مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الأمصار تحاور الطبيب المصري حاتم سليمان الحاصل علي جائزة عالمية

نشر
الأمصار

لا يعلم القلم ماذا أكتب عنه؟ هل تكفي الأبجدية؟ وهل حروفي تليق به؟ لا أدري، أقف حائرة، أحاول أن أجمع شتات أفكاري، أراني أتحاور معه وأشعر بعظمة الإنسان المصري المكافح، ويسرد للعالم ليخطف أنفاسي إلى عوالم أخرى، أراني أولد من غيمة إنجازات مشرّفة وعفوية مع الشموخ.

الدكتور حاتم سليمان الحاصل علي جائزه التميز العالمي في التعليم الطبي من جمعية القلب الأوروبية؛ يسطر صفحة جديدة من تألق وتفوق طيور مصر المهاجرة.

هل ممكن تعرفنا بحضرتك يا دكتور؟
اسمي حاتم عبد الله سليمان، من مواليد الاسكندرية تخرجت من جامعه الاسكندرية بكالوريوس طب وجراحة وتخصصت في طب الحالات الحرجة عام 2003

منذ متي وأنت طير مهاجر عن مصر؟ وماهي أبرز إنجازاتك في التعليم الطبي؟

سافرت خارج مصر منذ 2009 كانت البداية إلى دولة الإمارات، وعشت بها ٦ سنوات وكنت أخصائي الحالات الحرجة بمستشفى الزهراء الخاص في الشارقة ثم في مستشفي المفوق بأبو ظبي.

قدمت إلى بريطانيا من ٢٠١٦، وأعمل حاليًا استشاريًّا دائمًا في قسم الحالات الحرجة للقلب والصدر في مستشفيات رويل برومبتون وهيرفيلد بلندن نهب أكبر مستشفيات متخصصة في القلب والصدر بلندن وأوروبا كلها.

كيف كانت رحلتك حتي الوصول إلى الجائزة، والعقبات التي قابلتك أثناء رحلة النجاح؟

حين قدمت إلى بريطانيا كانت هناك عقبات كثيرة، وأولها لغتي الإنجليزية، حيث لم تكن بتلك الاحترافية المطلوبة.. الرحلة لم تكن سهلة، كانت فيها محطات كثير من اليأس والفشل والصعوبات، والحمد لله لم أفقد الأمل، ولأنّي كنت محظوظًا بأفضل أساتذة تعلمت منهم الكثير، وكنت من أوائل من تخصصوا في الموجات فوق الصوتية في الحالات الحرجة الايكو في مصر والشرق الأوسط بفضل دعم اساتذتي لطموحي، وكان فضل الله عليّ كبيرًا.

كنت أحلم ولم يكن هناك إمكانيات مادية في تلك الفترة حتى سافرت إلى الإمارات، وكانت فترة مهمّة جدًا في حياتي، أسست لنفسي فيها مادّيًا، والفضل الأكبر بنجاحي في تلك الفترة كان لدولة الإمارات العربية، فضل كبير على نجاحي، التي احتضنتني بتلك الفترة حتى تم اختياري سفيرًا لدولة الإمارات في جمعية القلب الأوربية لفئة الشباب عام 2012 وتلك كانت أول علاقة لي بجمعية القلب الأوربية، وكان دعمًا من دولة الإمارات لشخص وافد، وثقتهم فيَّ كانت كبيرة، وقمت بعدها بعمل دورات ومحاضرات في دبي مع أهمّ الأساتذة في العالم، بالإضافة لعملي كطبيب، كنت أواصل العمل والتخطيط الليل بالنهار حتى أحقق ما أريد، وكلّ ذلك أفادني جدًا، ونجحت بتفوق في الحصول علي البورد الامريكي للموجات الصوتية للقلب، وأنهيت زمالة كلية الاطباء الملكية من لندن، ودبلومة لأمراض القلب من جامعة لندن، ودبلوم آخر في الحالات الحرجة من بروكسل ببلجيكا وكنت احاضر وقتها في أهم مؤتمرات العالم في أمراض القلب. كل هذا جعلني في وضع قوي ومكنني من النجاح بتفوق مقابلتي الأولي للعمل في مستشفى رويال برومبتون، وبدأت بالعمل كزميل لمدة عامين تمرنت فيهم علي يد أهم خبراء في العالم في طب الحالات الحرجة للقلب والصدر حتى تمت ترقيتي لمنصب استشاري أول في قسم الحالات الحرجة بمستشفي هيرفيلد بعد أن حصلت علي تسجيل درجة استشاري من المجلس الطبي البريطاني بامتياز. وتم تعييني أيضا الطبيب المسؤول عن تنسيق نقل وزراعة الأعضاء في مستشفي هيرفيلد وهي بالمناسبة المستشفى التي أجرى بها البروفسور مجدي يعقوب أول عملية زراعة قلب ورئتين في أوروبا، وأنا أول طبيب مصري وعربي يتم تعييني بقسم الحالات الحرجة بمنصب استشاري بمستشفي هيرفيلد والحمد لله.

