مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

أثار تعاطف العالم.. القصة الكاملة للطفل المغربي ريان

نشر
الأمصار

حالة من القلق والخوف أصابت الملايين داخل المغرب بشكل خاص والعالم بصفة عامة إثر انتشار خبر سقوط الطفل ريان في بئر عميقة واستمراره على قيد الحياة، الأمر الذي أثار شفقة وخوف الكثيرين على الطفل الصغير.

وفي مُحيط الموقع، اجتمع أهالي المنطقة ورفعوا أكف الضراعة راجين فرجاً قريباً أو معجزة تزيد من صبر الطفل ومقاومته للجوع والعطش، وتسبق يد العناية الربانية إليه قبل أن تصل له أيادي المنقذين.

وفي منزل ريان اجتمع الجيران والأقارب، يواسون الأم والأب، وسط مناشدات متتالية للأسرة تتوسل في الإسراع بإنقاذ طفلها الصغير، وإعادته إليها حياً يُرزق.

وتوالت الأدعية إلى أن خفتت أصوات أصحابها من فرط التعب، إلا أن هدير الجرافات، وأصوات رجال الإنقاذ لم تخفت، ومجهوداتهم في تزايد.
 
وانتشرت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، من أغلب المستخدمين والمشاهير معلنين تضامنهم مع الطفل ريان، متمنين سرعة إنقاذه وهو على قيد الحياة.

وتخيل الجميع شعور الطفل الذي ظل محبوساً في قاع بئر ضيق لا يسع شخص ليتمكن من إنقاذه.

قصة سقوط الطفل ريان

في غفلة عن والدي الطفل ريان البالغ من العمر 5 سنوات، يوم الأربعاء الماضي، سقط الطفل في بئر عميقة يبلغ عمقه 62 مترًا، بقرية أغران بإقليم شفشاون، شمال المغرب، مثيرًا حالة من الرعب والخوف في قلوب والديه.

حاول عدد من المتطوعين انتشال الطفل ريان من البئر، لكن فشلت محاولاتهم بسبب ضيق البئر، حيث وصلوا بأجسادهم إلى عمق 20 مترا فقط

وبدأت السلطات المحلية البحث عن الطفل ريان منذ الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء الماضي، مستعينة بجرافة بعد معرفة أن الطفل مازال على قيد الحياة، وأنه عالقًا على عمق 35 مترًا في البئر، يعاني من إصابة وجروحًا طفيفة في الرأس.

مستجدات حفر البئر

تمر ساعات على الطفل ريان، ذو الخمس أعوام، وهو يصارع الموت، والوحدة والخوف، وهو حبيس البئر العميق الضيق، حيث قضي ريان ما يزيد عن 55 ساعة في البئر العميق، ومازالت السلطات المحلية المسئولة في المغرب، تعمل على أعمال الحفر في محاولات لإنقاذه. 

تم حفر ما يقارب 59 من أصل 60 مترا لإنقاذ الطفل ريان، من البئر الضيق، حيث تتم اعمال الحفر بشكل أفقي، في محاولة وخطوة جديدة لإنقاذ الطفل، إلى جانب الحفاظ على إمداد الطفل بالطعام والشراب اللازم لإبقائه على قيد الحياة.

واضطر رجال الإنقاذ للاستعانة بأحد متطوعي الهلال الأحمر المتخصص في تسلق الجبال، ويدعى “عماد”، طالب بالفرقة الثالثة بكلية الحقوق، واستطاع الشاب الوصول في البداية إلى عمق 17 مترًا لتفشل المحاولة الأولى.

وفي المحاولة الثانية وصل “عماد” إلى عمق 27 مترًا ولكنه لم يستطع التقدم أكثر من ذلك، وأكد أن الطفل ريان بخير ولكنه يفقد الوعي ثم يستعيده مجددًا بسبب الضعف والإرهاق، كما أنه مصاب ببعض الجروح السطحية في الرأس.

مخاطر تهدد حياة ريان داخل البئر

تزداد المخاطر التي تواجه حياة الطفل ريان داخل البئر، بسبب سوء طبيعة تربة البئر، والتي منعت القوات من استمرار الحفر الأفقي باستخدام أجهزة، إلا أن السلطات المعنية بذلت جهودها، لاستكمال عملية الحفر ببطء، مع إشراف مهندسين طبوغرافيين، خوفًا من حدوث انهيار في التربة.

اضطرت بالفعل فرق الإنقاذ إلى وقف عمليات الحفر، إثر انهيار جزئي للتربة، قبل أن تعود الجرافات للعمل مجددا من أجل إخراج الطفل البالغ 5 أعوام، من البئر الواقع قرب منزل أسرته في قرية بإقليم شفشاون شمالي المغرب.

على الرغم من التعب الظاهر على وجوههم الشاحبة، يُتابع رجال الإنقاذ حالة الطفل أولاً بأول، وغير بعيد عنهم بضع جرافات تضرب الأرض، لعلها تُزيل أطنان التراب المتراكمة، وتصل إلى الطفل الصغير.

وعلى مدار الأيام الماضية وما شهدتها من محاولات حثيثة لإنقاذ الطفل ريان، استنفرت مختلف السلطات الحكومية، إلى جانب متطوعين، كُل جهودهم للتعجيل بإنقاذه والحفاظ على حياته.

وتمكنت فرق الانقاذ منذ لحظات قليل وبعد تواجد الطفل ريان داخل البئر لمدة 5 أيام من انتشاله خارج البئر، وسط  استعداد مروحية طبية مجهزة بكل وسائل الإنعاش والإسعاف، إلى جانب سيارة إسعاف طبية وفريق صحي يضم طبيب مختص في الإنعاش والتخدير وممرضين في الإنعاش والتخدير، قادمين من المستشفى الإقليمي وثلاثة ممرضين تابعين للمركز الصحي بالمدينة.

وبعد انتشال الطفل ريان برفقة فريق الانقاذ وفريق طبي متخصص، أعلن الديوان الملكي المغربي في بيان، عن وفاة الطفل.

العالم يتضامن مع الطفل ريان

وأعرب عدد كبير من الشعوب على مستوى العالم، عن التضامن الكامل مع الطفل ريان وأسرته، منذ سقوطه وحتى انتشاله متوفياً  وسط حزن شديد سيطر على الجميع بعد اعلان خبر الوفاة.