الولايات المتحدة تعلن رفض الطلبات الروسية بشأن الناتو
أكدت ويندي شيرمان، النائبة الأولى لوزير الخارجية في الولايات المتحدة ، رفض حلف شمال الأطلسي العودة إلى مواقعه ما قبل العام 1997، استجابة لطلب روسيا بذلك.
وخلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو نظمته «مؤسسة فيكتور بينشوك» في كييف اليوم الأربعاء، قالت الدبلوماسية الأمريكية التي شاركت في مشاورات بين روسيا والناتو في بروكسل في 12 يناير: «لقد قلت لروسيا بكل وضوح: كلا، لا يمكنكم الحسم بشأن العضوية في الناتو، فهذا القرار لا يعود إليكم بل إلى أعضاء الناتو، كلا، لا تملكون حق القرار في أن جميع الأسلحة الهجومية يجب أن تغادر أوروبا. كلا لا يمكنكم أن تقولوا إننا سوف نرجع الوقت إلى الوراء إلى العام 1997، وأن على جميع الدول التي انضمت إلى الناتو منذئذ أن تغادره. وذلك لن يحدث».
قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إنه سيفكر في فرض عقوبات شخصية على فلاديمير بوتين إذا غزت روسيا أوكرانيا.
وقال بايدن إن العالم سيواجه “عواقب وخيمة” إذا قامت روسيا بغزو جارتها.
وردت روسيا بغضب على تصريحات بايدن واتهمت الولايات المتحدة والناتو بـ “إغراق” أوكرانيا بالأسلحة والمستشارين الغربيين.
وقالت البعثة الدائمة لموسكو لدى الأمم المتحدة في بيان “لا يوجد تفسير لما يفعله الأسطول الأمريكي بالقرب من الساحل الروسي”.
وجاءت تعليقات بايدن في الوقت الذي كرر فيه زعماء غربيون آخرون تحذيراتهم من أن روسيا ستدفع ثمنا باهظا لغزوها.
كما استبعد أندريه يرماك، قائد أركان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، احتمال إجراء كييف محادثات مباشرة مع الانفصاليين المدعومين من روسيا، وقال إن انتهاكات وقف إطلاق النار الكبرى تحدث في الصراع في شرق أوكرانيا.
وقال في بيان نشره على فيسبوك: “لم تُجر ولن تُجرى أي محادثات مباشرة مع الانفصاليين”.
جاءت تصريح يرماك قبل المحادثات الرباعية في باريس التي تضم مسؤولين من أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا.
وتأتي المحادثات في إطار جهود لنزع فتيل التوتر بعد أن حشدت روسيا عشرات الآلاف من القوات بالقرب من حدود أوكرانيا.
وتتهم روسيا الولايات المتحدة وآخرين بـ “تصعيد التوتر” بشأن هذه القضية وتنفي أنها تخطط لدخول أوكرانيا.
ومع ذلك، عززت موسكو قواتها على الحدود، مع نشر حوالي مئة ألف جندي روسي في المنطقة.
وفي رده على أسئلة الصحفيين، أجاب بايدن بـ”نعم” عندما سُئل عما إذا كان يرى نفسه يفرض عقوبات على الرئيس الروسي شخصيا في حالة حدوث غزو.
وقال إن مثل هذه الخطوة ستعني “عواقب وخيمة على مستوى العالم” ووصفها بأنها قد تصبح “أكبر غزو منذ الحرب العالمية الثانية”.
وأضاف بايدن أنه سيشعر بأنه ملزم بتعزيز وجود الناتو في أوروبا الشرقية.
وقال “علينا أن نوضح أنه لا يوجد سبب يدعو أي شخص، أي عضو في الناتو، للقلق بشأن…ما إذا كان الناتو سيأتي للدفاع عنه”.
لكنه كرر أنه لا توجد خطط لإرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا نفسها.
وبشكل منفصل، قالت إدارة بايدن إنها تعمل مع موردي النفط والغاز في جميع أنحاء العالم لزيادة الشحنات إلى أوروبا في حال قيام روسيا بقطع الإمدادات، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
وتوفر روسيا حاليا حوالي ثلث النفط الخام والغاز الذي يستورده الاتحاد الأوروبي.
وفي وقت سابق ، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن الحلفاء الغربيين سيردون على أي توغل بعقوبات اقتصادية “شديدة”، مضيفا أن بريطانيا مستعدة لنشر قوات لحماية حلفاء الناتو في المنطقة.
وأثار مسألة حظر روسيا من نظام مدفوعات جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (سويفت) ، وهي خطوة قال مسؤولون روس كبار إنها تعني أن أوروبا لن تكون قادرة على دفع ثمن المنتجات الروسية واستلامها.
في غضون ذلك، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الحوار مع موسكو سيستمر.
وأضاف أنه سيتحدث عبر الهاتف مع بوتين يوم الجمعة، ويسعى إلى توضيح نوايا روسيا تجاه أوكرانيا.
ووضعت الولايات المتحدة أيضا 8.500 جندي في حالة تأهب – جزئيا للمساعدة في تعزيز حلفاء الناتو – وهو ما قالت روسيا إنه تسبب لها “بقلق كبير”.
وقال الكرملين إنه يعتبر الناتو تهديدا أمنيا، ويطالب بضمانات قانونية بأن الحلف لن يتوسع شرقا، بما في ذلك إلى أوكرانيا المجاورة. لكن الولايات المتحدة قالت إن القضية على المحك هي العدوان الروسي، وليس توسع الناتو.
ودفعت المخاوف من الغزو السفارات الغربية في كييف إلى سحب بعض موظفيها.
لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حاول طمأنة بلاده في خطاب تلفزيوني يوم الثلاثاء.
وقال “لا توجد نظارات وردية، ولا أوهام طفولية، كل شيء ليس بسيطا… لكن هناك أملا”. “احمِ جسمك من الفيروسات، ودماغك من الأكاذيب، وقلبك من الهلع”.
وقال إنه يعمل على ترتيب لقاء مع زعماء فرنسا وألمانيا وروسيا.
وكانت روسيا قد استولت على الأراضي الأوكرانية من قبل عندما ضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014. وبعد سيطرة القوات الروسية، صوتت القرم للانضمام إلى روسيا في استفتاء اعتبره الغرب غير قانوني.
كما يسيطر المتمردون المدعومون من روسيا على مناطق في شرق أوكرانيا بالقرب من الحدود الروسية. ولقد أدى هذا الصراع إلى مقتل نحو نحو 14 ألف شخص، ورغم التوصل إلى اتفاق سلام عام 2015 لكن تطبيقه لا يزال بعيد المنال.