عاصمة إدارية جديدة.. الحكومة العراقية تبدأ تنفيذ الرفيل
قالت الهيئة الوطنية للاستثمار العراقية، إن مجلس الوزراء العراقي وافق على تخصيص مساحة 106 ألف دونم، ضمن المنطقة المحيطة بمطار بغداد الدولي، لتكون تحت إِشراف الهيئة لإنشاء مشروع مدينة الرفيل، العاصة الإدارية الجديدة المماثلة لمثيلاتها في الجوار.
وأضافت الهيئة، أن هذا المشروع سينفذ على 4 مراحل، تتضمن المرحلة الأولى فيه إنشاء مجمعات (سكنية، تعليمية، تجارية، طبية، خدمية، وترفيهية) تنفذ على مساحة 16 ألف دونم تسهم بتوفير 75 ألف وحدة سكنية، وما يلبي حاجة نحو 300 ألف نسمة للسكن.
وأشارت إلى أن المرحلة الثانية من المشروع ستشمل طرح مشاريع صناعية لوجستية خدمية مجاورة للمطار، في حين ستشهد المرحلة الثالثة طرح مشاريع زراعية غذائية صديقة للبيئة، بينما ستكون المرحلة الرابعة في المشروع هي في منطقة شمال أرض المطار في قضاء أبو غريب.
وأكدت أن المشروع سيكون له انعكاس اقتصادي واجتماعي ملموس على الاقتصاد العراقي، بحل جزء من مشكله التوسع السكاني المتزايد وما يرافقه من حاجة ملحة للسكن إلى جانب مشاركته الفاعلة في امتصاص نسبة من البطالة من خلال توفير فرص عمل متنوعة وكبيرة في هذه المشاريع.
طرح فرص استثمارية
وستطرح الهيئة خلال الأسبوعين القادمين من 10 إلى 12 فرصة استثمارية لمشاريع متكاملة تمنح عن طريق لجان الإحالة المختصة من دوائر الدولة بشفافية عالية، وبإشراف فريق فني متخصص يضم استشاريين دوليين وعراقيين على درجة عالية من الكفاءة والخبرة، مثمنة الدور المتميز والساند لكافة وزارات الدولة والدوائر المعنية بالموضوع.
ويرى خبراء اقتصاديون أن إنشاء العاصمة الإدارية سيخلّص بغداد من الفوضى الحاصلة فيها حالياً نتيجة هجرة الملايين إليها بعد عام 2003 من محافظات مختلفة وبروز نحو 1000 مجمّع عشوائي داخل العاصمة، يعيش فيها أكثر من 3 ملايين شخص.
خلافات وآراء
فيما يشهد تخصيص هذه المجموعة من الأراضي عدة خلافات، حيث وجه رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، كتابًا لرئيس الوزراء، وطالبه بإيقاف قراره بمنح أراضي محيط مطار بغداد للاستثمار، فيما يقول نواب من البرلمان إن منح هذه الأراضي للاستثمار سيتسبّب بتهجير 300 ألف نسمة يمتلك الكثير منهم “سندات عثمانية.
واعتبر تحالف “عزم “، قرار المجلس بالموافقة على تخصيص الأراضي، يحمل بعدًا طائفيًا، مشيرًا إلى أن جميع قوانين السلامة الخاصة بمنظمات الطيران المدني، تجبر الدول على إبعاد المواقع السكنية عن المطارات وليس العكس، وأن قرار إنشاء مشروع مدينة ’الرفيل‘ مخالف لتلك القوانين، حسب بيان له
وفي توضيح سابق، لهيئة الاستثمار، بشأن تلك الأراضي، -وفقًا لسكاي نيوز- قالت إن الخلافات تدور حول 16 ألف دونم فقط، إذ هناك عدة إجازات استثمارية على تلك المساحة، وحصلت ازدواجية، في الإجازات، لكونها على قطعة واحدة، بالإضافة إلى وجود مشاريع غير منفذة، وتصاميم عشوائية.
سبب التسمية
وترجع تسمية العاصمة الإدارية الجديدة، إلى أحد أشهر الأنهار العراقية القديمة في بغداد “الرفيل”، والذي عرف خلال العصر العباسي باسم “نهر عيسى”.
يذكر أن العراق يعاني من أزمة سكن، وبحسب وزارة الإسكان فإن البلاد تحتاج إلى 3 ملايين وحدة سكنية لحل تلك الأزمة، في الوقت الذي تجاوز فيه التعداد السكاني للبلاد 40 مليون نسمة، وفق إحصاء رسمي أعلنته وزارة التخطيط العراقية في 12 يناير الماضي.