علي الطواب يكتب: إدارة الأزمات علم ينتفع به .. مصر ... نموذج
حينما تواجه الدول أزمات متعددة وليست طرفا فيها أو حتي في صناعتها هنا تكون الكارثة وما يزيدها هو عدم التحرك الفوري ازاء تفاديها أو تقليل خسائرها، ولنا في الملف الروسي الأوكراني عظة وعبرة دولة عظمي وهي روسيا تخطط من زمن بعيد كيف تعيد مجدا سوفيتيا زال وانتهي وترتب لنفسها كيف تحمي خاصرتها _علي حد وصفهم _ من تمدد اوروبي امريكي وشيك لاسيما في ظل تحركات أوكرانية علي مدار سنوات متعددة أن تكون في حضن اتحاد اوروبي متعدد الدول وحلف عسكري متنوع القوي العسكرية الناتو، وهنا تقف روسيا بقيصرها العجوز الشاب_ في الوقت نفسه_ الذي سبق وخطط ورتب وأعد للمواجهة الاقتصادية اولا والسياسية الدولية ثانيا والعسكرية ثالثا والأخيرة هذه هي الاسهل والاوفر حظا له لأنه يمتلك العتاد والمصانع والرجال والعقول ورغم الإدانة الدولية لما فعله في اوكرانيا إلا أنه لا يزال صلبا وتفاجأ الجميع بهشاشة الرد الأمريكي والأوروبي
وهنا تساءل الكثيرون ما علاقة ذلك بنا والجامعة العربية التي اجتمع مندوبوها...هنا العلاقة وثيقة وصعبة ومعقدة
فمصر ولبنان وليبيا مثلا من أوائل الدول استيرادا للقمح والحديد وبقية المعادن
والأزمة طالت الأطراف كلها توقف شحن القمح تارة جراء الحرب وتارة للضغط الدولي
لكن مصر فورا طبقت معايير الأمان وفن إدارة الأزمة مبكراً حتي لا تقع في عين العاصفة الاقتصادية ومحاولة سريعة لتقليل شدة الأزمة_ وارجو الا ينسي أحد أن مصر ١٠٠ مليون وهناك إخوة واشقاء حوالي ٨ ملايين_ وسرعان ما اتخذت الإجراءات الوقائية ومنها الاقتصادي والتجاري حيث أمنت لنفسها منذ زمن عن طريق رئيس لا يفكر في غد أو بعد غد فحسب إنما لسنوات قادمة مطبقا الأفكار والتحركات الاستراتيجية التي تعلمها خلال سنوات عمله كضابط في الجيش المصري الذي يعلم أولاده علوم الاستراتيجية وفن إدارة الأزمات
فقام الرجل بدراسة ومتابعة بناء الصوامع ذات السعة الاستيعابية الكبري وحينها عوتب لماذا هذه الملايين المهدرة في بناء الصوامع قائلين الأرض موجودة والقمح موجود اذن لماذا التخزين ..._طبعا سذاجة في التفكير وبراءة في التدبير _ والتي بفضل الله امنت البلاد والعباد اربعة أشهر متتالية من خطر لا قدر الله المجاعة أو ما أشبهها ومن بعدها يقترب موسم الحصاد للقمح المصري معززا السعة التخزينية الي شهر ديسمبر ٢٠٢٢ ويناير من العام القادم
والتأمين هنا حتي من جحود بعض أبناء الوطن الذين رفعوا الاسعار وحرموا الأسواق من تعزيزه بالدقيق
لذا تحركت الدولة وفرضت سيطرتها بالقوة وأمر النائب العام بحبس اثني عشر شخصا اضروا بالسلم والأمان المجتمعي وتوالت بلاغات ضد هؤلاء الفاسدين المفسدين وعلقت وزيرة الصناعة بالتعاون مع وزير التموين التصدير ثلاثة أشهر لبعض السلع كالبقوليات والعدس والمكرونة وغيرها المصنعة من الدقيق
