العلاقات المصرية السعودية.. تاريخ عريق ومصير مشترك
شهدت مصر والسعودية تاريخًا مشتركًا وأواصر راسخة وعلاقات تاريخية، ورؤى مشتركة، وتنسيق، ويميزهما في محيطهما العربى والشرق أوسطى منذ أمد بعيد.
وتميزت العلاقات بين البلدين بالعمق والمتانة والاستقرار، باعتبارهما البلدين الكبيرين في محيطهما العربي والشرق أوسطي، ويعدان ركيزتين أساسيتين من ركائز استقرار المنطقة والعمل العربي المشترك.
زيارة رسمية
حيث يتوجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء، إلى مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية في زيارة رسمية.
وتأتي الزيارة في إطار عمق العلاقات المصرية السعودية وما يربط بين الدولتين الشقيقتين من علاقات أخوة وتعاون على جميع الأصعدة، حيث سيبحث الرئيس خلال الزيارة مع شقيقيه الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين البلدين، فضلاً عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي.
الزيارات المتبادلة بين البلدين
2019
قام السيسي بزيارة للسعودية، للمشاركة في القمة العربية الطارئة والقمة الإسلامية، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
2017
في عام 2017، زار السيسي السعودية وجاءت الزيارة لتؤكد للعالم كله أن هناك علاقات تاريخية واستراتيجية بين القاهرة والرياض.
وقال حزب المؤتمربرئاسة الربان عمر المختار صميدة، إن زيارة الرئيس السيسى ومباحثاته مع الملك سلمان بن عبد العزيز ناجحة وحققت جميع أهدافها السياسية والاقتصادية والوقوف صفا واحدا ضد مكافحة الإرهاب الأسود كما أنها حققت أهدافها لجميع الدول العربية خاصة أن هناك تطابقا تاما بين وجهتى نظر القاهرة والرياض تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية بصفة خاصة وتجاه القضايا التى تهم الدول العربية بصفة خاصة وقد تجلى ذلك بصورة واضحة وحاسمة من خلال رفض قيادتي البلدين الشقيقين فى أى تدخل خارجى فى شئون الدول العربية.
2016
وقام ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز بزيارة لمصر، حظي باستقبال حافل، عكس أهمية الزيارة بالنسبة إلى مصر.
وشهدت الزيارة عقد الاجتماع السادس للمجلس التنسيقي المصري السعودي، الذي اتُفق على إنشائه في نوفمبر 2015 في إطار تفعيل "إعلان القاهرة"، وتضمن ستة بنود تتعلق بالتعاون العسكري والاقتصادي والاستثماري والطاقة والإعلام والثقافة.
وخلال الزيارة منح الرئيس السيسي جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز "قلادة النيل" التي تعد أرفع وسام مصري؛ وذلك تقديرًا للعلاقات التاريخية والمواقف النبيلة التي اتخذها جلالة الملك إزاء مصر.
مايو 2015
قام السيسي بزيارة عمل سريعة للسعودية، حيث كان استقبله بمطار القاعدة العسكرية فى الرياض كل من الأمير محمد بن نايف ولىّ العهد، والأمير محمد بن سلمان ولىّ ولىّ العهد.
وعقب استعراض حرس الشرف، توجه الرئيس برفقة كل من الأمير محمد بن نايف ولىّ العهد والأمير محمد بن سلمان ولىّ ولىّ العهد إلى المزرعة الخاصة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذى كان فى استقبال الرئيس، حيث اصطحبه فى جولة لتفقد الأجنحة المختلفة للمزرعة التى شُيدت على الطراز السعودى القديم.
قد أجرى خادم الحرمين الشريفين والرئيس مباحثات عكست قوة ومتانة العلاقات التاريخية والوثيقة التى تجمع بين البلدين، وحرصهما على تعزيز التشاور والتنسيق فيما بينهما بما يحقق مصلحة الأمتين العربية والإسلامية. كما تم التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون المشترك بين البلدين فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية.
وأضاف السفير علاء يوسف أن الجانبين استعرضا أيضاً مستجدات الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية، لاسيما فيما يتعلق بالتطورات الجارية فى اليمن وسبل الحفاظ على وحدة هذا البلد الشقيق وسلامة أراضيه ومؤسساته الشرعية، فضلاً عن أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولى لعدم السماح بالمساس بأمن البحر الأحمر وتهديد حركة الملاحة الدولية.
وأكد الجانبين على أهمية مجابهة كافة محاولات التدخل فى الدول العربية أياً كان مصدرها، والتصدى لكافة المخططات التى تستهدف بث الفرقة والانقسام بين الأشقاء، وذلك حفاظاً على الأمن القومى العربى الذى نهدف إلى تعزيزه فى مواجهة محاولات اختراقه وإضعافه.
وقد أقام خادم الحرمين الشريفين مأدبة غداء تكريماً الرئيس والوفد المرافق له، توجه بعدها الرئيس إلى مطار القاعدة العسكرية فى الرياض برفقة كل من الأمير محمد بن نايف ولىّ العهد و الأمير محمد بن سلمان ولىّ ولىّ العهد، حيث كانا فى وداع سيادته. وقد وصل الرئيس فى وقت لاحق إلى أرض الوطن.
مارس 2015
توجه السيسى، إلى السعودية، فى أول زيارة رسمية، منذ تولى الملك سلمان بن عبد العزيز حكم المملكة، خلفا لشقيقه الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وتهدف الزيارة إلى تعزيز ودعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية، فى ضوء المواقف المشرفة للمملكة والتى ساندت من خلالها الإرادة الحرة للشعب المصرى.
