مشوار حياة ملك الكادرات رمسيس مرزوق
توفي ظهر اليوم الجمعة ساحر الضوء وملك الكادرات شاعر الكاميرا مدير التصوير المصري العالمي الفنان “رمسيس مرزوق” بعد مشوار حافل بالعطاء في السينما المصرية عن عمر يناهز الـ 81 عام إثر اصابته بمضاعفات ومتاعب صحية كبيرة بالقلب.
حياته:
اسمه الحقيقي “رع مسيس” ولد فى 1 يونيو عام 1940، في البدرشين بمحافظة الجيزة، له خمسة اشقاء هو الاوسط من بينهم، حكى في احد اللقاءات ان والده كان موظف بسيط ولكنه كان مهتم جدا بتعليم أبنائه وكان ايضا مهتم بشكل كبير بالحضارة الفرعونية، حيث سمي أشقائه الخمسة: الأول “خوفو”، والثانية “نيتوكريس”، والثالثة “نفرتيتي”، والرابع “زوسر”، والأخير “مينا”.
حصل على الشهادة الثانوية من المدرسة السعيدية، بمجموع 76 % إلا أنه كان راسبًا في اللغتين الإنجليزية والفرنسية لذلك لم يستطيع الالتحاق بكلية العلوم، حيث كان يحلم أن يكون عالم كبير ويكمل حياته في دراسة الذرة ليشرف اسم مصر حيث كان مثله الأعلى الدكتور العالم “مصطفى مشرفة”.
حاول إعادة المرحلة الثانوية مرة أخرى لتحسين مجموعه حتى يستطيع دخول كلية العلوم، إلا أن أصدقائه نصحوه بتقديم أوراقه في كلية الفنون التطبيقية، وقام صديق والده الدكتور عثمان أمين أستاذ الفلسفة في كلية الآداب باقناعه بالالتحاق بقسم التصوير.
وبالفعل حصل على بكالوريوس كلية الفنون التطبيقية قسم تصوير جامعة حلوان في عام 1959، ثم قدم في المعهد العالى للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون تخصص تصوير وحصل على البكالوريوس في عام 1963، وقام بعمل الدكتوراه في الإخراج السينمائي وحصل على شهادتها من جامعة السوربون بباريس في عام 1983.
مشواره الفني:
عمل في معظم الأعمال الفنية للمخرجان الكبيران “يوسف شاهين”، و”محمد خان”، فضلا عن عمله في افلام المخرج الكبير “رضوان الكاشف”، المخرج “يسرى نصرالله” والمخرج “شريف عرفة”، قدم خلال مشواره الفني مئات الأعمال السينمائية ووقف أمام كاميراته أشهر نجوم السينما المصرية، منهم أحمد زكي ولبلبة ومديحة كامل ونبيلة عبيد، ومن أبرز أعماله “معالي الوزير”، “حين ميسرة”، “توت توت”، “الصعود إلى الهاوية”، “أضحك الصورة تطلع حلوة”، “المهاجر”، “اسكندرية نيويورك”، “آه يا ليل يا زمن”،”هي فوضى”، “زوجة رجل مهم” و”أسد سيناء”، فضلا عن الأعمال التلفزيونية المميزة.
وقام بتصوير قرابة مائة فيلم روائي مصري، بالإضافة إلى تصويره لأكثر من 20 فيلمًا تسجيليًا. كما أخرج عشرة أفلام تسجيلية، وحصل على 80 جائزة وشهادات تقدير محلية وعالمية وأسس جمعية شباب السينما وكان رئيسها وقام بإفتتاح الكثير من المعارض، وتصدرت جملة “الصورة الفوتوغرافية.. أكثر تعبيرًا عن الصورة السينمائية وأقوى تأثيرًا” جميع معارضه حيث انه كان مؤمن دائما ان الصورة بألف كلمة وان اختيار الكادر مع الاضاءة المناسبة يغنون عن اي كلام يمكن النطق به.
اقتنت المكتبة القومية الفرنسية 40 لوحة من أعماله الفوتوغرافية عام 1970 واختارته السينما الفرنسية كأحد أساتذة الصورة فى تاريخ السينما العالمية وأقامت بانوراما لأعماله فى متحف السينما بباريس.
الجوائز التي حصل عليها:
حصل على العديد من الجوائز وشارك بتصوير مجموعة أفلام إيطالية، وأقام العديد من المعارض الخاصة به بمصر وروما وباريس حصل على حوالي 20 جايزة تقديرية، كما نال رمسيس جوائز وأوسمة وشهادات تقدير من مختلف أنحاء العالم من بينها: جائزة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1963، وجائزة ليبزج بألمانيا الشرقية عن فيلم النيل أرزاق، وقلادة الريادة من الجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافي. وجائزة السينما الافريقية في جنوب أفريقيا لأحسن تصوير عن فيلم المهاجر، وجائزة المركز القومي للفنون التشكيلية، وجائزة لأحسن تصوير في الافلام التسجيلية عن فيلم حارة نجيب محفوظ، وتكريم خاص من مهرجان آرت فيلم بدولة سلوفاكيا وشهادة تقدير من المجلس الاعلى للثقافة تكريماً له بمناسبة مرور 100عام على السينما المصرية.
زوجته:
تزوج من الكاتبة الصحفية والناقدة السينمائية “عواطف صادق” وعاشا معا فوق الثلاثين وفي عام 2017، توفيت زوجته أثناء وجودها معه في مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية.
متاعبه الصحية:
عانى الراحل رمسيس مرزوق من مشاكل صحية كبيرة في القلب خلال الأعوام القليلة الماضية بسبب حزنه على وفاة زوجته في عام 2017،