صحيفة إماراتية: أبوظبي تسعى إلى تعزيز التسامح ومكافحة الإرهاب والتطرف
أكدت صحيفة (الاتحاد) الإماراتية، أن أبوظبي تسعى إلى تعزيز التسامح ومكافحة الإرهاب والتطرف، مشيرة إلى أن هذا ما تترجمه المؤشرات العالمية؛ فالتسامح من القيم الراسخة في المجتمع الإماراتي الأصيل.
وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الأحد 30 يناير/كانون الثاني 2022، تحت عنوان “صناعة السعادة” – “أنه انطلاقاً من الإيمان بأن الإنسان محور الحياة، حققت الإمارات إنجازات فريدة، محلياً وإقليمياً ودولياً، وخصوصاً في قطاعات الصحة والتعليم والفضاء والطاقة، ومشاريع البنية التحتية، ونجحت في تجاوز التحديات عبر التخطيط الاستراتيجي المُحكم، والرؤية الاستشرافية الثاقبة، والتكيف مع التطورات العالمية”.
وأشارت إلى أن الإمارات منذ تأسيسها، تبنّت منهجاً فريداً في تعزيز قيم التسامح والحوار والتعايش، واحترام وقبول الآخر، حتى غدت جسر تواصل وتلاقٍ بين شعوب العالم وثقافاته، في بيئة منفتحة وقائمة على التعايش والسلام حيث تُعدّ الإمارات مثالاً حياً للتسامح والإدماج والتعددية الثقافية وتضم أكثر من 200 جنسية، تنعم بالحياة الكريمة والاحترام.
وفي ديسمبر2021، أكد معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي أن الإرهاب والتطرف العنيف، يشكلان تحدياً عالمياً، وعلى المجتمع الدولي مكافحتهما بشكل فعال، لا أن يتم الاكتفاء بالتصدي لهما من خلال العمليات العسكرية والتدابير الأمنية وحدها.
جاء ذلك خلال مشاركة معالي صقر غباش، في جلسة حوارية، عقدت تحت عنوان «دور البرلمانات في منع النزعة إلى التطرف، وخطاب الكراهية، التحديات، والمنظور البرلماني، والاستراتيجيات الفعالة، وأفضل الممارسات»، وذلك ضمن فعاليات القمة البرلمانية العالمية الأولى، بشأن مكافحة الإرهاب والتطرف، التي عقدت في العاصمة النمساوية فيينا.
وقال «إن المجموعات الإرهابية والمتطرفة، تسعى إلى استخدام المناطق المهمشة وغير المستقرة، لتجنيد الشباب والأفراد، ما يستدعي أهمية معالجة الأسباب الجذرية له، ومعرفة الظروف الأساسية التي قد تؤدي بالأفراد إلى الانضمام إلى هذه المجموعات الإرهابية أو المتطرفة».
وشدد معالي صقر غباش على «أهمية تكثيف البرلمانيين لعملهم، بالتعاون مع الجهات الفاعلة الرئيسة في تلك الدول والمناطق، والتركيز خاصة على دور النساء والشباب والجهات المعنية المحلية والمجتمع المدني، بما في ذلك القادة الدينيين، وقادة المجتمع، للعمل معاً في منع العنف، وتعزيز القدرة على مواجهة النزعة إلى التطرّف وخطاب الكراهية، فضلاً عن اعتماد وتبني الحوكمة.
وتعزيزها من خلال تحسين عمل المؤسسات الحكومية، عبر المزيد من المشاركة المجتمعية، لا سيما عمل المؤسسات البرلمانية، التي هي تمثل هذه الشعوب، وتقر التشريعات، وتسهم في وضع السياسات».
وأكد معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، على هامش القمة، أن المجلس الوطني الاتحادي، يحرص من خلال مشاركته في كافة الفعاليات البرلمانية، على دعم موقف وجهود دولة الإمارات العربية المتحدة، وكافة دول العالم المحبة للسلام والتعايش، والمهتمة بمكافحة الإرهاب والتطرف، حيث يحتل هذا الملف أولوية استثنائية، ضمن اهتمامات قيادتنا الرشيدة.
مؤكداً أن نشر التسامح والاعتدال والانفتاح وقبول الآخر وقيم التعايش الإنساني، تمثل أحد أهم أدوات مكافحة التطرف والإرهاب، وهي مبادئ شعب دولة الإمارات، وقيمها الإنسانية الراسخة، منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وتواصل القيادة الرشيدة هذا النهج، وقد رسخت وثيقة «مبادئ الخمسين»، التي أعلنتها الدولة مؤخراً، منظومة دولة الإمارات الثابتة على القيم الحضارية القائمة على السلم والسلام والحوار والتسامح والتعايش والتضامن الإنساني.
وأشار إلى أنه تم استعراض النهج الذي تتبناه دولة الإمارات، والمستند على العمل ضمن شراكات دولية، تهدف إلى مكافحة التطرف، حيث قامت بالعديد من الإجراءات لمكافحة أسبابه وتجفيف منابعه، ومن هذه الجهود، تأسيس مركز «هداية»، وهو عبارة عن مشروع شراكة دولية، يهدف إلى القضاء على التطرف، وكذلك مركز «صواب»، والذي يسعى إلى مكافحة التطرف على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد معاليه إلى ضرورة تسريع وتيرة العمل من أجل تحقيق إنجاز نوعي، يسهم في ترجمة كل ما يتم طرحه خلال هذه الفعاليات، لا سيما أنها أول قمة تعقد بالشراكة بين مؤسسات دولية فاعلة في هذا الإطار، مثل الأمم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي، مؤكداً أنها تمثل إضافة نوعية لأنشطة الاتحاد في مجالات محاربة الإرهاب والتطرف، وتقديم دعم جاد للجهود الدولية ذات الصلة.
ولفت معالي صقر غباش، إلى أن الوضع الراهن، يحتم على البرلمانات مضاعفة جهودها، عبر التعاون والتنسيق والحوار الفعال، وتمكين البرلمانات الوطنية، والتعاون بين السلطات التشريعية والتنفيذية، ودعم التعاون البرلماني الإقليمي والدولي، وذلك كون أن مكافحة الإرهاب من أهم المواضيع التي يركز عليها المجتمع الدولي، لما يشكله من خطورة على الأمن والسلم الدوليين.