المحكمة الاتحادية العليا في العراق تصادق على نتائج الانتخابات البرلمانية
تستعد المحكمة الاتحادية العليا في العراق، اليوم الاثنين، لإعلان المصادقة النهائية على نتائج الإنتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في البلاد في العاشر من أكتوبر الماضي.
وكانت قد نظرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق خلال ثلاث جلسات شكوى تقدمت بها قوى تحالف الفتح بزعامة هادي العامري للطعن بنتائج الإنتخابات البرلمانية بعد أن أظهرت النتائج خسارة هذا التحالف بالانتخابات التي جرت في العراق في العاشر من أكتوبر الماضي.
وكانت المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات في العراق قد أعلنت نهاية الشهر الماضي النتائج النهائية للإنتخابات وأظهرت تقدم الكتلة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر بـ73 مقعدا وحل تحالف تقدم بزعامة محمد الحلبوسي ثانيا بـ37 مقعدا وتحالف دولة القانون بزعامة نوري المالكي ثالثا بـ 33 مقعدا والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني بـ 31 مقعدا، فيما حصل تحالفات كل من الفتح وعزم وتحالف كردستان على 17 مقعدا.
ومن المنتظر أن يدعو الرئيس العراقي برهم صالح البرلمان العراقي الجديد الذي يضم 329 نائبا إلى الإنعقاد في غضون 15 يوما بعد إعلان المصادقة النهائية على النتائج من قبل المحكمة الاتحادية العليا لتبدأ بعد ذلك العملية السياسية في العراق للسنوات الأربع المقبلة.
أخبار متعلقة بالانتخابات العراقية
العراق.. الكاظمي: الانتخابات البرلمانية أجريت بأعلى درجات الشفافية
قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الخميس، إن الانتخابات البرلمانية أجريت بأعلى درجات الشفافية.
وقدم رئيس الوزراء العراقي التهنئة للفائزين ولجميع المشاركين في العملية الانتخابية، مؤكدا أن “هذه الانتخابات لا يوجد فيها خاسر والجميع رابح، لأن التنافس فيها كان من أجل خدمة العراق”.
وشدد الكاظمي، في كلمة له خلال جلسة مجلس الوزراء، على “ضرورة التصالح مع أنفسنا، ومع المجتمع، ونفتح صفحة جديدة في حياتنا السياسية والاجتماعية”، داعياً من له طعن أن يقدمه ويتّبع السياقات والأطر القانونية المعتمدة، وفق وكالة الأنباء العراقية “واع”.
كما دعا الكاظمي المفوضية والسلطة القضائية إلى إحقاق حقوق الجميع وبشكل متساوٍ، مبيناً أن لكل كيان أو شخصية الحق في تقديم الطعون، وعلى المفوضية متابعة الطعون بكل جدية، محذراً من أي محاولة خروج عن السياقات القانونية في التعامل مع نتائج الانتخابات.
وذكر رئيس الوزراء العراقي قائلا: “لقد أوفينا بوعدنا بإجراء الانتخابات في موعدها من دون تسجيل أي خروقات أمنية وقانونية”، لافتاً إلى أن هذه أول مرة يتم فيها إجراء الانتخابات من دون فرض حظر تجول، ومن دون أن يشارك رئيس الحكومة فيها مرشحاً.
كذلك أوضح الكاظمي: “لم نشارك في الانتخابات لنعطي لها نزاهة ومصداقية وثقة، ونبعدها عن أي ضغط سياسي محتمل”، مشيراً إلى أن الانتخابات تشكل صلب العملية الديمقراطية وروحها. وأضاف أن الشعب العراقي أثبت بتفاعله مع العرس الانتخابي بأنه شعب حريص على مستقبله، ويرفض العودة إلى الوراء، ويسعى لبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
وأضاف: “علينا كشعب وقوى سياسية وحكومة أن نتكاتف ونتعاون ونترجم الانتخابات ونتائجها بصورة عملية وبالعمل الجاد، بعيداً عن الوعود والشعارات، لتصحيح الأخطاء بالتعلم من تجاربنا والتخطيط لمستقبل يليق بشعبنا”. ولفت إلى أنه “علينا أن نتمسك بقيمنا وأخلاقنا وبمنطق الدولة وسيادتها، ونتعاون في تعزيز حضورها”.
