمنية”، مؤكدًا أنه لا خيار سوى التكاتف وحماية الأمن والسلم المجتمعيين ومعاقبة الجناة.

ومن جانبة، أعلن محافظ البصرة أسعد العيداني، أمس، حصيلة التفجير الذي وقع بالقرب من المستشفى الجمهوري وسط العاصمة.

وقال العيداني في تسجيل صوتي، إن “تفجيرا لم يعرف طبيعته وقع وسط المحافظة ما أسفر عن استشهاد أربعة مدنيين وإصابة اربعة آخرين بجروح”.

وبدوره، أجرى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الثلاثاء، اتصالاً هاتفيًا بمحافظ البصرة أسعد العيداني لمتابعة الخرق الأمني الذي حصل في المحافظة.

وذكر المكتب الخاص للصدر في بيان، أن “الصدر عرض مساعدته المباشرة لمؤسسات الدولة والقوى الأمنية في المحافظة، مشددا على ضرورة وأهمية الاستقرار الأمني في محافظة البصرة لما تمثله من مكانة وطنية وإقتصادية وأمنية لعموم محافظات العراق”.

التحركات العراقية

ووفقا لما تلقاه العراق الأيام الماضية من صفعات إرهابية ممهنجه وخروقات أمنية في المناطق الرخوة في المحافظات الشمالية على حدود إقليم كردستان، وفي نفس الوقت استغلت بعض الجماعات المنفلتة الوضع الحالي لمواجهة الدولة في محافظة البصرة؛ ما دعا قيادات الدولة العراقية أخذ عدة تحركات.

من جانبه أكد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اليوم الأربعاء، على حصر السلاح بيد الدولة، والعمل الجاد من أجل حل “المليشيات المنفلتة”.

 

مقتدى الصدر
مقتدى الصدر

وقال الصدر في تغريدة له عبر تويتر، “عودة الإرهاب المتمثل بداعش في منطقة مخمور والتفجيرات السياسية التي حدثت في البصرة، وبعض الاغتيالات من هنا وهناك، ينبئ عن تأزم الوضع السياسي ولجوئهم للعنف ويذكرنا بما حدث من اعتداءات على المستشفيات وغيرها قبل الانتخابات”.

وأضاف، “هذا ما سيجر البلاد والعباد إلى الخطر من أجل بعض المقاعد. وهو ما يستدعي منا التأكيد على حصر السلاح بيد الدولة والعمل الجاد من أجل حل كل المليشيات المنفلتة والتي تسيء استعمال السلاح بحجة المقاومة أو أي ذريعة أخرى”.

وتابع، “بل وينبئ عن تفشي الفساد واستشرائه في مفاصل الدولة، وهذا ما يزيدنا إصراراً على محاربة الفساد بكافة أنواعه مهما كان الفاعل وأياً كان انتماؤه”.

وأتم الصدر، “أن لم تتوفر الحلول لذلك.. فأن حكومة الأغلبية الوطنية ستتبنى ذلك وبكل قوة تحت غطاء القانون ولا يستثنى أحد على الإطلاق والله ولي التوفيق”.

وأخيراً، دعا الصدر “الجهات المختصة إلى الوقوف على الحقائق في تلك الأعمال الإرهابية وغيرها”.