زيارة موسى فكي هل تنهي القطيعة وتعيد السودان للبيت الإفريقي؟
هل ستنهي القطيعة وتعيد السودان للاتحاد الإفريقي أم الغرض منها طرح مبادرة إفريقية لحل الأزمة السودانية؟ سؤال طرحه المتابعون للشأن السوداني فور الإعلان عن زيارة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي للبلاد التي وصلها أمس.
وتأتي الزيارة في ظروف بالغة التعقيد لمناقشة الأزمة السودانية التي تشهد توترات وانقسامات سياسية حادة بين كافة الأطراف، كما تأتي الزيارة بعد تجميد مجلس السلم والأمن الافريقي عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي منذ قرارات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في (٢٥) أكتوبر الماضي وحرمانه من المشاركة في القمة التي انتهت اعمالها الأسبوع الماضي باديس أبابا.
وبحسب الناطق الرسمي باسم الخارجية السفير خالد فرح فإن الزيارة تستغرق يومين، في إطار دور الاتحاد لحل الأزمة السياسية بالبلاد وسعي الخرطوم لاستئناف عضويتها بالاتحاد الإفريقي.
وأشار فرح إلى أن فكي سيبحث تطورات الأزمة مع رئيس مجلس السيادة. وعليه فإن زيارة فكي تأتي في إطار التحركات الماكوكية التي تشهدها البلاد من قبل المجتمع الدولي والاقليمي، لحل الأزمة السياسية السودانية التي أصبحت اكثراً تعقيداً في ظل تباعد الرؤى والتوافق بين الفرقاء السودانيين، وبعد فشل كثير من المبادرات الوطنية في جمع وتوحيد الصف بين الأطراف، مما دفع الولايات المتحدة الأمريكية لطرح مبادرة تحت غطاء اممي برعاية الأمم المتحدة وجدت الدعم والترحيب من قبل الدول العربية والاوربية، اما في الداخل فقد رحب بها البعض ورفضها البعض الآخر.
(إيقاد) على الخط
وفي إطار حل الأزمة السياسية زار البلاد وفد الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا (إيقاد)، برئاسة سكرتيرها التنفيذي ورقنة قبيهو، في إطار جهود المنظمة للإطلاع على تطورات الأوضاع بالبلاد، وكان مجلس السيادة قد رحب باية مبادرة لـ (إيقاد) تسهم في التوصل لمعالجات تعزز الاستقرار.
واستمع حينها قبيهو لكافة الأطراف السودانية إضافة إلى المبعوث الأممي فولكر بيتريس.
البيت الإفريقي
اما على الصعيد الداخلي وفور الإعلان عن مبادرة الأمم المتحدة بقيادة فولكر بيتريس من أجل الحوار بين الأطراف السودانية، فقد سارع حاكم إقليم دارفور اركو مناوي بالترحيب بها، داعياً الاتحاد الإفريقي للانضمام إلى المبادرة حتى لا يخرج الحل عن البيت الافريقي.
كما أن الزيارة تتزامن مع اختتام فولكر بيرتس مشاوراته مع المكونات السودانية، بغرض إيجاد حل ومخرج سياسي آمن للسودان الذي يشهد أزمة سياسية حادة.
هل تنتهي القطيعة؟
وحول السؤال عن الغرض من الزيارة في هذا التوقيت، أكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى لـ(موقع الأمصار) أن زيارة موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي للسودان ستنهي قطيعة مفتعلة مع رئاسة الاتحاد عقب التطورات السياسية التي تمت بعد قرارات الفريق اول ركن البرهان في (٢٥) اكتوبر الماضي التي وضعت حداً للشراكة مع قوى الحرية والتغيير، وقرر بموجبها مجلس الامن والسلم الافريقي تجميد عضوية السودان في الاتحاد الافريقي.
استحكام الأزمة
وبحسب مراقبين فإن زيارة رئيس المفوضية الافريقية موسى فكي للسودان تأتي في ظروف دقيقة تمر بها البلاد عقب استحكام الازمة السياسية ونشاط بعثة الامم المتحدة في اجراء مشاورات سياسية، مما يعد تجاوزاً لدور الاتحاد الافريقي الذي بعث رئيس المفوضية السياسية السفير بانكولي الى الخرطوم قبيل انعقاد القمة الإفريقية.
وبحسب مصدر دبلوماسي رفيع المستوى تحدث لـ (موقع الأمصار) فإن موسى فكي سيناقش مع قيادات الدولة، خاصة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي ونائبه الفريق محمد حمدان دقلو، الخطوات المطلوبة لرفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد، إضافة الى دور الاتحاد الافريقي المستقبلي في حل الازمة السياسية تحت مبادئ الاتحاد التي تدعو الى حل المشكلات الافريقية بواسطة الأفارقة أنفسهم.
ولم يتوقع المصدر الدبلوماسي أن يقدم موسى فكي مبادرة في هذا الصدد، لكن سيناقش كيفية تفعيل الآليات الافريقية خاصة دور مبعوث الاتحاد الافريقي للقرن الافريقي الرئيس ابوسانجو، بجانب الآلية رفيعة المستوى بواسطة ثامبو امبيكي.
قضية إفريقية
وشكك المصدر في أن يرتضي الاتحاد الافريقي دوراً مساعداً في مبادرة الامم المتحدة، لأن الاصل ان يقود الاتحاد مبادرة الوساطة السياسية وان تقدم الامم المتحدة الدعم الفني اللازم لانجاح جهود الاتحاد الافريقي.
وتوقع المصدر ان تنشط جهود الاتحاد الافريقي عقب الزيارة بصورة تتجاوز جهود فولكر للمشاورات السياسية، باعتبار ان قضية السودان قضية افريقية في المقام الاول.
وتوقع مراقبون ان ترفض القوى الحزبية المناهضة للبرهان دور الاتحاد الافريقي لأنها تجد الدعم والسند والتمويل من المجتمع الغربي، وأن دخول الاتحاد الافريقي سيحرمها من الدعم السياسي الغربي لأنه سيقف من جميع القوى السياسية على مسافة واحدة. كما أن للاتحاد آليات ومؤسسات تستطيع ان تفرض الحل على الجميع اذا توفرت الارادة السياسية.