الجمهورية الجديدة.. كيف عززت مصر الشراكة العربية مع الشام الجديد؟
في يوم الأحد 27 يونيو، عقدت القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن ببغداد، وكانت القمة قد ضمت أعلى مستوى من التمثيل السياسي، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى بغداد في أول زيارة رسمية لرئيس مصري منذ 30 عامًا، إضافة إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وتناولت القمة سبل تعزيز التعاون بين الدول الثلاثة، وكيفية دعم تنفيذ المشروعات الاستراتيجية وآلية التعاون الثلاثي، خاصة على المستوى السياسي والأمني.
كما تناول الزعماء سبل تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، وذلك بهدف تأسيس مرحلة جديدة من التكامل الاستراتيجي بين الدول الثلاث، قائمة على الأهداف التنموية المشتركة، لا سيما في ضوء الروابط التاريخية والشعبية المتينة بينها.
وتطرقت القمة إلى قضايا إقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة مستجدات القضية الفلسطينية، حيث أكد القادة الثلاثة دعم الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة، بما فيها إقامة دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية، مشيدة بالجهود المصرية في هذا الصدد.
خطوات لدعم مصر في الجمهورية الجديدة
وخلال القمة، أكد الرئيس المصري حرص مصر على الحفاظ على الأمن المائي العربي، والترحيب بموقفي العراق والأردن المساندين للموقف المصري بشأن سد النهضة، مجددا التأكيد على أن موقف مصر الثابت يقضي بضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
كما أعرب عن أمله في أن تكون القمة تدشينًا لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية والتعاون الوثيق، سعيًا نحو التنمية والرخاء.
وأضاف الرئيس المصري، أن وجوده في العراق تجسيد لقوة العلاقات بين البلدين ويدل على مدى حرصنا على دعم هذه العلاقات وتطويرها نحو أفاق أرحب.
وأكد السيسي أن القمة الثلاثية فرصة لاستمرار التشاور في ظل ما تشهده المنطقة من تدخلات إقليمية مرفوضة تهدد الأمن القومي العربي.
رسائل التضامن
وحملت تصريحات وزراء خارجية الدولة المشاركة في القمة، عقبها، رسالة تضامن وتأييد للقاهرة في أزمة سد النهضة، إضافة لمساندة العراق في حربه ضد الإرهاب.
وقال وزير الخارجية المصري إن قمة بغداد استعرضت تعزيز القدرات الاقتصادية والتضامن مع العراق لمواجهة تحدياته العديدة من منطلق وحدة المصير التي تجمع بين البلدان الثلاثة، معربًا عن أمله في تستضيف بلاده الأردنية العراقية المصرية الرابعة في القاهرة.
دلالات القمة
فيما رأى مراقبون للوضع في الشرق الأوسط، انعقاد هذه القمة منعطفًا هامًًأ مشيدين بما وصلت إليه، معتبرين عقدها في بغداد بمثابة رئاسة طمأنة للمجتمع الدولي بشأن خطوات بغداد لاستعادة الاستقرار.
بينما اعتبر آخرون أن إيران هي من أبرز الأطراف الخاسرة جراء هذه القمة، بعدما سلك العراق مسلك مختلفًا عما كان عليه قبل عام.
وأشار آخرون إلى أنه في الجانب الاقتصادي، أمام جميع الأطراف الثلاثة فرص ذهبية في مجال الاستثمار والإعمار والطاقة بما يحقق التكامل الاقتصادي، لافتين إلى أنه من المبكر الحديث عن التكامل الاقتصادي، مؤكدين على أن القمة مقدمة للتعاون.
الشام الجديد
وتعد هذه القمة الثلاثية هي الرابعة، فالاجتماع الأول كان بالقاهرة خلال عهد الرئيس العراقي عادل عبد المهدي 2019، ثم سبتمبر 2020 عقد اجتماع آخر على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، ثم اجتماع بالعاصمة الأردنية عمان.
وكشف رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي خلال زيارة لأمريكا في نهاية 2020، عن مشروع أطلق عليه “الشام الجديد” يجمع بين بغداد وعمان والقاهرة.
وكان الرئيس العراقي برهم صالح، وصف التعاون بين بغداد والقاهرة وعمان بأنه نقطة تحوّل نحو آفاق السلام والتنمية في المنطقة وتلبية لتحديات الأوضاع الإقليمية والدولية، مشددا على أهمية “رفع مستوى التنسيق” بين الدول الثلاث و”تنمية آفاق التعاون في الاقتصاد والتجارة والتنمية ومشاريع البنى التحتية ونقل الطاقة والنفط”.