ميقاتي لـ غوتيريش: لبنان يتعرض لأسوأ أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية
اجتمع رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، اليوم الاثنين، مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في العاصمة بيروت.
قال ميقاتي خلال الاجتماع،: “نحن بأمس الحاجة لإعادة تأكيد دور الأمم المتحدة الريادي وأهميته في عالمنا الذي تعصف به الحروب والأزمات والاضطرابات والأوبئة”، لافتا إلى أن “لبنان يتطلع إلى إجراء الانتخابات النيابية العام المقبل باعتبارها ركنا من أركان الديمقراطية وتحقيقاً لتطلعات الشعب اللبناني”.
وأضاف ميقاتي: “نجدد دعواتنا للمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته في تسهيل عودة النازحين السوريين في لبنان لبلادهم”،
وأكد : “لبنان يحتاج إلى مساعدات عاجلة في مجالات عديدة مع إيلاء أهمية خاصة لتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية”، مشيرا إلى أن “لبنان يتعرض لأسوأ أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية منذ تأسيسه، من أزمة النزوح السوري الكثيف إلى جائحة كورونا، إلى أزمة اقتصادية ومالية ونقدية حادة نتجت عن عقود من ضعف في الإدارة والحوكمة وانفجار مرفأ بيروت”.
وأوضح: “نجدد تأكيد التزام لبنان سياسة النأي بالنفس عن أي خلاف بين الدول العربية، ونؤكد التزامنا المضي في المفاوضات الجارية برعاية القوات الدولية ووساطة الولايات المتحدة الأميركية لترسيم الحدود البحرية اللبنانية بشكل واضح يحفظ حقوق لبنان كاملة”.
وأردف ميقاتي: “نجدد تمسك لبنان بدور القوات الدولية في الجنوب لجهة تطبيق القرار 1701، ولا بد من توجيه الشكر أولا لقوات اليونيفيل قيادة وضباطا وأفرادا، على الدور النبيل التي تقوم به الى جانب الجيش في حفظ الامن والاستقرار في الجنوب”، معتبرا أن “زيارة غوتيريش إلى لبنان تؤكد دعم الأمم المتحدة الكامل للبلاد”.
وتوجه ميقاتي إلى غوتيريش قائلا: “بتعاونكم ودعمكم وتعاون ودعم من تمثلون سيبقى لبنان دوما متمسكا بمبدأ العدالة درباً الى السلام وارض الحريات والتلاقي والاعتدال..بين لبنان والأمم المتحدة روابط وثيقة تكرست عبر مسيرة طويلة من التعاون والمشاركة ونحن نعرف مدى حرصكم الشخصي على لبنان واهتمامكم بقضاياه ودوره ورسالته “.
ومن جانبه، أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّ “لبنان في محور استراتيجياتنا وأولوياتنا وعلينا أن نتفادى أيّ شكل من أشكال النزاع الذي شهدها في السابق لما في ذلك من عواقب وخيمة”.
وأشار غوتيريش إلى أن هناك سعي لكي يستطيع لبنان انشاء عقد اجتماعي جديد وتطوير علاقاته مع الدول الخارجية، مؤكداً على وجوب حصول الاصلاحات بالاشتراك مع المجتمع المدني والشركات الخاصة.
كما أكد أن: “البلد يمرّ بفترة صعبة لذلك حان الوقت لكي يبذل المسؤولون جهداً لإيجاد الحلول وهذه هي اللحظة المناسبة التي يستحقّ بها لبنان التضامن بين القوى”.
وأضاف: “تعود مسؤولية الوضع في لبنان في جزء منها إلى اللبنانيين فضلاً عن تأثيرات الخارج والتدخلات، ولا بدّ من أن نسعى لأهداف مشتركة من أجل تحقيق السلام والاستقرار لجميع أفراد المجتمع اللبناني”.
وأشار غوتيريش إلى أنه “حصل على ضمانات من الرؤساء الثلاثة بأن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها”، مضيفًا “وجدت أن الحكومة حريصة على إجراء المفاوضات البحرية والإصلاحات اللازمة في ظلّ الدعم الدولي المتاح للبنان لتحقيق التعافي في أقرب وقت”.
وتابع: “سمعتُ من ميقاتي التزام الحكومة بأن تجري المفاوضات مع صندوق النقد والتزامها بإجراء عدد من الإصلاحات الإدارية والمالية اللازمة لكي يتمكن لبنان من الاستفادة من الإمكانات المتاحة في ظل الدعم الدولي المتاح اليوم ممّا يضمن البدء بتحقيق نوع من التعافي”.
ومع هذا، فقد لفت غوتيريش إلى أن “لبنان فتح حدوده ليستقبل النازحين السوريين”، مشيراً إلى أنّ “هذا الكرم اللبناني يعود إلى أعرق الحضارات”.
ورأى غوتيريش أنّ “الأزمة القائمة قيدت جهود لبنان بتحقيق التنمية المستدامة”، وأريد القول إن مهمتنا هي أساساً مهمة قائمة على التضامن ويمكن التأكيد على أن لبنان في محور سياستنا إن كان على مستوى الأمم المتحدة أو على صعيد كافة الوكالات الدولية”.
وفي الختام، أكد غوتيريش أنّ الأمم المتحدة “لن توفر جهداً لمساعدة لبنان ولا بدّ من السعي لأهداف مشتركة لإتاحة الفرص مجدداً لجميع أفراد الشعب اللبناني”.
أخبار متعلقة
عقد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، اليوم الاثنين، مؤتمر صحفي مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال اللقاء أنه لن يدخر جهدًا من أجل التوصل لحل سريع لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وقال: “آن الأوان لزعماء لبنان أن يتحدوا”.
كما أكد تضامن الأمم المتحدة مع اللبنانيين، وقال: “قمت بزيارة إلى مرفأ بيروت وأعرف المعاناة وإرادة الناس لمعرفة حقيقة الانفجار”.
وأضاف “أخبرنا بري عن الانتهاكات المتكررة للمجال الجوي اللبناني وتناقشنا في ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي دعما إضافيا للجيش”. وشدد على أنه “لن ندخر جهدا من أجل التوصل لحل سريع لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ليتسنى للبنان الاستفادة من الموارد الموجودة فيه”.
وتابع قائلا: “آن الأوان لزعماء لبنان أن يتحدوا وآن الأوان للمجتمع الدولي أن يقدم مزيدا من الدعم للشعب اللبناني”.
من جهته، توجه بري بالشكر الجزيل لغوتيريش على “هذه الزيارة المثيرة والمهمة جدا، سيما على أعتاب عيد الميلاد المجيد”، لافتا إلى أن “هذه الزيارة تعبر عن حبه وتقديره وفعلا تأثيره العظيم على هذا الوضع القائم بالنسبة لموضوع الوحدة بين اللبنانين والعمل من أجل استعادة لبنان عافيته”.
وقال: “إن إسرائيل لا تريد دورا للأمم المتحدة في أي مهمة تتعلق بجنوب لبنان خاصة بما يتعلق بموضوع الحدود البحرية، ونحن تكلمنا مع غوتيريش حول أن تكون المفاوضات بعهدة الأمم المتحدة وبمشاركة الأمريكيين ومع ذلك حتى الآن لا زال هناك ممطالة بهذا الموضوع”.
وشدد على أن “أهلنا في الجنوب هم والجيش واليونيفيل يدا واحدة في سبيل تحقيق الأمن بالمنطقة وأي خلل أمني يحصل في الجنوب هو من مسؤولية إسرائيل لا من مسؤوليتنا”.