مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

هل ستحمل زيارة قائد فيلق القدس الإيراني إلى بغداد رسالة للمحور الأميركي بضرورة تثبيت الميليشيات الولائية؟

نشر
الأمصار

بقلم : مصطفى النعيمي – سوريا

أفادت مصادر إعلامية متطابقة بأن قائد فيلق القدس الإيراني “إسماعيل قاءاني” قد وصل إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة خاصة تهدف إلى الوقوف على تصعيد حكومة الكاظمي ضد الأذرع الولائية العاملة ضمن صفوف هيئة الحشد الشعبي العراقي.

وتأتي تلك الزيارة بالتزامن مع تصعيد حكومة الكاظمي ضد الأذرع الولائية ضد الحكومة العراقية ومؤسسات الدولة وما رافقها من عمليات عسكرية استهدفت من خلالها مصالح الولايات المتحدة في العراق، سواء على صعيد الممثليات الدبلوماسية في المنطقة الخضراء أو حتى على صعيد القواعد العسكرية التي تتواجد فيها قوات التحالف الدولي ومن أبرزها “المنطقة الخضراء ومطار أربيل وقاعدة عين الأسد الجوية”.

أرى أن زيارة قاءاني إلى بغداد تحمل في طياتها رسالة مبطنة إلى محور الحكومة العراقية والمدعوم من الولايات المتحدة بأن تعيد حساباتها في اتخاذ قراراتها بشأن الأذرع الولائية السياسية والعسكرية في العراق وبأن إيران ستبقى تدفع بعجلة دعمها العسكري والسياسي لممثليها في بغداد.

ردت الميليشيات الولائية على تعنت الحكومة العراقية بعدم افراجها الفوري والغير مشروط عن قائد عملياتها في قطاع الأنبار “قاسم الخفاجي”، وعمدت على نشر أسماء الضباط العاملين في جهاز الاستخبارات وقالت بأنها ستقوم بتصفيتهم في رسالة واضحة للكاظمي.

وفي 7 حزيران قامت الأذرع بتنفيذ عملية اغتيال ضابط الاستخبارات العراقية “نبراس أبو علي” والذي يشغل منصب معاون مدير المراقبة في جهاز الاستخبارات العراقي الذي أسسه رئيس الوزراء الحالي “مصطفى الكاظمي” في رسالة واضحة للكاظمي بضرورة الامتثال إلى مطالب الأذرع الولائية.

وفي نهاية المطاف ونتيجة للضغط المتزايد على حكومة الكاظمي على الصعيدين السياسي والعسكري، امتثلت الحكومة لمطالب الأذرع الإيرانية وذلك عبر إفراجها عن قائد عمليات الأنبار في هيئة الحشد الشعبي “قاسم مصلح الخفاجي” المتهم بقتل المتظاهرين السلميين، إضافة إلى ملفات فساد مالي.

وانتقل مشهد الصراع الخفي إلى العلني وذلك من خلال التصعيد الكبير ما بين الأذرع الولائية وحكومة الكاظمي المتمثلة برغبتها بعودة فرض سلطة الدولة ونزع السلاح المنفلت ومطالب الأذرع التمسك بسلاحها خارج نطاق سيطرة الدولة العراقية في مشهد كرس في لبنان عبر ميليشيا حزب الله اللبناني وأنصار الله اليمنية، وتكون الميليشيا قد حققت الهدف الأكبر في عملية استدامة الصراع داخل الدول العربية التي تشهد توترات أمنية وتدخل سافر للأذرع الإيرانية في القرارات السياسية والعسكرية، وفرض هيمنتها بالقوة من خلال تمرير مشروع ولاية الفقيه ونقل مشروع الثورة الإيرانية إلى داخل العمق العربي في المرحلة الأولى ومن ثم الانتقال للعمل ضمن المسرح لمهاجمة المصالح الأمريكية والدولية وقطع خطوط الملاحة البحرية.

وأمام هذا المشهد المتعدد الأقطاب تذهب الشعوب العربية ضحايا مشروع التمدد الفارسي في المنطقة العربية والذي يتخذ من التجييش المذهبي وقودا للصراعات البينية التي تمهد وتجهز مسرح العمليات لصالح التمدد الفارسي، وإغراق المنطقة العربية في الصراعات المذهبية طويلة الأمد، وهنا يبرز أهمية دور العقلاء من كافة المكونات الإثنية والعرقية المذهبية للوقوف صفا واحدا وإعلان الرفض المطلق للمشروع الفارسي الذي يتخذ من الصراع المذهبي بوابة للصراع طويل الأمد ليتفرغ لبناء إمبراطوريته.