علي الزبيدي يكتب: في الصميم.. قلت نعم سأقرأ!!
حين نزل جبريل الأمين لأول مرة على نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال له اقرأ إلى آخر سورة العلق.
ومن هنا فإن الإسلام دين علم وعمل ودين معاملة وما دام الله قد امر نبيه الكريم بالقراءة فنحن معنيون بالقراءة أيضا.
مع كون العراقيين الأوائل هم أول من اوجد الحرف والكتابة فهم أولى بالقراءة على مر العصور ولذلك قيل (القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ) وهو قول كان صحيحا لما قبل احتلال بغداد في نيسان ٢٠٠٣فاليوم تضاعف عدد الأميين في العراق الذي كان قد حصل على جائزة اليونسكو في العام ١٩٧٨ لجهوده في القضاء على الأمية ولكوننا اليوم نعيش في زمن المحاصصة والعملية السياسية التي رسمت ملامحها امريكا الغزو والاحتلال فالعراق جاء بالمرتبة ١٣٧ بين الدول في جودة التعليم عالميا.
ولأننا شعب كان في يوم من الايام يقرأ ويكتب فقد جاءت ملحمة جلجامش ومسلة حمورابي وكان منا المتنبي وابي تمام والشريف الرضي والحسن البصري والأصمعي وابو العتاهية وعبد المحسن الكاظمي ومحمد سعيد الحبوبي وكاظم الازري وعبد الرزاق محي الدين والسياب ونازك الملائكة وعاتكة الخزرجي وعبد الرزاق عبد الواحد ولميعة عباس عمارة وعبد الوهاب البياتي ومظفر النواب وغيرهم الكثير.
ولاننا شعب كان يقرأ فكان منا العلماء والمفكرين الافذاذ الوردي ومدني صالح وحسين محفوظ وعبد الحبار عبد الله واحمد صالح العلي ومحمد حسن آل ياسين وفيلا من علماء الطب والهندسة والصيدلة والعلوم الأخرى وكان لنا مجمعا علميا يضم خيرة علماء العراق وهم في الوقت ذاته علماء امة العرب.
ولأن فينا من بقي يقرأ ويكتب فنقول لمن لا يقرأ وإذا قرأ لا يفهم كفاكم استخفافا بالشعب وكفاكم لهاثا على الكراسي والامتيازات والشعب يعاني من كل شيء في حياته اليومية مع غياب أفق المستقبل للأجيال القادمة فلا تعليم رصين ولا صناعة ولا زراعة وأصبح العراق دولة فاشلة بعد ان كان مركز استقطاب لكل علماء العرب والعالم.
في كل يوم يمر يثبت فشل من تولى المسؤولية في الحكومات المتعاقبة من خلال ما نراه من تردي الخدمات والفساد المالي والإداري وارتفاع نسبة البطالة واتساع ظاهرة الجريمة المنظمة وتعاطي المخدرات بين الشباب فمن يريد أن يخدم الشعب عليه ان يكون قارئ جيدا لتاريخ العراق وشعبه وان يستوعب هذا التاريخ بكل تفاصيله فلقد بلغ الصبر مداه لدى الشعب ولم يعد في القوس منزع الا بخدمة الشعب والعمل على بناء العراق ونهضته وسيبقى شعب العراق يقرأ رغم كل المآسي التي مرت عليه وسيقول كلمته المدوية طال الزمن أو قصر في وجوه من لا يريدونه ان يقرأ.