المغرب حائر بين فلسطين وإسرائيل.. تفاصيل زيارة هنية إلى الرباط
زار إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، الأربعاء، المغرب، بالتزامن مع مؤشرات قوية حول تراجع الإدارة الأمريكية الجديدة عن صفقة دونالد ترامب مع الملك محمد السادس حول التطبيع مقابل الاعتراف بسيطرته على الصحراء الغربية، حيث جاءت زيارة وفد حماس للمغرب بدعوة من حزب العدالة والتنمية قائد الائتلاف الحكومي.
وقال رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني وأمين عام حزب العدالة والتنمية في المغرب عقب استقباله هنية، إن الدعوة لحركة حماس “تأتي في سياق الموقف المغربي الثابت من دعم الشعب الفلسطيني ونضاله حتى ينال حقوقه.
وأضاف العثماني الذي قاد مراسم التوقيع على اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني أن المغرب يعتبر القضية الفلسطينية قضيته هو أيضا.
وبحسب حركة حماس تهدف الزيارات إلى “تحشيد الموقف العربي والإسلامي لخدمة القضية الفلسطينية، وحماية القدس والمسجد الأقصى من التهديدات الصهيونية المتواصلة”، دون تفاصيل أكثر.
سيناريوهات متوقعة
وأثارت هذه الزيارة جدلا واسعا، على الساحتين العربية والمغربية، حيث بدت متناقضة مع مواقف قريبة للنظام المغربي الذي وقع اتفاق تطبيع يعترف بموجبه باحتلال فلسطين كحق شرعي لاسرائيل، ووصلت الأمور حد التحضير لفتح سفارة في تل أبيب وزيارات متبادلة.
تزامنت هذه الزيارة مع إعلان حكومة جديدة لإسرائيل، حيث وصف رئيسها نفتالي بنت المغرب بـ “الحليف الاستراتيجي”، تزامنًا مع مؤشرات قوية حول سقوط صفقة محمد السادس مع دونالد ترامب حول التطبيع مقابل شرعنة احتلال الصحراء الغربية في الماء.
تراجع إدارة بايدن
وتراجعت إدارة جو بادين عن قرار ترامب دون إعلان ذلك صراحة من خلال عدة خطوات اتخذتها، في وقت ظهر أن كبرى الدول الغربية أيضا وأهمها اسبانيا وألمانيا وفرنسا، تجاهلت الخطوة الأمريكية السابقة..
كما جاءت زيارة هنية، مع بداية العد التنازلي للانتخابات البرلمانية في المغرب، والتي يبدو أن كلا من القصر وحزب العدالة يريدان استثمارها سياسيا.
كما يسعى العثماني لبعث الروح في حزبه الذي عاش حالة تململ غير مسبوقة، بسبب اتفاق التطبيع وتؤكد مؤشرات حول توجهه نحو صدمة انتخابية غير مسبوقة، لكنه أضحى يلعب مهمة “التيس المستعار” بالنسبة لنظام المخزن، بعد أن استغله في اتفاق التطبيع يواصل استغلاله في حملة الابتزاز السياسي.
أما بالنسبة لمحمد السادس، فإنه يريد استغلال هذا الحزب الاسلامي في آخر أيامه الحكومية، لابتزاز الولايات المتحدة واللوبي الصهيوني بطريقة غير مباشرة، لدفعهم نحو الوفاء بـ”التزاماتهم” حول تجسيد تغريدة ترامب، بشأن الصحراء الغربية، وكان دليل ذلك هو تزامن زيارة هنية، مع رسالة تهنئة من ملك المغرب لرئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد.
المغرب حائر بين اللوب الصهيوني والقضية الفلسطينية
يبدو أن المغرب حائر بين لملمة فضيحة التطبيع ودعم القضية الفسطينية، حيث أرسلت السلطات في المغرب مايو الماضي، طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية المخصصة لقطاع غزة والأراضي الفلسطينية، وذلك وسط غضب داخلي ضد إقامة علاقات مع الاحتلال الاسرائيلي، في صفقة تطبيع تمت قبل أشهر.
وأعلنت السلطات المغربية أن ارسال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزّة تتألّف من أربعين طنّاً من المواد الغذائية والأدوية المخصّصة لعلاج الحالات الطارئة والأغطية، وتزامن ذلك ، مع منع قوى الأمن مظاهرات مناصرة للقضية الفلسطينية، نددت بالعدوان على غزة والمسجد الأقصى.
واكتفت وزارة الخارجية المغربية في بيان سابق بوصف الاعتداءات والمجازر ضد الفلسطينيين في القدس وغزةبـ “العنف المرتكب في الأراضي الفلسطينية المحتلّة”، علما أن الملك محمد السادس هو رئيس لجنة القدس.
وفي وقت سابق، ذهب وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة إلى مؤتمر اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة الأمريكية (إيباك)، لعرض خدمات بلاده في مجال التطبيع.
ووصل الحد ببوريطة إلى التعهد بأن “المغرب مخلص حتى النهاية في مساعي التطبيع ومستعد إلى الوصول بها إلى أبعد حد ممكن”.
مغزى زيارة زعيم حماس إلى المغرب
هدف الزيارة ربا يتكشف في كلمات إسماعيل هنية بعد اجتماعه بالدكتور سعد الدين العثماني ولقائه عدداً من الشخصيات السياسية والحزبية بالمغرب، فهو “يأمل أن تكون نتائج هذه الفعاليات على طاولة الملك محمد السادس، ما يعني أن الزيارة نفسها تحظى باحتضان مغربي رسمي على أعلى مستوى”.
وبحسب الموقع الإلكتروني لحركة حماس، تهدف الزيارات إلى “تحشيد الموقف العربي والإسلامي لخدمة القضية الفلسطينية، وحماية القدس والمسجد الأقصى من التهديدات المتواصلة”.
هنية قال بعد اجتماعه مع العثماني إن “المقاومة الفلسطينية انتصرت على العدوان الإسرائيلي” الأخير على غزة، مشيراً إلى أن الحركة “أمامها مهام كبيرة للغاية لمرحلة ما بعد النصر سنبحث فيها بعمق مع أشقائنا في المغرب
قبل زيارة بيت مال القدس الشريف.. هنية في مأدبة عشاء بالمغرب
أقام العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس الجمعة، مأدبة عشاء على شرف وفد المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، برئاسة إسماعيل هنية، الذي حل في زيارة للبلاد بدعوة من حزب العدالة والتنمية(قائد الائتلاف الحاكم).
وأفاد تقرير للقناة الأولى المغربية الرسمية، بأن حفل العشاء احتضنه قصر الضيافة بالعاصمة الرباط، الذي يخصص عادة لاستضافة حفلات عشاء ضيوف المغرب الكبار.
وحضر الحفل رئيس المغرب سعد الدين العثماني، وعدد من ممثلي الأحزاب والنقابات المغربية.
وزار هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، مقر وكالة “بيت مال القدس الشريف”، في العاصمة الرباط.
والوكالة هي الذراع الميداني للجنة القدس، التي أسستها منظمة التعاون الإسلامي عام 1975، وأسندت رئاستها للعاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، ثم لخلفه العاهل محمد السادس.