بالإضافة إلي قيام الدولة منتصف الشهر الجاري مارس بضخ ٢٠٠ معرضا عملاقا في محافظات مصر تحت عنوان أهلا رمضان به كل ما تتمناه الأنفس بخصومات كبيرة ومشاركة قوية مع القطاع الخاص كسرا للاحتكار السلعي
وهنا علم إدارة الأزمات يظهر وبقوة ويطلق علي الارض... لكن حتي تعم الفائدة كان يستلزم تحركا أفقيا واسعا وهو ما قامت به الدولة المصرية منذ سنوات بالحفاظ على الرقعة الزراعية واستصلاح ما يقرب من ٤٠٠ الف فدان تصل إلي الموسم الزراعي القادم الي مليون فدان كلها مخصصة للقمح الذي يقول عنه العامة أفيون الغلابة في إشارة لأهمية رغيف الخبز
يا سادة ليس مديحا ولا مجاملة للرئيس السيسي
هو رجل عاصر وعاش الأزمات المختلفة وشارك في صياغة الحلول العملية وايضا العلمية بحيث يكون الهدف العام هو حماية مليون نسمة وما يزيد من أبناء هذا الوطن
تخيل معي أننا نمتلك المليارات الدولارية فمن أين ستأتي بالمادة الخام الإجابة حتما لن تجد والاكثر منطقية انك لن تؤكل شعبك هذه الدولارات هنا تكون العبقرية التفكيرية والسلوكية
تامين المنتج والحفاظ علي العملة الأجنبية
وأتذكر جليا حينما نجح الرئيس السيسي في أول انتخابات رئاسية بتفوق وغطاء شعبي كبير زار الجزائر الشقيق ثم رد الزيارة الرئيس تبون ...لماذا الجزائر اولا
في محاولة استباقية لتأمين البوتجاز قبل موسم الشتاء ومنع حدوث الأزمة .. وسرعان ما توصلت مصر لاتفاق اخر في إطار جهود عربية مع الشقيق العراق ومعادلة اقتصادية بترولية اعمارية تمت بين البلدين واخري في اتجاه ربط كهربائي عربي مع الجارة الجنوبية السودان ب٣٠٠ ميجا واخري مع السعودية بلد الله الحرام وثالثة ممتدة الي الاردن والعراق وتمتد القدرة العملاقة للطاقة المصرية الكهربائية الي قبرص ومنها اليونان ودول أوروبا بما يقدر مستقبلا ب٣٠٠٠ ميجا تبدأ أولي خطواتها ب٢٠٠٠ ميجا وطبعا لم ولن انسي ما قامت به مصر تجاه لبنان ومن قبله سوريا الشقيقة من مد خط الغاز المصري والاستفادة من والتي نتمني عودتها قريبا الي محيطها العربي
أيها السادة لن يحك الجلد مثل الظفر
مثل عربي قديم أراه اليوم محطة مهمة في حياتنا اليومية ولابد أن يكون عقيدة سلوكية اقتصادية وغذائية وإنتاجية
علق البعض سلبا أثناء زيارة الرئيس الي توشكي أقصي جنوب مصر مستنكرا كيف فجر الجيش المصري ٩ كيلو مترات من حجر الرخام ذي الصلابة العالية بهذه الكميات الكبيرة جدا من المتفجرات
الإجابة لأن هناك مشروع زراعي طموح جدا يلبي احتياجات المئة مليون ومن بعدهم اخواتنا في محيطنا العربي وربما الإقليمي ..وهنا ما خفي_ من الخير الوفير والطموحات الاقتصادية العملاقة_ كان أكبر وأكثر مما يتخيله البعض
هذا كله يا سادة غيض من فيض يقوم به ابن مصر التقي النقي رزق مصر الحلال عبدالفتاح السيسي
والله علي ما اقول شهيد
فلا مديح ولا مجاملة إنما شهادة لله ثم لهذا الوطن..
حمي الله بلاد العرب من كل سوء وزرقها من يحبها ويخاف عليها ويعمل لمصلحتها
وتبقي الجملة الأغلي
تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر