عمان تعزز ريادتها في المنطقة بتوسعة مشروعات الطاقة النظيفة
تحتفل سلطنة عمان، يوم الاثنين، بافتتاح مشروع عبري 2 للطاقة الشمسية والذي تقدر تكلفته بـ155 مليون ريال عماني.
ويعد مشروع عبري للطاقة الشمسية واحدا من أكبر مشروعات الطاقة المتجددة بسلطنة عمان، ويهــدف إلى اســتغلال إمكانــات الطاقــة الشمســية الهائلــة في سلطنة عمان وتلبيــة أهـداف الطاقـة المتجـددة.
ويأتي المشروع انسجاما مع «رؤية عمان 2040» في استثمار الفرص المتاحة وحماية موارد سلطنة عمان الطبيعية، ويرعى حفل الافتتاح معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي، وزير الداخلية.
ويمثل المشروع شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص ويجسد مثالًا آخر على قدرة سلطنة عمان في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث قامت الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه (إحدى شركات مجموعة نماء) بالتعاقد مع مجموعة استثمارية خليجية بقيادة شركة أكواباور وبمشاركة مؤسسة الخليج للاستثمار وشركة مشاريع الطاقة البديلة لإنشاء وتملك وتشغيل هذه المحطة.
وسيتمكن المشروع في ذروة قدرته الإنتاجية من توليد الطاقة الكافية لما يقرب من 50 ألف منزل لتزويدها بالكهرباء بسعة إنتاجية 500 ميجا واط، وسيُسهم في تخفيف 340 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا.
إضافةً إلى توفير الطاقة النظيفة بكفاءة لشبكة الكهرباء الرئيسية، كما سيسهم المشروع الجديد في توفير قيمة اجتماعية واقتصادية ملموسة، فضلًا عن مراعاة المحتوى المحلي، وإشراك بعض الشركات المحلية الناشئة في إطار سلسلة الإمداد اللازمة للمشروع.
وأشار المهندس يعقوب بن سيف الكيومي، الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه إلى أن هذا المشروع يصب في مصلحة الأولويات الوطنية التي حددتها «رؤية عمان 2040» وهي صون البيئة واستغلال الموارد الطبيعية، وتنمية المحافظات وإشراك القطاع الخاص.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العمانية: إن نجاح هذا المشروع سيكون نقطة تحول لانطلاق مشروعات مماثلة أخرى في مجال الطاقة المتجددة، حيث تقوم الشركة حاليًا بتطوير محطتين لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية في محافظة الداخلية بطاقة إجمالية تبلغ 1000 ميجاوات بالإضافة إلى مشروعات لطاقة الرياح في محافظتي جنوب الشرقية والوسطى.
توليد الطاقة النظيفة
وقد عززت سلطنة عمان ريادتها في المنطقة بافتتاح العديد من المشرواتع الكبيرة في توليد الطاقة النظيفة والتي تعتمد على الألواح الشمسية والرياح، يأتي ذلك من أجل المحافظة على البيئة والتقليل من الانبعاثات الكربونية وتقليل من الاعتماد على الوقود الأحفوري الناضب.
وتتواصل الجهود والدراسات من أجل افتتاح العديد من المشروعات في الطاقة النظيفة، حيث تنتج سلطنة عمان من الطاقة المتجددة ما يعادل نسبته بين 20 و30% من الإنتاج الإجمالي من الكهرباء، وتبقى الخطط الطموحة مستمرة لإيجاد البدائل عن الوقود الأحفوري.
وتعمل محطة أمين لتوليد الطاقة الكهروضوئية من شركة تنمية نفط عُمان بطاقة تقدر بـ100 ميجاواط، وحققت نجاحا في إمكانية تشغيلها قبل الموعد المحدد بثلاثة أشهر واجتيازها إجراءات اختبار القبول.
ويقع هذا المشروع الكبير في جنوب سلطنة وقدرت قيمة المشروع بـ94 مليون دولار أمريكي، وجاءت المحطة من أجل استغلال كثافة الطاقة الشمسية في سلطنة عمان لتوفر منصة جذابة لتمكين مستقبل ذي انبعاثات كربونية أقل واستدامة أعلى، ويغطي المشروع مساحة تصل إلى 4 كيلومترات مربعة وينتج طاقة كهربائية تقدر بـ100 ميجاواط مباشرة من أشعة الشمس عن طريق الألواح الشمسية، ويكفي لتزويد 15 ألف منزل بالطاقة، ومما يؤدي إلى خفض الانبعاثات السنوية لغاز ثاني أكسيد الكربون بما يربو على 225 ألف طن، وهو يعادل ما تنفثه 23 ألف سيارة على الطرق.
ويعد مشروع أمين للطاقة الكهروضوئية الأول من نوعه للطاقة الشمسية الكهروضوئية في عُمان ويشكل حجر الزاوية لتطوير بنية أساسية أكثر ارتكازا على الطاقة المتجددة في البلاد.