وتولى السيسي، اهتماما خاصا للتواصل والتنسيق المشترك بين البلدين على كل الأصعدة، فى ظل الهجمة الشرسة التى تعرضت لها الأمة العربية وسعى بعض الأطراف والجماعات المتطرفة لاستغلال الفراغ الذى خلفه الاقتتال الداخلى وحالة الضعف فى بعض الدول للتوسع والإضرار باستقرار ومستقبل شعوب المنطقة.
وثمن السيسى غالياً المواقف التاريخية للملك سلمان بن عبد العزيز أثناء تطوعه فى الجيش المصرى وقت العدوان الثلاثى، وكذا قيادته لحملة لدعم النازحين المصريين وقتئذٍ، وتضامنه مع مصر خلال حرب أكتوبر 1973"، ووصفت الرئاسة المصرية هذه المواقف بأنها "تدلل على الأخوة الحقيقية والصداقة الوفية، وتأتى متسقة مع الإطار العام الذى يضم العلاقات بين البلدين ويكلله التقدير والمودة والاحترام المتبادل، مما يجعل العلاقات بين البلدين الشقيقين نموذجاً يُحتذى لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية".
وأكد السيسى، على متانة العلاقات السعودية المصرية، وأنها مازالت على نفس المستوى من العمق والتقارب؛ مشيرا إلى أن زيارته اليوم إلى المملكة تهدف إلى المزيد من التنسيق والتشاور مع الملك سلمان فيما يتعلق بأبرز الملفات الساخنة التى تهم البلدين، وليس لتنقية الأجواء مع الرياض كما تحدث البعض.
يونيو 2016
استقبل السيسي العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، في زيارة رسمية إلى مصر. وجرت جلسة المباحثات داخل الطائرة الملكية المقلة للعاهل السعودي.
العلاقات بين البدين
تتسم العلاقة بين مصر والسعودية، بالقوة والاستمرارية والتطور، وهذا ما أكده الرئيس المصري بالقول: “أؤكد اعتزازي الدائم بالعلاقات المتميزة التي تربط مصر والسعودية على المستويين الرسمي والشعبي”، والملك المؤسس الراحل عبد العزيز قال: “لا غنى للعرب عن مصر ولا غنى لمصر عن العرب”.
مواقف لا تنسى بين البلدين
العلاقات المشتركة والمصالح المتبادلة بين السعودية ومصر على جميع الأوجه السياسية والاقتصادية والتجارية لها تاريخ وجذور من الترابط والتماسك في السراء والضراء، ففي ذاكرة العلاقات كانت المملكة العربية السعودية تقف بكل ثقلها إلى جانب مصر في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وقدمت السعودية لمصر في 1956 نحو 100 مليون دولار، بعد سحب العرض الأمريكي لبناء السد العالي، وساندت مصر في العدوان الثلاثي وشارك في الحرب الملك سلمان والملك فهد والأمير تركي، والأمير محمد، وبعد انتهاء العدوان الثلاثي قام الملك سلمان بتشكيل لجنة لجمع التبرعات لصالح أهالي السويس، باسم “لجنة التبرع لمنكوبي السويس”.
العلاقات السعودية - المصرية الرسمية لها جذور وامتداد منذ اتفاقية دفاع مشترك وقعت عام 1955 بين البلدين، ورأس وفد المملكة العربية السعودية حينها الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، ولا ننسى من المواقف التاريخية قرار الملك فيصل بن عبد العزيز أثناء حرب أكتوبر (تشرين الأول) بقطع إمدادات البترول لوقف العدوان على مصر.
فتعد العلاقات المصرية - السعودية مثال عربي يحتذى في مجال العلاقات بين الدول في مجالات مختلفة؛ منها الاقتصادي والتجاري والصناعي والعسكري والتقني والطبي وحتى العلاقات الثقافية والدينية، حيث تم الاتفاق على نهج الفتوى واعتبار أن الاختلاف هو اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد.
ولعل مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية المشتركة مع السعودية مثالٌ ناجحٌ على حجم التبادل الاقتصادي، فالقاهرة بين أكبر 20 شريكاً تجارياً للرياض بنحو أكثر من مائة مليار هو حجم التبادل التجاري بين السعودية ومصر خلال 10 أعوام ماضية، وفق تقرير جريدة الاقتصادية.
ولعل استثمار اللغة الدبلوماسية التي دأب الطرفان على استخدامها نظراً لعمق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، كان عاملاً مهماً وناجحاً، في معالجة قضايا المنطقة.
التلاقي السعودي المصري
التلاقي السعودي المصري هو تكامل أدوار لأكبر قوى عربية وإقليمية فاعلة في المنطقة، ربطه تاريخ طويل، وليس وليد اليوم وليس موجهاً ضد أحد، بل كان الدور المشترك السعودي - المصري داعماً ورافداً لقضايا الأمة العربية والإسلامية وعامل توازن واستقرار أمام محاولات الاستقطاب والاحتواء والتغول الإيراني في المنطقة العربية خاصة، والإسلامية عامة.
تطور العلاقات السعودية، المصرية بالتأكيد ينعكس إيجاباً على القضايا العربية والمشاكل في دول المنطقة بدءاً من سوريا ومروراً بليبيا وانتهاء باليمن والعراق، فالتغول العدواني في المنطقة يضع الدولتين (مصر والسعودية) في سلة واحدة في تعاطيه مع المنطقة، وبالتالي لا يمكن أن يكون الموقف العربي منفرداً في مواجهة هذا التغول، فالتحالف المتوازن بين السعودية ومصر يقوم على رفض كل التدخلات الإقليمية في شؤون الدول العربية.
العلاقات السعودية - المصرية ستبقى متميزة ثابتة لأنها مستمدة من تاريخ طويل جمع البلدين والشعبين عبر سلسلة من الأحداث والوقائع يمكنها أن تحصن العلاقات من أي خلافات تشوبها أو تعترضها مستقبل