رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإفراج الحكومة الإثيوبية، عن معتقلين بينهم شخصيات معارضة بارزة، داعيا إلى “الاستفادة من هذا الإجراء الهام لبناء الثقة” ووقف الأعمال العدائية.
وشدد غوتيريش في بيان صحفي، يوم الجمعة، على ضرورة الشروع في “وقف دائم لإطلاق النار” وبدء “مسار حوار وطني ومصالحة شاملة وذات مصداقية”.
كما أكد أنه يتوقع “تحسنا كبيرا في وصول المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق المتضررة نتيجة النزاع المستمر منذ عام”، مشيرا إلى محادثة أجراها مؤخرا مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في هذا الصدد.
واشتكت الأمم المتحدة مرارا في الأشهر الأخيرة من الحصار المفروض على منطقة تيغراي، ما منع وصول المساعدات الإنسانية إلى سكانها البالغ عددهم 6 ملايين نسمة.
وحملت “جبهة تحرير تيغراي” التي حكمت إثيوبيا لنحو ثلاثة عقود، السلاح منذ أن أرسل رئيس الوزراء الجيش الفيدرالي إلى تيغراي في نوفمبر 2020 بعد أن اتهمها بمهاجمة قواعد للجيش
أصدرت السلطات الإثيوبية، الجمعة، قرارا بإطلاق سراح سجناء معارضين في إطار مصالحة وطنية دعا إليها في وقت سابق رئيس الوزراء آبي أحمد.
ومن أبرز المعارضين المقرر إطلاق سراحهم جوهر محمد، الناشط السياسي الأورومي ومؤسس جبهة تحرير تجراي “سبحت نغا” المعروف بـ”أبوي سبحت”.
كما تقرر إطلاق سراح آخرين من قيادات جبهة تحرير تجراي كان قد تم اعتقالهم خلال دخول قوات الجيش الإثيوبي إقليم تجراي العام الماضي.
وقال مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي، في بيان له اليوم، إن “إثيوبيا ستقدم أي تضحيات تتطلبها من أجل الوحدة الوطنية الدائمة للبلاد”.
وأطلق الفنان الإثيوبي “حسين علي” حسين برحلي، أغنية نضالية لقوات جبهة عفر و تيجراي ضد النظام الفييدرالي في إثيوبيا باللغتيين التغرنجا و العفرية، وذلك رفع الروح المعنوية لمقاتلي الجبهتين، بحسب ما نشرت وسائل إعلام تجرينية.
وتعتبر عرقية العفر أكثر من ساعد أبي أحمد في الحرب الأخيرة، فيما كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش باحتجاز غير قانوني لآلاف الإثيوبيين المتحدرين من منطقة تيجراي التي تشهد حرب وتعرضهم لتجاوزات عند عودتهم إلى إثيوبيا بعد ترحيلهم من السعودية.
وقالت في تقرير، إنها أجرت مقابلات مع تيجرانيين في إثيوبيا تم ترحيلهم من السعودية بين ديسمبر 2020 وسبتمبر 2021، الفترة التي أبعدت خلالها المملكة آلاف المهاجرين إلى إثيوبيا بموجب اتفاق بين البلدين.
وأكدت المنظمة أن تيجيرانيين عزلوا واحتجزوا عند وصولهم ومنع آخرون من العودة إلى تيجراي بعد التعرف عليهم أثناء عمليات تدقيق في الهويات على الطرق أو في المطارات، ثم نقلوا إلى مراكز احتجاز.
وقالت ناديا هاردمان الباحثة في حقوق اللاجئين والمهاجرين من إثيوبيا في المنظمة: “إن السلطات الإثيوبية تضطهد التيجراي الذين تم ترحيلهم من السعودية عبر احتجازهم بشكل غير قانوني وعبر تنفيذ عمليات اختفاء قسري”.
السلطات في إثيوبيا تضطهد التيجراي الذين تم ترحيلهم
وروى عدد من المحتجزين من التيجرانيين في إثيوبيا أنهم تعرضوا لأعمال عنف، بينما قال آخرون إنهم اتهموا بالتواطؤ مع جبهة تحرير شعب تيجراي الحزب الحاكم في المنطقة قبل الحرب الذي يعتبر اليوم مجموعة إرهابية.
ومنع كثيرون منهم من الاتصال بأسرهم ويخشون أن تكون عائلاتهم تعتقد أنهم ما زالوا في السعودية.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن “احتجاز السلطات الإثيوبية لآلاف التيجرانيين الذين طردتهم السعودية من دون إبلاغ عائلاتهم باعتقالهم أو موقعهم يعادل الاختفاء القسري، الذي يشكل أيضا انتهاكا للقوانين الدولية”.
وتحدثت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان، الهيئة العامة المستقلة، عن اعتقالات واسعة النطاق لتيجرانيين.