العراق يستذكر مرور 31 عامًا علي جريمة ملجأ العامرية
يحيي العراق اليوم الأحد، الثالث عشر من فبراير/ شباط، ذكرى شضحايا “ملجأ العامرية” في بغداد، الذي قصفته الطائرات الاميركية قبل 31 عاماً وراح ضحيته اكثر من 400 مدني عراقي غالبيتهم نساء وأطفال “حرقاً.
وتعرض ملجأ العامرية الذي يقع بحي العامرية في بغداد، لقصف أثناء حرب الخليج الثانية، بواسطة طائرتين من نوع أف-117 تحمل قنابل ذكية إلى تدمير الملجأ فسقط المئات من الأطفال والنساء وكبار السن بين قتيل وجريح.
مذبحة الملجأ
وقد استهدفت أمريكا الملجأ خلال عملية «عاصفة الصحراء» بقنبلتين كبيرتين قتلتا 408 مدنيين، بينهم 14 رجلًا و26 شابًا و89 طفلًا وطفلة و261 امرأة، و26 آخرين من جنسيات عربية ومن كبار السن، الذين كانوا يحتمون داخل الملجأ.
فيما زعم الأمريكيين آنذاك أن الملجأ يعد أحد مراكز القيادة العراقية، لكن السلطات العراقية نفت حينها هذه الادعاءات، وكانت طائرات أمريكية تحوم فوق هذا الملجأ على مدى يومين قبل قصفه بالقنابل الذكية التي أودت بحياة المئات.
وفي الساعة الرابعة والنصف فجراً قصفت طائرة أميركية الملجأ، ونفذت القنبلة الثانية للطابق الأرضي حيث ينام الملتجئين إلى الأمان، وكان الانفجار وكان الحريق، غلقت الأبواب، فلا يدخل منجد ولا يخرج طالب نجاة، ولقد صممت جدران الملجأ لتعزل من هم بالداخل من أي انفجار، ولكنها حبستهم في داخل الملجأ ليلقوا حتفهم بالموت حرقا، وأصبح الملجأ بعد القصف أشبه بمقبرة جماعية، حتى إن أهالى العامرية لم يتمكنوا من التعرف على جثث القتلى.
يقع الملجأ بحي العامرية في بغداد، وقد أخذ اسمه من الحي الذي يقع فيه بين البيوت السكنية، بجوار مسجد ومدرسة ابتدائية، هو ملجأ مجهز للتحصن ضد الضربات الكتلوية أي الضربات بالأسلحة غير التقليدية الكيماوية أو الجرثومية، محكم ضد الإشعاع الذري والنووي والتلوث الجوي بهذه الإشعاعات.
ويتسع الملجأ لألف وخمسمائة شخص، ويمكن أن يلجأوا داخله لأيام دون الحاجة إلى العالم الخارجي، فهو مجهز بالماء والغذاء والكهرباء والهواء النقي غير الملوث. البناية ثلاثة طوابق، مساحة الطابق 500 متر مربع، سمك جداره يزيد على متر ونصف المتر كذلك سقفه المسلح بعوارض حديدية سمكها أربعة سنتيمترات، تؤدي أبواب الطوارئ الخلفية إلى السرداب وتؤدي سلالمه الداخلية إلى الطابق الأرضي حيث كان يقيم الملتجئين.
عقب أن انتهى الحادث، توعد الرئيس الأسبق صدام حسين أمريكا كعادته، وقدم التعازي في شهداء الملجأ، فانشرح صدر اهالي الضحايا، وزاد من قناعتهم قرار صدام بأن تكبر المساجد وتقرع أجراس الكنائس معًا في ذكرى اليوم المشؤوم كل عام، تذكيرًا لما ارتكبه الأمريكيون من حماقة على الأراضي العراقية.
أعمال نحتية للمذبحة
ويستذكر عراقيون عبر حساباتهم في “تويتر، فيسبوك” ماحدث في مثل هذا اليوم من عام 1991، وجسدت العديد من الأعمال النحتية هذه الحادثة، ومنها نصب الملجأ والذي يتمثل هذا العمل النحتي بإظهار رأس إنسان من بين قوالب حجرية متينة محيطة به وتكون بشَرة الوجه مشدودة بإفراط قاسٍ مع معالم سطحية متوتّرة كثيرة الظلال.
أما تكوين الفم فيوحي بصرخة متصلبة أزلية، وأن المشهد الكلّي لهذا العمل النحتي يُثير الرعب في النفس ويحرك المشاعر نحو مدى العسر الذي مر به الشعب العراقي آنذاك. ومن ناحية أخرى فإنه يطبع في الذهن مرارة مِحنة شعب مستمِرّة.