مشروع ضخم لإعادة تدوير النفايات في 8 دول تشمل المغرب والجزائر
أعلن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية مشروعًا ضخمًا لإعادة تدوير النفايات، بالتعاون مع مؤسسات من القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يأتي ذلك في إطار الجهود الرامية إلى الحد من الأثر البيئي الناتج عن النفايات البلاستيكية والزجاجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبهدف تعزيز الإدارة المستدامة للنفايات وترشيد الإنتاج والاستهلاك بصفة مشتركة في القطاعين الخاص والعام.
ويمتد المشروع عبر الجزائر ومصر والأردن ولبنان والمغرب والسعودية وتونس والإمارات، إذ يرسم خريطة طريق واضحة لهذا التعاون.
كما يهدف المشروع -حسب بيان صحفي حصلت "الطاقة" على نسخة منه، اليوم الثلاثاء- إلى التحول من الاقتصاد الخطي إلى الاقتصاد الدائري، إذ يُعاد تدوير الزجاج والبلاستيك ويُعاد استخدامهما، وتُحول قيمة الزجاج والبلاستيك المستخدم إلى نقود لدعم الاقتصاد المحلي وتحفيز إعادة التدوير بين المستهلكين.
أهمية إعادة تدوير النفايات
من شأن المشروع -الذي يحمل عنوان "مشروع صفر"- الحد من أثر الكربون في البلدان المستهدفة، عن طريق تحويل نفايات التغليف من المطامر والنفايات والمسطحات المائية والبيئية من خلال استرداد معظم المنتجات البلاستيكية والألياف والزجاج والمعادن القابلة وغير القابلة لإعادة التدوير.
وهذا بدوره يدعم تحقيق أثر بيئي أقوى وفعال من حيث التكلفة وآلية التنفيذ والأثر العام، وهذه المبادرة لن تحافظ على نظافة المدن فحسب، وإنما ستخلق فرص عمل وستعزز الأماكن العامة من خلال تركيب العديد من الأثاث المعاد تدويره.
ففي عام 2016، أنتجت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 129 مليون طن من النفايات، يُعاد تدوير 9% منها فقط، أمّا الغالبية الباقية فتُرمى في الحقول المكشوفة والمكبّات.
ومن المتوقع أن تضاعف المنطقة توليد النفايات بحلول عام 2050، وتشكل نفايات الزجاج والبلاستيك ما يقارب من 15% من إجمالي النفايات في المنطقة.
حلول مبتكرة لإعادة تدوير النفايات
ترى المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ميمونة محمد شريف، أن القطاع الخاص أخذ زمام المبادرة في توفير حلول مبتكرة للتنمية المستدامة والعادلة للمجتمعات.
وقالت في بيان صحفي اليوم: إن "برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية يود الاستفادة من هذه القيادة واستكمالها من خلال برامجه ومنصاته التي تشجع على التفاعل، لمواصلة تعزيز التعاون الوثيق القائم بين مجتمع الأعمال التجارية والجهات الفاعلة على المستوى المحلي لتحسين تأثير الالتزامات العالمية وجداول أعمال خطط التنمية، وعلى وجه التحديد، جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة وأهدافه الـ17، وبالإضافة الى الالتزامات العالمية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، المتبلورة ضمن خطتنا الإستراتيجية 2020-2023".
من ناحيته، أكد الممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الدول العربية، الدكتور عرفان علي، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشهد معدلات غير مسبوقة من النمو السكاني والحضري، وتحتاج المدن في جميع أنحاء المنطقة بصورة متزايدة الحاجة إلى إنشاء نظم مستدامة لإعادة تدوير النفايات المتزايدة وضمان صحة مجتمعاتها المحلية وسلامتها مع الحفاظ على نظافة مساحاتها الحضرية.
ويلتزم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية باتخاذ التدابير التي تهدف إلى إنشاء اقتصاد دائري وزيادة الوعي بالفوائد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية العائدة من تقليل النفايات البلاستيكية وإعادة استخدامها وإعادة تدويرها.