مصر تؤكد بقاء السياح الأوكرانيين والروس على أراضيها إلى حين عودتهم بأمان
أعلنت مصر التي تستقبل سنويًا مئات آلاف الروس والأوكرانيين في فنادقها المطلة على البحر الأحمر، أنها ستضمن بقاء السياح من هذين البلدين على أراضيها إلى حين ضمان "عودة آمنة" لهم في حال تم إلغاء رحلات جوية على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وفي اليوم نفسه الذي شن فيه الجيش الروسي هجوما جويا وبريا مكثفا على أوكرانيا، عقد مسؤولون من قطاع السياحة المصري اجتماعا "لمناقشة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية"، وفقا لبيان صادر عن وزارة السياحة.
وتم خلال الاجتماع "التأكيد على استمرار" إقامة هؤلاء السياح "بالفنادق التي يقيمون بها بمصر حتى عودتهم بصورة آمنة إلى بلادهم".
والخميس وألغيت الرحلات الجوية في مطارات المدن الكبيرة في جنوب روسيا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا حيث تشن موسكو عملية عسكرية، وفق ما أعلنت وكالة الطيران الروسية.
كما أوقفت شركات طيران عدة رحلاتها الجوية إلى أوكرانيا حتى قبل بدء المعارك.
وفي سياق اخر، قال جيورجي بوريسينكو، السفير الروسي بالقاهرة، إن الأزمة بدأت في إقليم دونباس في عام 2014 عندما تعرض الروس للاضطهاد والقتل وأعلنوا إلغاء اللغة الروسية.
وأضاف، أن الموجودين في سدة الحكم في أوكرانيا الآن، وصلوا عن طريق انقلاب غير شرعي وهاجموا وقتلوا المدنيين.
وأضاف خلال تصريحات تليفزيونية: “لدينا علاقات متميزة بالشعب الأوكراني وأنهم لديهم الحكم في اختيار من يحكمهم”، لافتا إلى أن الحكام في (كييف) لم ينفذوا اتفاقية (مينسك) رغم أن روسيا الاتحادية حاولت التفاوض معهم لتنفيذها.
وتابع: “نطالب امريكا وحلف الناتو بإخراج جميع القوات الأجنبية من جميع دول شرق أوروبا بما فيها القواعد العسكرية الأمريكية في ألمانيا وفرنسا”، مضيفا أن لو تركنا الأمريكان يضعون صواريخ بأوكرانيا سويف يستطيعون ضرب قلب العاصمة الروسية خلال 5 دقائق، مضيفا أن روسيا جاهزة دائما للمفاوضات وهى من بادرت بتوقيع دونباس وطالبنا فرنسا وألمانيا بالـثير على السلطات الأوكرانية.
وأوضح أن روسيا تتعايش مع العقوبات التى يتم فرضها منذ اكثر من 100 عام وتأقلمنا عليها، مضيفا أنه منذ 2011 روسيا تتعرض لمواجات كبيرة من العقوبات بمثابة 10 عقوبات سنويا وما تم فرضه مؤخرا قرارات قديمة يخدعون بها الرأى العام، والعقوبات المفروضة على روسيا تدفعنا للتطور والاعتمام على أنفسنا اقتصاديا وسياسيا.
وأكد أن روسيا لا تود حروب أو صراعات ولكن سنتعامل مع أي هجوم على الأمن القومي، مضيفا أن العلاقات المصرية الروسية في نمو كبير، وأعتقد أن هناك آفاق واعده لتعاون أكبر خاصة في توريد الحبوب، مؤكدا ان روسيا جاهزة دائمًا للمفاوضات وهى من بادرت بتوقيع (دونباس) وطالبنا فرنسا وألمانيا التأثير على السلطات الأوكرانية.. وللأسف لم يلتزم أحد.
اتفاقية مينسك
وتابع أنه في عام ٢٠١٥ حينما وقعت اتفاقية (مينسك) بإلزام السلطات الأوكرانية بالعفو الشامل عن شعب (دونباس) ولم ينفذوا حتى الان، مضيفا أنه ما يحدث داخل أوكرانيا ليس هو سبب الأزمة الوحيد ولكن ضمان الأمن داخل روسيا لأنها تشعر بتهديدات من أمريكا و(الناتو)، مؤكدا ان مشكلة روسيا الأساسية هي التهديدات التي تمثلها القواعد العسكرية الأمريكية على الأمن القومي الروسي.
فيما قال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي: سنحرص على جعل روسيا فاشلة على الصعيد الاستراتيجي وسنعزلها عن العالم.
وأكدت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، محذرة من أنّ الحرب الروسية في أوكرانيا تشكّل "خطراً اقتصادياً كبيراً على المنطقة والعالم".
وقالت جورجييفا في تدوينة لها عبر الحساب الرسمية لها على تويتر "إن الأمر أصبح يهدّد النمو العالمي".
وأضاف جورجييفا "أشعر بقلق كبير حيال ما يحصل في أوكرانيا، وقبل كل شيء، حيال العواقب على أناس أبرياء. هذا يشكّل خطراً اقتصادياً كبيراً على المنطقة والعالم. نحن نقيّم التداعيات ومستعدّون لدعم أعضائنا عند الحاجة".
وفجر الخميس، بدأت روسيا عملية عسكرية شاملة في الأراضي الأوكرانية بعد 3 أيام من اعترافها باستقلال منطقتي "دونيتسك" و"لوهانسك" شرقي أوكرانيا، رغم تحذيرات دولية من ردود فعل قوية حال الإقدام على هذه الخطوة.
وتلا ذلك، سماع دوي انفجارات في عدة مدن أوكرانية بينها العاصمة كييف قرب خط الجبهة وعلى امتداد سواحل البلاد ومن ثم دوت صافرات سيارات الإسعاف في أرجاء واسعة بالبلاد.
وفي كلمة متلفزة، أجاز بوتين عملية عسكرية خاصة في دونباس، محذرا من أنه في حالة حدوث تدخل أجنبي فإن روسيا سترد على الفور، مؤكدا أن تحركات روسيا إنما هي للدفاع عن النفس من التهديدات ومن مشكلات أكبر من الموجودة اليوم.
إغلاق مطار أوكرانيا
وكانت أوكرانيا أغلقت الخميس مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية، فيما كتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر أن بلاده تواجه "غزوا كاملا".
وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مواطنيه على البقاء في منازلهم قدر الإمكان، قائلا: "نحن أقوياء ومستعدون لكل شيء وسننتصر".