علي الطواب يكتب: بدايات سياسية مبشرة لعراق عربي اشتقنا إليه
تلقيت بترحاب شديد تصريحات زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر أنه “لا مكان للميليشيات في العراق، والكل سيدعم الجيش والشرطة والقوات الأمنية” مشددا على “ضرورة تشكيل حكومة أغلبية، لا مكان فيها للطائفية والعرقية”.
وأضاف أن عراق اليوم لا مكان فيه للطائفية ولا مكان فيه للعرقية، بل حكومة أغلبية وطنية، يدافع الشيعي فيها عن حقوق الأقليات والسنة والكرد، وسيدافع الكردي فيها عن حقوق الأقليات والسنة والشيعة، وسيدافع السني كذلك عن حقوق الأقليات والشيعة والكرد”.
سياسيا تري اخي القارئ أن هذا بمثابة تأصيل لواقع جديد يستعيد فيه العراق الجريح مآثره السياسية والتاريخية والعسكرية التي سلبت منه لصالح قوي إقليمية أخري تتوهم أنها قادرة وتتاجر بملفها النووي كالمرتزقة في ساحات النزال تارة مهددة الخليج وتارة اليمن واخري لبنان وبالطبع العراق له هو كنزه الثمين ساحة مجانية لتصفية حسابات تاريخية قديمة منذ استشهاد رمز عسكري عربي كبير وهو الرئيس السابق صدام حسين الذي ظل حجر عثرة وحيدا في الميدان مواجها إيران وللأسف الشديد وظفت كل الموبقات السياسية بحقه وليس المقام متسعا لسرد ذلك.
ولكن المشهد السياسي والبرلماني في العراق بحاجة ماسة لدعم عربي خليجي ودعم مصري ولعل زيارة السيسي لحاضرة الرشيد كانت بمثابة ميلاد جديد فالعراق يدخل عصر الربط الكهربائي ومن قبله الاتفاق الاقتصادي البترولي مع مصر ومن ثم التقاط الأنفاس وفرصة لترتيب الاوراق لأنه بلد عربي يمتلك جينات القوة والحضارة ولا يخشي عليه من ويلات الزمن وسوف ينهض ولو بعد حين.
واظن أن هناك اتجاهات عربية اتفقت عليه عواصم مهمة ومنها القاهرة وأبوظبي والرياض أن هدوء المنطقة يتطلب توافقا في الرأي أو تبني موقف معين وتأجيل كل محطات الخلاف حتي تستعيد كل الأطراف قوتها وبعد اذن لكل حادث حديث فخطر التنظيمات الإرهابية لا يزال موجودا وان هدأت نيرانه إلا أنها لم تنطفأ وبالتالي الأمر يحتاج الي صلابة وهو الأمر ذاته الذي دفع هؤلاء الي محاولة اغتيال الكاظمي في بغداد وباءت المحاولة بالفشل وكان هذا من رحمة رب العباد بالعراق وشعبه.
انها فرصة مهمة ومنحة سياسية قوية لالتقاط الخيط الوطني العراقي صحيح أنه رفيع لكنه سيقوي مع مرور الوقت واختمار الفكرة سياسيا وشعبيا ودعمها عربية وتلبية احتياجات العراق العربي من دول جواره فورا، وان نعم العراق واستراح سينعم الجميع والعكس صحيح.
وهنا يحضرني مشهد مرت عليه سنوات كثيرة
حينما وجدت شبابا يحضرون أنفسهم للسفر الي العراق فقلت لهم وأنا ابن العشرة أعوام الي اين انت ذاهبون فردوا رد الواثق اننا الي بغداد ذاهبون نعمل في إجازة صيغ الجامعات والمعاهد العليا ونعود في بداية الدراسة
كانوا يتحدثون عن سفرية سريعة كأنها الاقصر أو القاهرة أو الإسكندرية هنا كانت الدلالة الذهاب الي بلد الأهل والأصدقاء والاحباب في فرصة عربية كريمة لا غل فيها ولا حقد بل كانت مليئة بالكرم والجود العراقي
الله أسال أن يحفظ حاضرة الرشيد من كل مكروه وسوء
وأن تفوت الفرصة لإفساد اي تقدم ملموس بين أطياف البلد العربي الواحد واختفاء النعرات الطائفية والعرقية والعشائرية.. اللهم آمين يا رب العالمين