مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

المحلل السياسي: تركيا تحتاج إلى التهدئة بمنطقة الشرق الأوسط

نشر
الأمصار

قال عمرو الديب، المحلل السياسي، والمحاضر بمعهد العلاقات الدولية بجامعة نيجني نوفغورد الروسية، إن تركيا تحتاج إلى التهدئة في منطقة الشرق الأوسط بسبب دخولها حاليًا في مواجهة صامتة مع الاتحاد الروسي بسبب تحركاتها في جنوب القوقاز وآسيا الوسطى وكذلك بسبب مساعدتها العسكرية الأخيرة لأوكرانيا خصوصا امداد أوكرانيا بطائرات بدون طيار.

وأضاف الديب، أن هذه التهدئة مرتبطة بالوضع الاقتصادي التركي الحالي، وعملية المواجهة مع دول مثل الإمارات العربية والسعودية ومصر وإسرائيل لن يعود عليها بالنفع حاليًا، ولكن لا ننسى هنا أن تركيا تتحرك بشكل تكتيكي لا استراتيجي مع تعاطيها مع دول الشرق الأوسط فهذه التهدئة يبدو أنها مؤقتة ونقصد بمؤقتة هنا بسنوات قليلة قادمة وليس شهور.

وقال إنه بالنسبة لدولة الإمارات بمصالحتها مع تركيا في الوقت الحالي، كما قلت مرتبطة بانخراطها في الملف السوري وهذا الانخراط يتطلب التواصل مع الجميع، وأهم لاعب في الملف السوري بجانب روسيا وإيران هي تركيا، فالتصالح الإماراتي بشكل عام مع تركيا لا يخص دولة الإمارات بشكل خاص وإنما يخص أصدقاء الإمارات الحاليين- روسيا ومصر ففشل صيغة أستانا يعطي أهمية كبيرة لأي تواصل إماراتي تركي.

وتابع: “أما على مستوى التدخل التركي في شئون دول المنطقة فبلا شك مؤقتًا سيتوقف، وهذا التوقف سيكون في صالح جهود الإمارات المتحدة داخل هذه الدول، مما سيقلل من النفقات والموارد التي تُبذل في سبيل إيقاف التحركات التركية الهدامة داخل دول المنطقة”.

وأوضح أن هذا الأمر ينطبق على السياسة السعودية والمصرية مع تركيا، وجدير بالذكر أن الاتصالات التركية لم تُحصر مع هذه الدول الثلاث بل مع إسرائيل أيضًا، أي أننا أمام تحرك واضح من جانب تركيا هذه تهدئة الجبهة الشرق أوسطية من أجل الوضع الاقتصادي ومن أجل الجبهة القوقازية الآسيوية.

وفي سياق أخر، شرع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الفترة الأخيرة في برنامج لإعادة العلاقات مع عدد من الدول في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وقد عزلت تركيا نفسها في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، كما يقول كريستيان براكيل، مدير مكتب اسطنبول لمؤسسة هاينريش بول الألمانية.

ويبدو أن الرئيس التركي قد أدرك أنه بحاجة إلى إصلاح العلاقات المقطوعة، مع عدد من الدول وعلى رأسها مصر والإمارات والسعودية.

واتخذ أردوغان خطوات نحو إصلاح العلاقات مع إسرائيل ومصر في الأسابيع الأخيرة، على الرغم من أن رحلة إلى أي من هذين البلدين لا تزال غير مطروحة على الطاولة في الوقت الحالي.

وقد تزامن الحوار التركي الإماراتي مع فترة تقارب عام في الشرق الأوسط، حسبما كتبت في تعليقها صحيفة ديلي صباح التركية المقربة من الحكومة.

انهيار الليرة

تركيا
تركيا

إن ما شهدته العملة التركية الليرة خلال الفترة الأخيرة أدى بالضرورة إلى وضع أردوغان في موقف سيئ أمام بلاده، وهو الذي يدعي أنه صاحب النهضة الاقتصادية في تركيا.

وقد يسعى أردوغان إلى إصلاح العلاقات مع عدد من الدول في الشرق الأوسط من أجل إنقاذ العملة وعقد اتفاقيات اقتصادية مع عدد من الدول وعلى رأسها الإمارات.

ورغم تدخلات البنك المركزي، تراجع سعر صرف العملة التركية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.

وقد اقترب سعر الدولار من خمس عشرة ليرة تركية، ما دفع البنك المركزي التركي للتدخل ببيع العملات الأجنبية في الأسواق، في محاولة للحد من تدهور سعر العملة الوطنية. تراجع بدأ بعد خفض البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي بأربع نقاط مئوية منذ سبتمبر رغم ارتفاع التضخم.