تفاصيل الاجتماع الوزاري للأزمة السورية.. ما هو الحل الوحيد؟
شاركت عدد من الدول في الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية وكبار المسؤولين هي كل من إيطاليا، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، والسعودية، ومصر، والعراق، والإمارات، وقطر، وكندا، واليابان، وتركيا، وإيرلندا، والنرويج، بالإضافة إلى مشاركة أمين عام جامعة الدول العربية والممثل الأعلى للسياسية الخارجية والشؤون الأمنية في الاتحاد الأوروبي.
وخلال المشاركة تناول كلًا من وزير الخارجية المصري سامح شكري، وأحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أبعاد الأزمة السورية.
الحل الوحيد لإنهاء الصراع السوري
قال وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال الاجتماع الوزاري حول الأزمة السورية إن قرار الأمم المتحدة رقم 2254 هو “الحل الوحيد” لإنهاء الصراع السوري، وأضاف أنه يجب علينا دعم جهود المبعوث الأممي “غير بيدرسون” بهدف التوصل لنتائج ملموسة لانهاء معاناة الأشقاء السوريين.
وذلك خلال كلمة ألقاها شكري، مساء اليوم الاثنين كلمة مصر في الاجتماع الوزاري حول سوريا، والمُنعقد في روما على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش.
وتناول شكري مختلف أبعاد الأزمة السورية الممتدة، وما نتج عنها من سيطرة جماعات إرهابية على بعض المناطق بسوريا، ومعاناة للاجئين والنازحين في ظل صعوبة الوضع الاقتصادي، فضلاً عن قيام بعض القوى الإقليمية باحتلال أجزاء من سوريا بزعم الدفاع عن الحلفاء أو محاربة الإرهاب، وقيامها بفرض تغييرات ديموغرافية ودعم التطرف ومفاقمة التوترات الطائفية ونقل المرتزقة والمقاتلين لمناطق نزاعات أخرى خارج سوريا.
وجدد شكري الدعوة لوقف إطلاق النار في عموم سوريا ودخول المساعدات من دون عوائق وشدد على ضرورة إنهاء التدخلات الخارجية في الأراضي والشئون السورية كشرط لإحلال السلام الدائم في البلاد.
ومن ناحية أخرى، لفت شكري إلي أن حل أزمة اللاجئين السوريين سيظل بعيد المنال مادام هناك غياب لوحدة سوريا مع طول أمد حالة عدم الاستقرار، وأنه على المجتمع الدولي استمرار دعم اللاجئين السوريين وجميع الدول المضيفة لهم.
كما أكد وزير الخارجية على أنه يتعين تحقيق تقدم في المسار السياسي بما يسهم فى عودة سوريا لمكانتها الطبيعية اقليمياً ودولياً.
واختتم وزير الخارجية كلمته بالإشارة إلى أن قد حان الوقت لإنهاء المعاناة الطويلة للسوريين والمساهمة في إنقاذ ما تبقى من سوريا من أجل الأجيال الجديدة والتي لم تشهد سوى الحرب والدمار على مدار العقد الماضي.
استياء في الجامعة العربية لعدم تقدم مسار الأزمة السياسي
ألقى أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة في المؤتمر الوزاري حول سوريا المنعقد في روما اليوم الإثنين.
وأعرب أبو الغيط خلال كلمته عن استيائه من عدم وجود أي تقدم على مسار السياسي لتسوية الأزمة حتى الآن، وأكد المرحلة الحالية تقتضى التفكير بعمق في المسار والآليات لإيجاد حل سياسى للأزمة السورية
وأكد على أنه من دون استقرار سوريا، لن ينعم المشرق العربي بالاستقرار، وأضاف أن تواجد جماعة داعش الإرهابية في وأزمة اللاجئين هي نتاج عدم الاستقرار في المنطقة.
وشدد على ضرورة حل الخلاف بين الحكومة السورية والمعارضة بأطيافها، وطالب بالتدخل الدولي الجاد من أجل حل الأزمة السورية، وأكد على مسؤليته أمام الشعب السوري، لتحقيق طموحاته بالععيش في بلد مستقر.
وأضاف أنه هناك محاولات لطمث الهوية العربية لسوريا ودفعها لتنفيذ اجندات ومصالح إقليمية غريبة عنها، وشدد على أنه ينبغى التفكير بجدية فى اشراكٍ أكبر وأوسع للأطراف العربية من أصحاب المصلحة فى استقرار سوريا.
ضرورة تثبيت الاستقرار
شارك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين العراقي أيمن الصفدي في الاجتماع الوزاري حول سوريا، والذي عقد اليوم الاثنين في روما، بدعوة مشتركة من وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لويجي دي مايو ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وأكد الصفدي ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية ويضع حدا للكارثة التاريخية التي سببها الأزمة.
وشدد الصفدي على ضرورة أن يحفظ هذا الحل وحدة سوريا وتماسكها ويخلصها من الإرهاب، مشدداً على أن مصالح الشعب السوري وإنهاء معاناته التي طالت يحب ان يتقدما على أي اعتبار.
وأكد الصفدي على ضرورة تثبيت الاستقرار في سوريا وخصوصا في الجنوب السوري. وشدد على أهمية اعتماد الآليات الفاعلة التي تضمن إيصال الدعم الإنساني عبر الحدود ومن الداخل السوري وإلى كل من يحتاجه.
وحذر الصفدي من تراجع الدعم الذي يقدمه المجتمع الدولي للاجئين وللدول المستضيفة ولمنظمات الأمم المتحدة التي توفر الدعم لهم.
وأشار الصفدي إلى أن الأردن يستضيف مليون 300 ألف شقيق سوري يقدم لهم كل ما يستطيع من رعاية، وأن توفير العيش الكريم للاجئين مسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي.
وقال الصفدي إن المقاربة الحالية لحل الأزمة السورية لم تنجح في إنهاء الأزمة أو في الحد من معاناة الشعب السوري ما يوجب اعتماد مقاربات جديدة قادرة على التوصل لحل سياسي للأزمة.
إلى ذلك أجرى الصفدي محادثات مع المبعوث الأممي لسوريا جير بيدرسون استعرضت الجهود المبذولة لبلورة جهد دولي فاعل للتوصل لحل سياسي للأزمة. وأكد الصفدي دعم الأردن للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في هذا السياق.
وشدد الصفدي أن وقف إنهاء الأزمة وإنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق أولوية يجب أن تتكاتف كل الجهود لتحقيقها لتستعيد سوريا أمنها واستقرارها ودورها في المنطقة.