مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عقب ثورة 30 يونيو.. مشروعات اقتصادية قومية ساهم المصريون في إنجاحها

نشر
الأمصار

تحتفل مصر اليوم بذكرى ثورة  30 يونيو، ما تم تحقيقه من إنجازات على مدار 7 سنوات، حيث شهدت مصر تطورات واسعة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، عمل خلالها الرئيس السيسي، بخطوات على تنفيذ سلسلة من المشروعات القومية، من أجل تحسين اقتصاد البلاد، وزيادة الدخل القومي وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعتبر قناة السويس الجديدة، واحدة من المشروعات القومية ذات الطبيعة الخاصة في ذاكرة المصريين بعد ثورة 30 يونيو .

حفر قناة السويس الجديدة بدأ عندما أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي، إشارة البدء في مشروع حفر القناة عام 2014 .

ووضع التحدي أمام المصريين بإنجاز المشروع خلال عام واحد فقط، فكانت النتيجة الحشد الشعبي وراء المشروع، وإقبال غير مسبوق على شراء شهادات استثمار قناة السويس لتمويل المشروع الذي يتكلف 60 مليار جنيه. 

وخلال أقل من أسبوعين كان قد أعلن هشام رامز، محافظ البنك المركزي في ذلك الوقت، إغلاق باب الاكتتاب فى شهادات قناة السويس في 15 من شهر سبتمبر عام 2014، بعدما وصلت حصيلة بيع شهادات استثمار القناة إلى نحو 61 مليار جنيه منذ بداية الطرح عن طريق البنوك يوم 4 سبتمبر في 2014.

قناة السويس الجديدة..

بعد نحو عام من توليه الرئاسة، وجه السيسي، بتنفيذ هذا المشروع الضخم، وتم إنجازه خلال فترة لا تتخطى عاماً واحداً، وبتمويل وطني خالص قائم على شهادات الاستثمار التي طرحت في البنوك، وأقبل عليها المواطنون بصورة غير مسبوقة.

المشروع عبارة عن تفريعة جديدة لقناة السويس الأصلية، إلى جانب توسيع وتعميق البحيرات المرة التي هي جزء من القناة الأصلية .

أُنشئت قناة السويس الجديدة على مساحة 72 كم، بهدف تقليل المدة الزمنية لعبور السفن، الأمر الذي أسهم في زيادة الطلب عليها كممر ملاحي رئيسي، منذ افتتاحها في أغسطس 2016، ورفع تصنيفها عالميًا نظرًا لقصر زمن انتظار السفن بها، الذي بات لا يتجاوز 3 ساعات بدلًا من 8 و11 ساعة، وزاد من قدرتها الاستيعابية للسفن، لتتواكب مع حجم التجارة العالمية.

ولم يتوقف حلم التنمية والتطوير على توسيع قناة السويس ولكن امتد إلى تنمية المنطقة الجديدة على ضفاف القناة الناشئة من خلال ما يعرف بمشروع ” تنمية محور قناة السويس “، وهو ما يتضمن مشروعات عمرانية وصناعية وسياحية متكاملة مما يؤدي لخلق فرص جديدة للاستثمار، فضلاً عن خلق فرص عمل جديدة في كل مراحله من الإنشاء إلى التنفيذ وما بعده، وقد تم الافتتاح في احتفال كبير دعيت إليه وفود الدول والشركات الكبرى للترويج للقناة الجديدة .

المنطقة الاقتصادية لقناة السويس..

بدأ المشروع القومي لتنمية محور قناة السويس، الذي تكلل بتحويلها إلى منطقة اقتصادية عملاقة، بهدف الاستفادة من الإمكانيات الهائلة للمنطقة، لتوليد الملايين من فرص العمل، وتنشيط الصناعات المختلفة، وتحويل المنطقة إلى مركز عالمي للملاحة البحرية، وبوابة للتجارة بين الشرق والغرب.

وتأسست المنطقة الاقتصادية، من خلال مشروع تنموي عملاق لبناء 6 موانئ بحرية و4 مناطق صناعية، على مساحة تقدر بنحو 460 كيلومتر مربع، إذ تضم المنطقة موانئ العريش والعين السخنة والطور والأدبية ومينائي غرب وشرق بورسعيد، إضافة إلى المناطق الصناعية من بورسعيد إلى العين السخنة.

