يحل غدًا الأحد، العيد الوطني في جيبوتي في 27 حزيران / يونيو، وهو ذكرى إعلان جيبوتي استقلالها عن فرنسا في عام 1977، و يسمى العيد الوطني أيضًا “يوم الاستقلال” في جيبوتي.
حيث دخل الفرنسيون لأول مرة ما يعرف الآن بجيبوتي في عام 1862، وبحلول عام 1894 استولوا على كامل الإقليم وجعلوه مستعمرة “أرض الصومال الفرنسية”. في عام 1960، حصلت المستعمرات المجاورة لأرض الصومال البريطانية والإيطالية على الاستقلال والوحدة لتشكيل الصومال الحديث لكن جيبوتي اختارت البقاء مع فرنسا .
في عام 1967، صوتت جيبوتي مرة أخرى للبقاء تحت حكم فرنسا، ولكن هذه المرة مع مزيد من الحكم الذاتي الداخلي.
أخيرًا وفي عام 1977، صوت الشعب بأغلبية ساحقة من أجل الاستقلال الكامل ولكن ليس للاتحاد مع الصومال.
في اليوم الوطني تشاهد واجهات المتاجر مزينة بعلم جيبوتي المرسوم، كما تقام أحداث احتفالية في جميع أنحاء البلاد.
ومع بداية الاحتفالات تلقى رئيس الجمهورية، إسماعيل عمر جيله، برقية تهنئة من عدد من ملوك ورؤساء الدول العربية ، بمناسبة حلول الذكرى الـ 44 للاستقلال المجيد، كما استقبل السفير محمد ظهر حرسي، سفير جيبوتي بالقاهرة المندوب الدائم لجيبوتي بجامعة الدول العربية، الأربعاء الماضي، لتقديم التهنئة لرئيس الجمهورية، والشعب جيبوتي بمناسبة العيد الوطني لاستقلال جمهورية جيبوتي.
وكان قد شهدت جمهورية جيبوتي الشهر الماضي، زيارة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعقد قمة مشتركة مع الرئيس عمر جيلة، لبحث ملفات التعاون الأمنية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين.
وكان قد وصفت الرئاسة المصريةهذه الزيارة بالتاريخية بـ”التاريخية”، فضلا عن كونها الأولى من نوعها لرئيس مصري يطرق أبواب جمهورية جيبوتي.
ويرى خبراء في شؤون الأمن القومي، ودبلوماسيون مصريون، أن جيبوتي “دولة لها أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لمصر، خصوصا مع إشرافها على حركة الملاحة البحرية من مضيق باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر في اتجاه قناة السويس، فضلا عن أهميتها كأحد دول القرن الإفريقي وشرق إفريقيا، وهو أمر وثيق الصلة بملف سد النهضة الإثيوبي”.
وكان قد أكد الرئيس المصري خلال المباحثات، على ضرورة وجود آفاق واسعة لتطوير التعاون الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، وتعزيز التعاون في مجالات مكافحة الفكر المتطرف، والبنية التحتية والطاقة والصحة والطيران وربط الموانئ والتعليم والثقافة، فضلا عن التعاون في دعم المؤسسات الأمنية والعسكرية الجيبوتية.
ويشير نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، إلى أن زيارة السيسي لجيبوتي تأتي في ظل تطورات متعددة في الصومال واليمن وإثيوبيا والسودان، لافتا إلى “أهمية جيبوتي للأمن القومي في منطقة الخليج العربي، وأن هذا ما تحرص عليه مصر وتدعمه باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري”.
ويضيف: “جيبوتي لها أهمية استراتيجية أخرى، تتمثل في أن 80 بالمئة من التجارة الإثيوبية تمر عبرها، لأن إثيوبيا دولة مغلقة لا يوجد لها منافذ على البحر، كما ستلعب دورا مهما في (منطقة التجارة الحرة القارية)، التي يسعى السيسي لتفعيلها”.
جيبوتي هي دولة عربية في منطقة القرن الإفريقي وهي عضو في جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي.
تقع على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب، وتحدها إريتريا من الشمال وإثيوبيا من الغرب والجنوب والصومال من الجنوب الشرقي فيما تطل شرقًا على البحر الأحمر وخليج عدن.
وعلى الجانب المقابل لها عبر البحر الأحمر في شبه الجزيرة العربية اليمن التي تبعد سواحلها نحو 20 كيلومترًا عن جيبوتي.
تقدر مساحة جيبوتي بنحو 23.200 كيلومتر مربع فقط، فيما يقدر عدد سكانها بنحو 1,000,000 نسمة، وعاصمتها مدينة جيبوتي. ويعيش نحو خمس سكان البلد تقريبًا تحت الخط العالمي للفقر بنحو 1.25 دولار يوميًا. وكانت تسمى بلاد الصومال الفرنسي.