60 عامًا.. الكنيسة القبطية بالكويت تحتفل بالعيد الوطني للاستقلال
تزينت كاتدرائية مارمرقس للأقباط الأرثوذكس في الكويت بالأعلام وصور الأمير الشيخ نواف الأحمد وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، إيذانًا بقرب احتفالات البلاد بالعيد الوطني ويوم التحرير، يومي 25 و26 فبراير الجاري، كما رفعت على أسوار الكنيسة بمنطقة حولي أعلام البلاد وصور قادتها احتفالا بالأعياد.
وعلقت الكنيسة يافطات كتب عليها: «الكويت العامرة لتكن أيامك كلها أعياد»، و«قيادة حكيمة.. شعب مضياف.. الكل يذكر ويشكر الإنصاف»، و«كويت العز.. كويت الكرامة.. دمت ودامت أعيادك».
وتهنئ الكنيسة القبطية المصرية بالدولة، القيادة والحكومة والشعب منذ أكثر من 60 عاما بالعيد الوطني وهو تاريخ نشأة الكنيسة المصرية، كما تتزين احتفالا وتضامنا مع شعب الكويت بمناسبة عيد الاستقلال، وترسل برقيات التهنئة للأسرة الحاكمة بالدولة والحكومة وكافة رموز الشعب الكويتي تعبيرا منها على الأخوة ومتانة العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين.
ويقول راعي الكنيسة القبطية المصرية القمص بيجول الأنبا بيشوي: إذا كانت الأعياد الوطنية مناسبة نستذكر فيها مواقف وأحداثاً خالدة في ضمير الوطن ومناسبة للتعبير عن البهجة والفرح، فإنها أيضاً فرصة لأن نستلهم ما تحمله تلك المناسبات من قيم وعبر، ونستحضر مبادئها لتكون نبراساً للإنسانية في حاضرها وفي العمل للمستقبل.
وأضاف: «نستلهم من العيد الوطني للبلاد قيم السلام والحرية، باعتبارهما دعامات للنهضة والأسباب الرئيسة للتقدم، حيث اتجهت البلاد بعد إلغاء اتفاقية الحماية مع بريطانيا العظمى نحو بناء دولة المؤسسات وإطلاق طاقات المجتمع وتخطيط توظيف الموارد وتأسيس تنمية نالت كل المجالات وأطراف الدولة».
وزاد بالقول: «أما عيد التحرير فيحمل لنا قيم التضحية والفداء من أجل الوطن، وهنا نتذكر كل الشهداء الذين قدّموا أرواحهم فداء لهذه الأرض الطيبة، وروح المقاومة المجيدة، ونتذكر حكمة القيادة السياسية الكويتية ونجاح جهودها في الوصول إلى لحظة التحرير الخالدة».
وتشارك الكنيسة القبطية المصرية طوال العام في كافة الأعياد والمناسبات الوطنية منها والدينية مع أشقائها في دولة الكويت مسلمين وأقباط كمثال يحتذى في التلاحم بين الأشقاء في البلدبن وتعبيرا عن الوحدة والتوافق.
وترجع جذور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالدولة إلى خمسينيات القرن الماضي، إذ بدأت أعداد الأقباط الذين يفدون إلى العمل بالبلاد تتزايد، في وقت كانت الكنيستان الكاثوليكية والإنجيلية مشيدتين في البلاد.
ففي عام 1960 وجه قداسة البابا كيرلس السادس خطابا إلى الأمير حينذاك الشيخ عبد الله السالم يشكره فيه على ما يقابله المسيحيون الأرثوذكس المقيمون بالكويت من رعاية، مطالبا الموافقة للتصريح ببناء كنيسة أرثوذكسية بالكويت لتأدية الشعائر الدينية الخاصة بالأقباط الأرثوذكس؛ حيث تمت الموافقة على بناء الكنيسة وتم تشييدها في عام 1961.
وتجدر الإشارة إلى أن أول قداس أقيم بالكنيسة المصرية كان في 17 من شهر يونيو 1961 بمناسبة العيد الأول لاستقلال الدولة وبعد تحرير الكويت وبسبب ظروف الغزو العراقي وإغفال صيانة مبنى الكنيسة فإن الجهات المختصة الكويتية سمحت للكنيسة بإجراء كثير من الترميمات وبعض التوسعات الرأسية بناء على موافقات ورخصة ترميم للمبنى صدرت عن البلد في عام 1993.