ومؤخرًا أعلنت الحكومة عن خطة طموحة جديدة لهيئة قناة السويس، بقيادة الفريق أسامة ربيع، تهدف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للقناة بحلول عام 2023، بأكثر من 11 بالمئة من عدد السفن التي عبرت خلال 2020 .

وتتزامن هذه الخطة مع أعمال التطوير الحالية للقطاع الجنوبي للمجرى الملاحي الذي علقت فيه سفينة الحاويات “إيفر غيفن” في مارس الماضي، بالإضافة إلى مشروع الازدواج في منطقة “البحيرات المُرة الصغرى”.

زيادة الطاقة الاستيعابية..

ووفق المصدر الحكومي، فإن الخطة التي أعدتها الهيئة وعرضتها على الحكومة وتم إقرارها مؤخرًا، تهدف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للقناة بواقع 6 سفن يوميًا، نصفها يمر من “قافلة الشمال” القادمة من البحر المتوسط في اتجاه مضيق باب المندب وقارة آسيا، والنصف الآخر يمر من “قافلة الجنوب” القادمة من اتجاه “باب المندب” في اتجاه الغرب .

ويشير المصدر، إلى أن متوسط عدد السفن العابرة يوميًا لقناة السويس خلال عام 2020، بلغ نحو 52 سفينة في الاتجاهين .

وبلغ عدد السفن التي عبرت قناة السويس خلال العام الماضي قرابة 18 ألفا و829 سفينة، حسبما ذكر رئيس هيئة قناة السويس في تصريحات سابقة له، وهو ما يتوافق مع الأرقام التقريبية التي كشفها المصدر الحكومي .

مشروع تطوير المنطقة الجنوبية للمجرى الملاحي، وتابع العمل على ازدواج القناة الجاري تنفيذه بين الكيلومتر 122 من “ترقيم القناة” إلى الكيلومتر 132، بطول 10 كيلومترات، لتصبح قناة السويس الجديدة التي تم افتتاحها في 2015 بطول 82 كلم .

ويشمل الشق الثاني لمشروع تطوير قناة السويس، توسعة وتعميق المنطقة الجنوبية، بداية من الكيلومتر 132 حتى الكيلومتر 162، بطول 30 كلم وعرض 40 م شرقا وعمق 72 قدمًا بدلًا من 66 قدمًا.

وأكد ربيع، أن العمل بمشروع تطوير القطاع الجنوبي بشقيه يتم على التوازي، بما يمكن معه ضغط الجدول الزمني والانتهاء من تنفيذه في أقرب وقت.

ومن المخطط الانتهاء من كلا المشروعين خلال فترة تُقدر بـ30 شهرًا، بينها 6 أشهر إضافية عن مدة التنفيذ المتوقعة، تحسبًا لأي ظروف طارئة، وهي الفترة التي وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقليصها.

المجرى المزدوج..

وأفادت تقارير حكومية مصرية، بأن المجري الملاحي لقناة السويس “المزدوج” يمثل نحو 58.6 بالمئة من إجمالي طول قناة السويس، بواقع 113.3 كلم، فيما يبلغ طول القناة الإجمالي 193.30 كلم.

وتسعى الحكومة المصرية، لزيادة المسافة التي تشهد ازدواجًا في حركة الملاحة بواقع 25 بالمئة من إجمالي المسافة غير المزدوجة بـ”القطاع الجنوبي” للقناة، حسب المصدر .

وتقّدر المسافة غير المزدوجة في القناة بالقطاع الجنوبي بـ40 كلم، والمسافة غير المزدوجة بالقطاع الشمالي نحو 33 كلم .

تطوير مستمر..

تشهد مشروعات التوسعة في قناة السويس، تطورًا كبيرًا ساعد في تحسين التيارات المائية التي قد تؤثر على السفن أثناء دخول القناة، فضلًا عن تقليل الانحناءات، مما يمكن القباطنة من إجراء مناورة للسفينة بشكل مناسب .

وكانت قد أعلنت قناة السويس، أنها حققت زيادة في حجم الإيرادات للعام الجاري عن 2020 بنحو 15 بالمئة، حيث بلغت 486 مليون دولار، مقابل 551 مليون .

وعن معدل عبور السفن، أعلنت القناة، أنها شهدت في أبريل 2020 عبور 1731 سفينة مقابل 1814 في أبريل الماضي، بزيادة 4.8 بالمئة.