الرئيس الموريتاني يزور الجزائر الأسبوع المقبل
قالت تقارير إعلامية موريتانية متطابقة، إن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، سيقوم بزيارة دولة الجزائر مطلع الأسبوع المقبل، تدوم لمدة يومين، إذ تأتي الزيارة تأكيدا على الحسن المسجل في العلاقات بين البلدين.
وذكرت المصادر ذاتها، أن الرئيس الموريتاني، أرجأ هذه الزيارة عدة مرات، منذ شهر سبتمبر المنصرم، وهو الشهر الذي زار فيه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، نواكشوط وحظي باستقبال من قبل الرئيس الموريتاني.
وتعتبر زيارة محمد ولد الغزواني إلى الجزائر، الأولى من نوعها لرئيس موريتاني منذ عشر سنوات، بعد تلك التي قام بها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز في ديسمبر 2011، وهي تأتي تتويجا لزيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين.
فقد زار وزير الشؤون الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد الجزائر في فبراير 2020، ثم زيارة وزير الشؤون الخارجية الجزائري السابق، صبري بوقدوم، إلى نواكشوط في 10 مارس 2020، تلتها زيارة أخرى لوفد جزائري إلى نواكشوط، ضم أربعة وزراء جزائريين دفعة واحدة، وهم وزراء الشؤون الخارجية والمالية والتجارة والصحة، إضافة إلى المدير العام للوكالة الجزائرية للتعاون الدولي السابق في جوان 2020.
أما آخر زيارة لمسؤول جزائري إلى موريتانيا فكانت في سبتمبر المنصرم، ممثلا في وزير الخارجية الحالي، وكان عنوانها “تطوير وتنمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين التي تدفعها إلى الأمام قناعات راسخة لدى القيادتين، أن الشعبين الجزائري والموريتاني يتقاسمان مصيرا واحدا وعليهما أن يبذلا قصارى جهديهما من أجل السهر على تنمية متضامنة”، كما قال لعمامرة.
وعلاوة على البعد الاقتصادي، الذي شهد تحولا نوعيا من خلال فتح معابر حدودية بين البلدين، ساهمت في الرفع من وتيرة المبادلات التجارية، فإن هناك حسابات سياسية ذات طابع إقليمي، تسعى من خلالها الجزائر إلى تعزيز علاقاتها مع دول الجوار.
فزيارة الرئيس الموريتاني تأتي بعد نحو أسبوع من زيارة الرئيس عبد المجيد تبون، إلى الجارة الشرقية تونس، ردا على زيارة سابقة للرئيس التونسي قيس سعيد إلى الجزائر في فبراير 2020، فضلا عن استقبال الجزائر لمسؤولين ليبيين، في إطار السعي لوأد الأزمة الليبية التي شكلت متاعب متعددة الأبعاد لدول الجوار.
وتتقاسم الجزائر وموريتانيا حدودا بطول 460 كلم، وباتت هذه الحدود قريبة من فضاء لتوتر جديد بين الجزائر والمغرب، المتهمة باغتيال ثلاث رعايا جزائريين كانوا بصدد القيام بمبادلات تجارية مع نظرائهم من موريتانيا قبل أسابيع، زادت من تأزيم الوضع بين البلدين اللدودين، ولاسيما منذ تطبيع نظام المخزن علاقاته مع دولة الكيان الصهيوني.
ووفق بعض المراقبين فإن التقارب الجزائري الموريتاني تعزز بشكل لافت منذ إقدام النظام المغربي على التطبيع، وهو مؤشر على أن الجزائر ستحرص على العمل من أجل إبعاد الجار الجنوبي الغربي عن أخطبوط التطبيع في المنطقة المغاربية وجعل الانزلاق المغربي معزولا، ولاسيما بعد أن أعلنت الحرب على التطبيع داخل مؤسسات الاتحاد الإفريقي.