السودان: لجان المقاومة الشعبية تتحفظ على مبادرة حوارية بقيادة الأمم المتحدة
تحفظت لجان المقاومة في السودان على مبادرة الأمم المتحدة الساعية إلى إيجاد حلّ للأزمة السياسية في البلاد.
وقال متحدث باسم اللجان لبي بي سي نيوز عربي، إن أي مبادرة لا تشمل خروج الجيش من السلطة غير مرحب بها.
لا توجد حتى الآن قيادة موحدة للجان المقاومة التي تنظم الاحتجاجات الشعبية المناوئة للانقلاب العسكري، ولكنها تجمع على المطالبة بحكم مدني من دون شراكة مع العسكر.
ومع ذلك، يرى البعض أن فرص نجاح المبادرة الأممية قد تكون كبيرة، في ظل ترحيب أحزاب سياسية بها.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس أعلن في مؤتمر صحافي الاثنين عن عزم الأمم المتحدة على إطلاق حوار بين الأطراف السودانية لحلّ الأزمة في البلاد، وذلك على وقع استمرار التظاهرات في الخرطوم وعدد من المدن السودانية.
وتنظم أمهات الذين قتلوا خلال الاحتجاجات مسيرة الثلاثاء في أم درمان للمطالبة بالعدالة.
وبحسب لجنة الأطباء السودانيين قتل 62 شخصاً من بينهم أطفال، أثناء مشاركتهم في الاحتجاجات حتى الآن.
وتشهد البلاد حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني منذ الانقلاب الذي بدأ في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفي ظلّ استمرار المظاهرات المناهضة له والمطالبة بالحكم المدني.
وقال بيرتس إنه سيبدأ مشاورات منفردة مع كل الفاعلين السياسيين. وأوضح أنه سيستمع إلى مواقف الأطراف السياسية حول كيفية التوصل إلى حد أدنى من التوافق، مشيراً إلى ضرورة إعادة الثقة بين كافة المكونات بما فيها المؤسسة العسكرية.
وطالب بيرتس بضرورة تهيئة الأجواء السياسية عبر وقف قتل المتظاهرين وتقديم المتورطين للعدالة حتى تنجح المشاورات.
يأتي إعلان بيرتس قبل جلسة من المقرّر عقدها الأربعاء لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في السودان.
وقد تباينت ردود فعل القوى السياسية والنقابات المهنية ما بين مؤيد ورافض للمشاورات السياسية التي أعلنت عنها الأمم المتحدة ووجدت تأييداً كبيراً من دول عربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.