ومن المتوقع أن يوفر هذا المشروع المفيد للبيئة -الذي يستخدم الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية لتكون بديلا عن الغاز الطبيعي لدعم عمليات الشركة- بوقودا يعادل 95.5 مليون متر مكعب من الغاز سنويا، كما يساعد المشروع على تيسير تطبيق خطط تنمية نفط عمان الطموحة للتحول إلى الطاقة النظيفة، ويمهد الطريق لفرص أخرى لموازنة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
وقد استخدمت في هذا المشروع تقنيات متطورة تشمل الوحدات الكهروضوئية ثنائية الوجه، وهي أحدث تقنية مثبتة في صناعة الخلايا الكهروضوئية، وكذلك الأجهزة التعقبية التي تتبع مسار الشمس لزيادة إنتاج الطاقة في مختلف ساعات النهار.
مشروع قبس صحار
يصل حجم محطة مشروع «قبس صحار» للطاقة الشمسية 25 ميجاواط، وساهم المشروع في دعم ميناء صحار والمنطقة الحُرَّة في صحار لتحقيق أهداف الاستدامة، إضافة إلى إبراز الفوائد المُحققة من استغلال الطاقة الشمسية في الاستخدامات الصناعية.
وتُعد محطة قبس صحار أول مشروع مصمم للنطاق الصناعي على مستوى الشرق الأوسط والسلطنة.
وتقع المحطة على مساحة 50 هكتارا داخل منطقة صحار الحرة في شمال سلطنة عمان، وتتكون من أكثر من 88,000 وحدة للطاقة الشمسية.
ويتم نقل ومن ثم استخدام 100% من الطاقة المولدة من هذه المحطة من قِبل مصنع كبير لإنتاج سبائك الفيروكروم، مما يقلل من استخدام الطاقة الكهربائية المنتجة من حرق الغاز الطبيعي، وكذلك يُقلل من انبعاثات أكثر من 25 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا.
ويعد مشروع قبس صحار للطاقة الشمسية خطوة مهمة متماشية مع «رؤية عمان 2040»، كما تعد هذه المحطة أول خطوة لتحقيق خطة الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة لتنفيذ مشروعات للطاقة الشمسية بطاقة عالية تساهم من أجل توجيه استخدام الغاز الطبيعي لاستخدامات صناعية أخرى.
كما أن مشروع الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في ولاية المزيونة بمحافظة ظفار، من المشروعات التي عززت الطاقة النظيفة في سلطنة عمان ويقدر متوسط طاقة الإنتاجية بأعلى من 1600كيلوواط/ ساعة يوميا، كما يعد مشروع الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء بالمزيونة أول مشروع تجاري من نوعه يرتبط بالشبكة الكهربائية، ويصل مجموع الألواح الشمسية التي تم تركيبها في المحطة نحو 1617 لوحا شمسيا، وتبلغ مساحة الأرض المخصصة للمشروع نحو 8 آلاف متر مربع، وتم ربط المحطة مع الشبكة الكهربائية القائمة بولاية المزيونة، ويحد المشروع من الانبعاثات الكربونية الضارة التي ينتجها الوقود التقليدي الذي يقدر بـ433 طنا من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا، كما سيوفر حرق 155 ألف لتر من الديزل سنويا.
ظفار لطاقة الرياح
أما مشروع ظفار لطاقة الرياح فقد بــدأت أعمــال التشــغيل التجــاري لمشــروع ظفــار لطاقــة الريــاح فــي نوفمبــر 2019 كأحــد مشــروعات الطاقــة المتجــددة الرئيســية، وهــو عبــارة عــن مشــروع مشــترك بيــن شــركة كهربــاء المناطــق الريفيــة (تنويــر) وشــركة (مصــدر) مــن دولــة الإمارات العربيــة المتحــدة.
ويأتــي هــذا المشــروع بنــاء علــى اتفاقيــة التطويــر المشــترك بيــن ســلطنة عمان والإمــارات، كمــا تــم الاتفــاق علـى عقـد طويـل الأجـل بيـن شـركة تنويـر والشـركة العمانيـة لشــراء الطاقــة والميــاه ينــص علــى تزويــد الشــبكة الكهربائيــة بالطاقــة المتجــددة.
وتتكــون محطــة الريــاح مــن 13 محــركا -توربيــن- تنتــج طاقــة تقــدر بــ50 ميجــاواط. ويعتبر مشروع ظفار لطاقة الرياح الأول من نوعه في منطقة الخليج، حيث تقام المحطة على مساحة إجمالية تزيد عن 1900 هكتار، وبتكلفة 100 مليون دولار أمريكي.
وقد تم الانتهاء من ربط المشروع بشبكة الكهرباء الرئيسية، على أن يغذي المشروع 16 ألف منزل بالكهرباء.