النيابة العامة في كازاخستان تؤكد مقتل 225 شخصًا خلال الاضطرابات
أكدت النيابة العامة في كازاخستان مقتل 225 شخصًا خلال الاضطرابات التي شهدتها البلاد، على مدار الأسبوع الماضي، وذلك نقلًا عن حساب وكالة “فرانس برس” على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
وشهدت كازاخستان مظاهرات خلال الآونة الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار البترول، والذي يستخدمه الكثيرون مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، وتحولت المظاهرات لموجة من العنف مع لجوء الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في مدينة ألماتي وهى أكبر مدن كازاخستان وعاصمتها السابقة.
وبناءً على ذلك قام الرئيس الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف بحل الحكومة، ووعد ” بعودة أسعار الوقود إلى ما كانت عليه من انخفاض حفاظًا على الاستقرار “، ولكن رُغم إتخاذ هذه الخطوات وإعادة أسعار الوقود إلى ما كانت عليه، إلا أن المتظاهرين لم يغادروا الشوارع، فلا تزال الأوضاع في كازاخستان مضطربة، ومن هذا المنطلق يناقش التقرير آخر التطورات التي وصل إليها الوضع في كازاخستان فيما يلي:
خطوات للتهدئة
وسرعان ما اتخذ الرئيس الكازاخي قرارات لعودة الاستقرار ولكن هذا لا يحرك جانبًا للمتظاهرين وفي هذا السياق قد أعلن في تصريحات سابقة أنه: “أظهر تحليل الوضع أن كازاخستان واجهت عملية عدوان مسلح تم تدبيره وتنسيقه جيدا من قبل المنفذين والعصابات الإرهابية الذين تلقوا تدريبات في خارج البلاد”.
مضيفًا “أفراد العصابات والإرهابيون مدربون ومنظمون جيدا للغاية وتجري قيادتهم من مركز خاص، بعضهم تحدثوا بلغات غير كازاخية، كما كانت هناك 6 موجات من هجمات الإرهابيين في ألما آتا على الأقل، وبلغ عددهم العام 20 ألف شخص”.
وقد طالب الرئيس قاسم من منظمة معاهدة الأمن الجماعي لإرسال مهمة حفظ سلام إلى كازاخستان بقيادة روسيا وقد استجابت روسيا إلى هذه الدعوة.
واستكمالًا لمحاولات التهدئة أعلنت الرئاسة الكازاخستانية: ” أن الرئيس قاسم جومارت توكايف، سيعلن عن تغييرات في كوادر الحكومة، 11 يناير بعد إقالات على خلفية الاحتجاجات الواسعة الأخيرة”.
محاولة انقلاب
فإن استمرار أعمال العنف والتخريب رُغم الاستجابة لمطالب المتظاهرين دفع الرئيس قاسم جومارت توكاييف إلى القول بأن ثمة جماعات إرهابية خارجية تحاول إفساد الاستقرار في كازاخستان حيث قال: “إن بلاده نجت من محاولة انقلاب دبرها ما سماها “مجموعة منفردة” بعد أعنف اضطرابات منذ انهيار الاتحاد السوفيتي”، وفي هذا السياق ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بـ”الإرهاب العالمي” الذي استهدف كازاخستان.
كما كانت وزارة الداخلية قد أعلنت: “أن قوات الأمن اعتقلت في المجمل 7939 شخصًا حتى 10 يناير خلال الاضطرابات التي وقعت الأسبوع الماضي”.
وأيضًا تم عودة الإنترنت إلى مدينة ألماتي بعد انقطاع دام 5 أيام، وبات تصفح المواقع الإلكترونية المحلية والأجنبية من جديد متاحًا للأفراد، وعلى هذا الضوء وخلال كلمة ألقاها رئيس كازاخستان أمام اجتماع لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة روسيا عبر رابط فيديو قال: “إنه تم استعادة النظام في كازاخستان لكن ملاحقة “الإرهابيين” مستمرة.
وأضاف “عملية “مكافحة الإرهاب” على نطاق واسع ستنتهي قريبا إلى جانب مهمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي قال إنها تضم 2030 جنديا و250 قطعة من المعدات العسكرية”، مؤكدًا أن: “كازاخستان ستقدم دليلا للمجتمع الدولي على ما حدث في القريب العاجل”.
وتابع في السياق ذاته “16 من أفراد قوات الأمن قتلوا وأن عدد المدنيين الذين لقوا حتفهم في أعمال العنف لا يزال قيد التحقيق”، مشيرًا إلى: “قوات إرهابية منظمة تضم في صفوفها متشددين ومجرمين ومخربين، استغلت الحركة الاحتجاجية على رفع أسعار المحروقات في محاولة لقلب السلطة، وأكد “نجحنا في استعادة السيطرة على الوضع”.
واستكمل حديثه ” نحو 1300 مؤسسة تعرّضت لأضرار، مشيرا خصوصا إلى هجمات استهدفت “100 مؤسسة بين مراكز تجارية ومصارف، وأن 500 سيارة تابعة للشرطة أحرقت”، مشيرا إلى أن “الخسائر الاقتصادية التي لحقت بالدولة يمكن أن تصل إلى ملياري أو 3 مليارات دولار”، مشيرا إلى سقوط “ضحايا في صفوف قوات الأمن والمدنيين”.
أوضح كم خلال بيان آخر صادر عن مكتب الرئاسة: ” أن قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي ستبقى في كازاخستان حتى يستقر الوضع تمامًا”، مشيرًا إلى “تم نشر قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي وفقًا للمادتين 2 و4 من معاهدة الأمن الجماعي لمنظمة «معاهدة الأمن الجماعي» وستبقى في كازاخستان حتى يستقر الوضع تمامًا”.
مضيفًا في ذات السياق: “عمل عدواني منظم وجيد الإعداد حصل ضد كازاخستان بمشاركة مقاتلين أجانب، وخاصة من دول آسيا الوسطى، بما في ذلك أفغانستان، وكان هناك أيضًا مقاتلون من الشرق الأوسط، وأن الفكرة من هذا العدوان إقامة منطقة من الفوضى الخاضعة للسيطرة على أراضينا مع الاستيلاء على السلطة لاحقًا لذلك، تم إطلاق عملية مكافحة الإرهاب في كازاخستان”.
بعد إقالة الحكومة الكازاخية ورئيسها فى 5 يناير بعد الاضطرابات فى البلاد، تم تعيين إسماعيلوف آنذاك رئيسا للحكومة بالوكالة. إذ كان يشغل منصب النائب الأول لرئيس الحكومة السابقة.
أعلن رئيس كازاخستان، عن انتهاء مهام قوات حفظ السلام بنجاح، وأن انسحابها من بلاده سيبدأ فى غضون يومين.