الناتو يحاول إحياء مشروع غاز من الجزائر إلى أوروبا
أفادت تقارير بأن حلف الناتو يدرس إمكانية بناء خط أنابيب غاز يربط كاتالونيا الإسبانية بألمانيا، ويقلل من اعتماد أوروبا الوسطى على الغاز الروسي رغم أنها تعد مورد غاز موثوقا به، اليوم الخميس.
وجاء ذلك بحسب ما ذكرته صحيفة La Vanguardia الإسبانية نقلا عن مصادر في الحكومة الإسبانية. وتشير الصحيفة إلى أن الخطة الشاملة هي “تحويل شبه الجزيرة الأيبيرية إلى منصة توزيع قادرة بشكل كبير على تقليل الاعتماد الكبير لألمانيا وأوروبا الوسطى على الغاز الروسي”.
كذلك يتم النظر في خيار إعادة إحياء مشروع Midcat غير المنجز، وهو ممر الغاز المتوسطي يهدف لتوصيل الغاز الجزائري إلى وسط أوروبا.
ووفقًا للصحيفة فإن الفكرة تتمحور حول إنشاء خط جديد عبر البيرينيه لإرسال الغاز الطبيعي والمسال الجزائري إلى وسط أوروبا، وذلك بعد معالجة الغاز بواسطة 8 مصانع لإعادة تحويل الغاز، تقع في إسبانيا والبرتغال.
وتوجد 7 مصانع للغاز في إسبانيا ومصنع واحد في البرتغال، ويتضمن المقترح ضخ الغاز من إسبانيا إلى ألمانيا عبر خط أنابيب يفترض نقل ما لا يقل عن 7 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا.
وعلى حد تعبير الصحيفة الإسبانية فإن “الاعتماد الكبير لألمانيا على الغاز الروسي الآن هو أحد نقاط الضعف في الجيواستراتيجية في الاتحاد الأوروبي”.
و“MIDCAT” هو خط أنابيب للغاز يربط إسبانيا وفرنسا بهدف السماح بتدفق الغاز الجزائري إلى أوروبا، وتحديدا سيربط الخط أنظمة الغاز الإسبانية والفرنسية من خلال مناطق كاتالونيا وميدي بيرينيه.
وتم تنفيذ أول 87 كيلومترات من خط أنابيب الغاز، لكنه تم التخلي عن المشروع فيما بعد إذ يعتبر أنه غير مربح في ظل الاتجاه نحو استبدال الغاز بمصادر طاقة متجددة.
وعن مدى جدوى المشروع، أشارت صحيفة “فزغلياد” إلى أن إسبانيا لا تمتلك احتياطيات غاز خاص بها، وتلبي احتياجاتها من الوقود الأزرق من خلال الإمدادات من الجزائر.
وأضافت الصحيفة، أنه “لا معنى ولا فرصة لمد أنبوب جديد من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، إذ يبلغ إجمالي إنتاج الجزائر السنوي من الغاز 20-22 مليار متر مكعب كما أن الجزائر غير قادرة على زيادة حجم المواد الخام المنتجة”.
من جهته قال المحلل في الصندوق الوطني لأمن الطاقة إيغور يوشكوف: “الآن المورد الرئيسي للغاز لإسبانيا هو الجزائر. حتى عام 2021 كانت الدولة الواقعة في شمال إفريقيا ترسل الوقود إلى جنوب أوروبا عبر ممرين رئيسيين. وفي نوفمبر 2021، اندلع صراع بين الجزائر والمغرب. وانتهت بقطع العلاقات الدبلوماسية بينهما بشكل كامل”.