العلاقات اللبنانية الخليجية.. سلسلة من الترابط الأخوي على مر العصور

لم تصل علاقة لبنان مع دول الخليج إلى هذا المستوى من التراجع، ولم يحصل في تاريخ هذه العلاقة التي بدأت منذ نشأة دولة لبنان الكبير.

كانت العلاقات دائماً بين لبنان ودول الخليج، قائمة على الاحترام المتبادل.

العلاقات اللبنانية الخليجية تتراجع بعد تصريحات قرداحي

بدأت تلك العلاقات في تراجع بعد الأحداث الأخيرة على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، حول حرب اليمن.

استقالة جورج قرداحي

تصاعدت الأزمة خلال الأيام القليلة الماضية، حتى وصلت إلى استقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.

مبادرة فرنسية سعودية لحل الأزمة بين الرياض وبيروت

وشهدت العلاقات اللبنانية الخليجية خلال الساعات الماضية، بعد إطلاق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مبادرة فرنسية سعودية لحلحلة الأزمة بين الرياض وبيروت، عقب تقديم وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي استقالته.

تصريحات وزير الخارجية السعودي بشأن لبنان

بدأت العلاقات اللبنانية الخليجية في العودة سريعا وخاصة مع السعودية، حيث قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، مساء الخميس، إنه لا يوجد أزمة بيننا وبين لبنان.

وأضاف الأمير فيصل بن فرحان،: ” يجب أن نرى أفعالا وليس أقوالا من الحكومة اللبنانية، مؤكداً أن الأزمة في لبنان بين حزب الله والشعب اللبناني.

تاريخ لبنان مع دول الخليج

 يكون التاريخ اللبناني بكل أحداثه وحقباته هو الشاهد الأول والرئيسي على عمق العلاقات اللبنانية الخليجية، والتي تنطلق من الأخوة بالدرجة الأولى قبل أن تكون علاقة تعاون وتنسيق ودعم ورعاية واهتمام.

دعم متواصل بين الشعب اللبناني وشعوب دول الخليج

منذ ما قبل تأسيس لبنان، وإلى يومنا هذا، تمتد حلقات الدعم بين للشعب اللبناني، وشعوب الخليج وذلك في أيام الحرب والسلم، كما في المحافل الدولية والعربية.

الثوابت التي يتم التأكيد عليها في أكثر من محطة وإطلالة للملوك والقيادات تجاه لبنان من دول الخليج هي التي شكّلت سياجاً حامياً للشعب اللبناني.

دول الخليج تدعم لبنان بقوة

في كل الاستحقاقات الوطنية والمصيرية التي واجهها لبنان، كانت دول الخليج حاضرة بقوة من أجل تلبية حاجة لبنان إلى سند قوي وشقيق أكبر وصديق جدير بالثقة، يلقي إليه اللبنانيون بكل تلاوينهم أعباءهم وهواجسهم وأزماتهم وحتى صراعاتهم.

وقوف دول الخليج مع الشعب اللبناني في الحرب الأهلية

كانت المحطة التاريخية، والتي كتبت النهاية لمعاناة الشعب اللبناني من الحرب الأهلية، في رعاية واستضافة اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب إلى غير رجعة.

ووقف دول الخليج إلى جانب اللبنانيين دولة وشعباً من أجل إعادة بناء الدولة ومؤسّساتها، واستمرت عملية الدعم هذه على مدى سنوات إلى أن نجح لبنان في استعادة موقعه على الخريطة العربية بشكل خاص وعلى الخريطة العالمية بشكل عام بعد سنوات الحرب المدمّرة.

دول الخليج تدعم لبنان دائماً

ولا بدّ هنا، من التذكير بأن دول الخليج تمتلك سجلاً حافلاً من الدعم المتنوّع للبنان، وقد قُدّرت المساعدات والهبات التي قدّمتها الدول إلى لبنان بعشرات المليارات من الدولارات الأميركي.

ولم تتوانَ دول الخليج عن المشاركة في دعم لبنان في كل الفعاليات، التي نُظمت لمساندة لبنان وإنعاش اقتصاده، ومنها مؤتمر باريس بنسخه الثلاثة، ومؤتمر «سيدر» الذي عقد في عام 2019.

أهمية لبنان بالنسبة لدول الخليج

لبنان مهمّ بالنسبة لدول الخليج ومهمّ بالنسبة إلى سياستها العربية، ومهمّ بالنسبة لسياستها الدولية.

لم تتغيّر سياسة دول الخليج إزاء لبنان في الجوهر، ولو تبدّل أسلوبها في السنوات الأخيرة، فهي لم ولن تتخلّى عن علاقتها بلبنان، ولا عن دعمها له، وما توقّفت يوماً عن مطالبة المسؤولين بالتوافق فيما بينهم.