كان فى استقباله بمطار الملك خالد الدولي، الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، ووزير التجارة ووزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي (الوزير المرافق)، والأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عياف أمين منطقة الرياض، والقائم بالأعمال بسفارة المملكة في تايلاند عصام بن صالح الجطيلي، وفقا لما أوردته قناة (الإخبارية) السعودية.
وفي وقت سابق، أكدت مصادر دبلوماسية في الرياض، أن رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أو تشا سيصل إلى العاصمة السعودية، الثلاثاء، في زيارة رسمية تستمر يومين، تهدف إلى تطبيع العلاقات الثنائية بين المملكتين بعد توقفها منذ الثمانينات، فضلا عن بحث سبل تعزيزها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والنفطية والتجارية والعمالية.
وتم قطع العلاقات بين البلدين نهائيا في عام 1989 واستمر ذلك قُرابة 3 عقود، بسبب سرقة عامل تايلاندي في صيف العام نفسه جواهر تزن 90 كيلوجراما قيمتها 20 مليون دولار من قصر الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز في الرياض، وتهريبها إلى تايلاند.
وتسببت القضية في قتل 18 شخصا في بانكوك، بينهم 4 دبلوماسيين سعوديين. ولم تتم بعد استعادة عدد من الأحجار الكريمة، منها ألماسة زرقاء نادرة. إلا أن العلاقات استؤنفت في 10 أكتوبر 2016 على مستوى القائم بالأعمال، نتيجة وساطة قام بها رئيس وزراء البحرين الراحل الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.
وقال مصدر دبلوماسي في الرياض، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن زيارة رئيس الوزراء التايلاندي للرياض ولقائه بولي العهد الأمير محمد بن سلمان “ستشكل مرحلة جديدة في علاقات البلدين التي تأسست عام 1957، حيث إن من شأنها توسيع آفاق التعاون بين الرياض وبانكوك في شتى المجالات وبخاصة الاقتصادية والسياحية والنفطية والتجارية، وفتح الباب أمام عودة التايلانديين للعمل في السعودية”.
ولفت إلى “أن أولى الخطوات سيكون تعيين سفيرين في كلا البلدين”، مشيرا إلى أن السعوديين “يفضلون التعاقد مع العمالة التايلاندية على كثير من الجنسيات الأخرى لما يتسمون به من مهارة في أداء الأعمال”.
وتوقع المصدر، في سياق تصريحه لـ(د.ب.أ)، أن يعرض رئيس وزراء تايلاند خلال الزيارة استعداد بلاده لتقديم تعويضات مالية مجزية للضحايا الدبلوماسيين، وإعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول، إلى جانب تسهيلات كبيرة للاستثمار في مجالات النفط وتكريره والتعدين والاستزراع السمكي في تايلاند، فضلا عن المساهمة في إنشاء مصانع في السعودية للسيارات وقطع غيارها ومصانع للأجهزة المنزلية والزراعية وإجراءات مستثناة لاستقدام العمالة التايلاندية وبتكاليف تفضيلية.
يشار إلى أن عدد العمال التايلانديين في السعودية بلغ أكثر من 200 ألف قبل قطع العلاقات. وفي الوقت الحاضر، ووفقا لإحصاء مقدم من وزارة الخارجية السعودية، لا يزال هناك 10 آلاف تايلاندي في المملكة، فيما يتواجد في تايلاند ما يزيد عن 3 ملايين مسلم.
كما أن الرياض عضو في “حوار التعاون الآسيوي”، وهو إطار تعاوني لدول منطقة آسيا تم إنشاؤه بمبادرة من تايلاند، لتعزيز التعاون الاقتصادي الوثيق بين الاقتصادات الآسيوية، ويشمل أيضا الاقتصادات الرئيسية في الشرق الأوسط. ويقع المقر الرئيسي لدائرة التعاون الآسيوي في مدينة الكويت.
وخلال قمة حوار التعاون الآسيوي في بانكوك عام 2016 أجرى برايوت محادثات مع وزير الخارجية السعودي آنذاك عادل بن أحمد الجبير وقرر الجانبان إصلاح العلاقات. وزار نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية دون برامودويناي السعودية في يناير 2020، في أول زيارة لوزير خارجية تايلاندي منذ 30 عاما.
والتقى القائم بالأعمال السعودي عصام بن صالح الجطيلي، الاثنين الماضي، بنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية التايلاندي، وجرى خلال اللقاء استعراض جدول مناقشات رئيس الوزراء التايلاندي مع ولي العهد وعدد من الوزراء السعوديين، بينهم وزراء الطاقة والخارجية والتجارة والاستثمار.