موريتانيا تقترح وساطة لدى المغرب والجزائر لتذويب الخلافات الدبلوماسية
تُواصل “بلاد شنقيط” مبادراتها السياسية الرامية إلى رأب الصدع وتذويب الخلاف الدبلوماسي بين المغرب والجزائر، من خلال اقتراح وساطتها حيال نزاع الصحراء الذي أرخى بظلاله على وحدة البلدان المغاربية طيلة العقود الماضية.
وعاد الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى تأكيد رغبة نواكشوط في تعزيز “اللحمة المغاربية”، وهو ما قرأه بعض الخبراء على أنه رسالة غير مباشرة من أجل التوسط بين البلدين المغاربيين في ما يتعلق بالقضايا الخلافية.
وأورد الغزواني، في حوار أجراه مع مجلة “الاقتصاد والأعمال” اللبنانية، أنه “قلق من عوامل التوتر التي تظهر من حين إلى آخر”، ثم زاد: “نعبر بشكل دائم عن أن بلادنا يمكن أن تلعب دورا رئيسيا في استعادة اللحمة بين البلدان المغاربية”.
وتابع الرئيس الموريتاني: “ظلت مواقفنا تصب في هذا الاتجاه دائما”، ليردف: “لا يمكن تصور حجم الكلفة التي تدفعها شعوب المنطقة جراء عدم قيام اتحاد مغاربي قوي وفعال ومتكامل. ونحن ندرك الصعوبات التي تواجه هذا الحلم، ونأسف للعقبات التي تقف في طريقه”.
في هذا الصدد قال هشام معتضد، خبير في العلاقات الدولية مقيم بكندا، إن “الخروج الإعلامي الأخير لولد الغزواني، في ما يتعلق بتعزيز اللحمة المغاربية، يدخل في إطار الإرادة الموريتانية تفعيل وساطتها بين المغرب والجزائر، وهو ما أعربت عنه نواكشوط منذ بداية المواقف المعادية للجزائر تجاه الرباط”.
واعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية، في بيان صادر عن البيت الأبيض، أمس الخميس، أن “الجزائر هي الطرف الرئيسي في قضية نزاع الصحراء” مشيرة إلى أن “الأطراف الرئيسية للنزاع هما المغرب والجزائر”، معربة عن ارتياحها بتعيين ستافان دي ميستورا التي وصفته بـ”أكثر الديبلوماسيين الدوليين ذوي التجربة الكبيرة” لإيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء.