كأس الأمم الإفريقية.. الجزائر لا بديل عن الفوز أمام كوت ديفوار
بظهوره الصادم في بطولة كأس الأمم الإفريقية في الكاميرون، يتمسك منتخب الجزائر بـالفرصة الأخيرة لمواصلة حملة دفاعه عن اللقب، عندما يصطدم بكوت ديفوار، في ختام مباريات المنتخبين في المجموعة الخامسة من مرحلة المجموعات، التي تشهد لقاء آخر بين غينيا الاستوائية وسيراليون.
وتبدو الحسابات معقدة بعض الشيء في تلك المجموعة، مع امتلاك المنتخبات الأربعة كامل الحظوظ في التأهل للأدوار الإقصائية للبطولة، بل إن جميعها لديه الفرصة لتصدر المجموعة بنهاية الجولة الثالثة الأخيرة.
وتتصدر كوت ديفوار الترتيب برصيد 4 نقاط، بفارق نقطة أمام أقرب ملاحقيها غينيا الاستوائية، بينما توجد سيراليون في المركز الثالث بنقطتين، ويقبع المنتخب الجزائري في المؤخرة بنقطة وحيدة.
ولم يكن أكثر المتشائمين من محبي الكرة الجزائرية يتوقع تلك البداية السيئة لمنتخب محاربو الصحراء في المجموعة، التي استهلها بتعادل باهت بدون أهداف مع منتخب سيراليون، الذي عاد للمشاركة في البطولة بعد غياب 26 عاما، وأعقبها بخسارة مباغتة صفر -1 أمام غينيا الاستوائية في الجولة الثانية.
الخسارة لتنهي سلسلة اللاهزيمة لمنتخب الجزائر، التي استمرت لمدة 35 مباراة متتالية على الصعيدين الرسمي والودي، وتحديدا منذ عام 2018، لتنهي أحلامه في مواصلة مطاردة المنتخب الإيطالي، صاحب الرقم القياسي كأكثر منتخبات العالم تجنبا للخسارة في مباريات دولية متتالية، بعدما حافظ على سجله خاليا من الهزائم في 37 لقاء متتاليا.
وبات يتعين على منتخب الجزائر الفوز على نظيره الإيفواري، إذا أراد تفادي الخروج المبكر من البطولة، حيث إن خسارته أو حتى تعادله في المباراة التي ستقام على ملعب جابوما بمدينة دوالا الكاميرونية، ستعني تكرار سيناريو نسخة البطولة عام 1992 بالسنغال، حينما ودع المسابقة من الدور الأول بعد تتويجه باللقب في النسخة السابقة التي جرت بملاعبه عام 1990.
وفي حال فوز منتخب الجزائر على كوت ديفوار، وتعادل غينيا الاستوائية مع سيراليون في اللقاء الآخر، فسوف يتساوى مع المنتخبين الإيفواري والغيني الاستوائي في رصيد 4 نقاط لكل منهم، وستودع سيراليون المنافسات باحتلالها المركز الأخير بثلاث نقاط.
وسوف تحدد المواجهات المباشرة بين منتخبات الجزائر وغينيا الاستوائية وكوت ديفوار في تلك الحالة متصدر المجموعة ووصيفه، اللذين سيتأهلان لدور الـ16، وكذلك صاحب المركز الثالث، الذي ربما يصعد أيضا للأدوار الإقصائية حال وجوده ضمن أفضل 4 ثوالث في المجموعات الست بالدور الأول.
ويمكن لمنتخب الجزائر تصدر المجموعة، وملاقاة صاحب المركز الثاني في المجموعة الرابعة بدور الـ16 للبطولة، حال فوزه على كوت ديفوار بفارق هدفين على الأقل، وانتهاء مباراة غينيا الاستوائية وسيراليون بالتعادل.
وفي حال فوز الجزائر وغينيا الاستوائية على منافسيهما، فإن المنتخب الجزائري سيكون في المركز الثاني، الذي سيلاقي متصدر المجموعة السادسة بالدور المقبل.
من جهة أخرى، قال جمال بلماضي المدير الفني للجزائر، خلال مؤتمر صحفي: “سنكون على موعد مع مباراة مصيرية، وشاقة، أمام منتخب قوي جدا، ويمتلك جودة في اللعب، ولديه سمعة كبيرة في القارة السمراء”.
وأضاف: “بلغة الأرقام نحن مطالبون بتحقق الفوز، حتى نتأهل إلى الدور القادم، ولكن هذا لن يتم إلا إذا بذلنا الكثير من الجهد، وقدمنا المزيد من التضحيات فوق أرضية الملعب، فنحن لا نواجه منتخبا صغيرا، أو فريقا ضعيفا”.
وتابع: “كنا نتمنى أن نخوض المواجهة في ظروف مغايرة، ولكن للأسف هذه هي كرة القدم، لقد أصبح الأمر شاقا بعد أن عانينا في المباراتين الماضيتين، خاصة من ناحية الفعالية أمام المرمى، ولكن لا مستحيل في كرة القدم”.
كما أكد بلماضي، أنه يثق في لاعبيه كثيرا، ويعلم جيدا أنهم قادرون على رفع التحدي، أمام منتخب كوت ديفوار، لإسعاد الشعب الجزائري.
وأضاف “لقد خضت مع المنتخب الجزائري، عدة تحديات في السابق، ومباراة كوت ديفوار، ليست الأصعب في مشواري مع المحاربين، وهذا الأمر يجعلني مؤمنا بقدرة فريقي على الفوز، والتأهل”.
وتابع: “أعلم جيدا مكمن الداء داخل المنتخب، وأنا أفعل ما في وسعي لوضع حد لكل هذا، والبداية ستكون بإنهاء مشكلة العقم الهجومي الذي لازمنا في المباراتين الماضيتين”.
وختم: “أنا هنا لأنني مؤمن بمنتخب بلادي، صحيح أن الضغط مضاعف عندما تدرب فريقك الوطني، لكنن لن أتوقف أبدا، وسأقود المنتخب لحصد المزيد من الانتصارات لإسعاد الشعب الجزائري، الذي يقدم لنا أفضل دروس الدعم والتشجيع.