كما قال الكاظمي أن الانتخابات التي أجريت بأعلى درجات النزاهة والشفافية، بعيداً عن أي تدخل أو ضغط حكومي، عززت ثقة المجتمع الدولي ومختلف الدول بالعراق، مطالبا “الفائزين بالاستعداد للقيام بمهامهم بكامل طاقاتهم، وأن يتسم عملهم بالجدية وحسن النية”.
وفي ذات السياق، أشار إلى أن التحديات المقبلة كثيرة، وعلى رأسها التحدي الاقتصادي، مؤكداً: “بدأنا بالعمل ونتطلع لاستكمال هذه الجهود من الحكومة المقبلة، وبالتعاون والتكاتف والعمل الجاد نستطيع اجتياز جميع التحديات”.
جاءت تصريحات الكاظمي في وقت تستمر انتقادات الأحزاب والفصائل الموالية لإيران للانتخابات النيابية التي جرت الأحد الماضي في العراق.
رائد العزاوي: الانتخابات البرلمانية العراقية مرحلة مفصلية وستؤسس لمائة سنة في العراق
قال الدكتور رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية، ورئيس موقع الأمصار للدراسات السياسية والاقتصادية، إن اليوم هو يوم الوفاء لدماء شهداء تشرين وللضحايا والمصابين، وللتأكيد على نهج الدولة العراقية وحكومة الكاظمي، التي قالت بشكل واضح أنها ستحمي الانتخابات وستجرى في موعدها بناءً على رغبة الملايين من العراقيين.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، في حديثه لقناة الحدث: نراقب الانتخابات منذ ضباح اليوم، وهي طبيعية جدًا، كما يحدث في أي انتخابات في العالم، والسؤال المهم، هو كيف يمكن أن تفضي هذه الانتخابات إلى غد مشرق وجيد للعراق؟”.
وأكد العزاوي، أنه ضد تصويت القوات المسلحة قائلًا: “أي جيوش في العالم لا أرغب أن تكون مشاركة في العملية الانتخابية، لأنه موظف حكومة وهو جزء منها وبالتالي لا يمكن أن يصوت”.
وتابع: حتى نؤسس لديمقراطية حقيقية يجب أن نبعد السلاح، أيًا كان هذا السلاح، سواء سلاح الدولة أو حتى السلاح الآخر، ويجب أن نؤمن أن السلاح خارج ديمقراطية الدول.
وأشار العزاوي، إلى أن القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية، وأجهزة المخابرات، والأجهزة الخاصة، حمت ثورة تشرين، وهذا ما نراه اليوم، من حماية صناديق الانتخابات.
وأكد العزاوي: اليوم نحن أمام مرحلة مفصلية في علاقة العراق مع محيطه العربي والدولي، مشيرًا إلى أن كل أنظار العالم وكل وسائل الإعلام العالمية، مهتمين جدًا بالانتخابات العراقية؛ فالعراق نقطة ارتكاز في المنطقة، ومهم أن يعود مقتدرًا وسيدًا لقرار نفسه.
وعن مدى تقبل الأحزاب العراقية والمرشحون للنتائج، قال أستاذ العلاقات الدولية، إن هذه الانتخابات مفصلية، وستؤسس لمائة سنة في العراق، وستعود هذه الأحزاب مرة أخرى ولكن ليس بحجمها وقوتها.
وعن حديث البعض بأنهم سيحصلون على المركز الأول أو الثاني في الانتخابات، أوضح العزاوي، أنه لا يمكن لأي ذكي في العالم أن يتحدث في نتائج الانتخابات قبل ظهورها.
واختتم قائلًا: سيفاجئ الجميع بهزيمة الأحزاب التي التحفت بالطائفية والعرقية والمذهبية، وستهزم شر هزيمة في هذه الانتخابات وسيفاجئ الجميع بحجمهم الحقيقي.