ما هو شعورك وأنت أول مصري وعربي، يحصل على هذا التكريم الرفيع الذي يقدم سنويًّا لثلاثة خبراء فقط حول العالم؟

شعور عظيم في الحقيقة، كنت بحفلة التكريم الوحيد الذي من أصل غير أوروبي، وكنت العربي الوحيد بين المتقدمين، وأنا أفخرأنّي مصري وحصلت على الجائزة باكتساح، ولم يكن هناك منافس، لأنّ زملائي الذين قدّموا من كافة دول العالم لم يقدموا الكمّ الذي قدمته من الدوريات العلمية والمحاضرات ومساهماتي في الكتب والأبحاث العالمية في اكبر المجلات البحثية الدولية، وذلك فضل كبير من ربّ العالمين.

ماهي خطتك للتعاون مع مستشفيات مصر بعد سفرك للخارج؟
حتي الآن أنا على اتصال دائم بمصر والإمارات، وأُقدّم دورات مستمرة ومحاضرات في العديد من الجامعات المصرية وحلمي أن اساهم بخبرتي في مصر التي أدين لها بكل شيء وأن أساهم في إفادة زملائي في مصر إن شاء الله.

في بريطانيا يوجد نظام عادل وصارم جدًا ويجب أن تثبت أنّك على قدر المستوى، وبفضل الله فقد تمكنت في أن أصبح من أهم الخبراء المعروفين عالميا في تخصصي حتي قمت حتي الآن بإعطاء محاضرات في أكثر من خمسين دولة حول العالم، وأنا الآن في مستشفى هيرفيلد لي أدوار كثيرة هامة؛ بالإضافة إلي دوري كاستشاري أساسي في قسم طب الحالات الحرجة في المستشفى فكذلك أنا الطبيب المسؤول والمنسق الأول في التبرع بالأعضاء (القلب والرئتين) كذلك تعيّنت العام الماضي كأستاذ شَرَفَيّ في كينجز كولاج لندن وحصلت في العامين الماضيين علي ثلاثة زمالات فخرية من جمعية القلب الأوروبية والجمعية الأمريكية لفحوص القلب ومن المجلس البريطاني الأعلى للتعليم وبفضل الله من أيام تم تكريمي بالحصول على هذه الجائزة وهي الجائزة الأولى في جمعية القلب الأوروبية وتُعطى فقط لثلاثة أطباء سنويا على مستوى العالم.

ما هي النصيحة التي تقدمها لحديثي التخرّج في مجال الطبّ؟

لا تتعجلوا ولا تيأسوا، فنحن العرب أصحاب حضارة عريقة كنا لقرون طويلة سادة العالم في العلوم والفنون فيجب أن يكون عندكم ثقة كبيرة بأنفسكم وقدارتكم ومخزونكم الحضاري ويجب أن يكون سلاحكم هو الأمل. فقد كنت أعمل في نفس الوقت الذي كنت أدرس فيه في كلية الطب حتى أحقق حلميً. فالإنسان يجب أن يكون عنده أمل عظيم وهدف كبير لحياته لنفع البشرية وتشريف أهله وبلاده، ويجب أن يرتبط دائما بجذوره، لأنّ الإنسان دون جذور لا شيء.